التحرش الجنسي والمخدرات وأفلام السبكي أصبحت أبرز مظاهر الأعياد في مصر الآن!! هذا الثالوث المخيف الذي يسيطر علي مجتمعنا خاصة في المناسبات المفروض أنها دينية يعكس حالة من الإنفلات الأخلاقي والأمني تفاقمت -بكل أسف- بعد الثورة وبعد سيطرة الفكر الديني علي مقاليد الأمور. وبما أن السينما مرآة المجتمع -كما هو معروف- يبدو طبيعيا ومنطقيا ما يقدمه الإخوان السبكي في أفلامهما..وهي توليفةتجارية لا تخيب أبداً مع جمهور يفخر بتعاطيه للمخدرات ويعلن ذلك »بشجاعة« نادرة علي صفحات رسمية وغير رسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. جمهور تجرد من الأخلاق.. فاختزل متعة العيد في المخدرات والتحرش بالفتيات! فئة خاصة من جمهور العيد سيطرت علي الشارع تماما.. وازدحمت علي دور العرض لتشاهد بضاعة رخيصة لا تختلف كثيراً عن »الحشيش« و»البانجو« في تأثيرها. وهكذا توارت الأسر المحترمة تماما وغابت عن صالات العرض حرصا علي سلامتها من الإصابة بصدمة مروعة مما وصل اليه حال الشباب الذي وجد الأخوان السبكي فيهم ضالتهما فأعادا تعليب بضاعتهما بالتوليفة ذاتها راقصة وأغان مبتذلة هابطة وإفيهات جنسية.. لاشيء جديد فيها سوي إسم »البضاعة« أو »الفيلم«. لقدأحدث السبكي رواجاً تجاريا أسعد موزعي أفلامه واصحاب دور العرض وأنعش حال بعض صناع السينما لكنه أفسد الذوق وأضر بالسينما المصرية التي تصارع من أجل البقاء في ظل ظروف صعبة! الغريب أن أكثر الناس تفاؤلا توقع للسينما المصرية أن ترتدي عباءة متحفظة تستر أكثر مما تكشف وتودع أفلام الكباريهات وماشابه..وكانت مخاوف السينمائيين تصل إلي حد الهلع من سيطرة فكر »الإخوان« علي السينما.. إلاأن ما حدث عكس كل التوقعات ونفي كل المخاوف.. وكانت صدمة أفلام السبكي هذا الوقت تحديداً جديرة بالإنتباه!! عبده موتة علي القمة احتلت أفلام السبكي المراكز الأولي في سباق العيد.. بدون نجوم شباك أو غيره..بدون قصة أو أي إبداع تلمسه في عنصر فني.. هناك فقط رقص وإيحاءات جنسية وإفيهات واغنيات هابطة ومسخ لأبطال تشعر أنهم قادمون من عالم آخرغير الذي نعيشه. وكان »عبده موتة« لاسماعيل فاروق بطولة محمد رمضان ودينا وحورية فرغلي هو الأوفر حظاً.. يبدو لأن بطلة »عبده« قريب الشبه من جمهور العيد..وقد حقق في خمسة ايام -حتي كتابة هذه السطور »أول أمس«- حوالي عشرة ملايين جنيه ومتوقع أن يختتم اسبوعه بما يقترب من 12 مليون جنيه!! وفي المركز الثاني جاء »الآنسة مامي« لوائل إحسان بطولة ياسمين عبدالعزيز -ورغم أن الفيلم كوميديا إجتماعية يشارك فيها أطفال ومؤهلا ليكون فيلما للأسرة إلاأن السبكي طبع عليه بصمته المميزة فتحولت شقاوة الطفل إلي بلطجة وكانت الأغنيات من نوعية »هاتي بوسة يابت« ولم يفته بالطبع أن يحشر نجمه المفضل سعد الصغير في مشهد مع ياسمين لضمان مزيد من الإقبال الجماهيري!!.. وحقق الفيلم حوالي 7.5 مليون جنيه في خمسة أيام. في المركز الثالث كان »ساعة ونصف« لوائل إحسان الذي بدأ عرضه منذ ثلاثة اسابيع وزاد العيد من إيراداته التي تجاوزت خمسة ملايين جنيه بقليل.. وهو بطولة جماعية لسمية الخشاب ويسرا اللوزي ومجموعة من النجوم. المركز الرابع كان لفيلم السبكي الرابع ايضا »مهمة في فيلم قديم« لأحمد البدري وقد تجاوز مليوني جنيه في خمسة أيام ومتوقع أن ينهي اسبوعه بثلاثة ملايين تقريبا.. وهو بطولة فيفي عبده وادوارد وكان المركز الخامس من نصيب »03 فبراير« لمعتز التوني اول بطولة مطلقة لسامح حسين.. حقق 1.3 مليون جنيها والمركز السادس »لبرتيتا« لشريف مندور بطولة كندة علوش واحمد السعدني وعمرو يوسف.. حقق700 الف جنيه في اسبوع وهو بعيد كل البعد عن اجواء العيد وافلامه! ونفس الكلام ينطبق علي »جوة اللعبة« لمحمد حمدي بطولة مصطفي قمر والذي احتل ذيل القائمة بجدارة وفشل في تحقيق ايرادات تذكر فلم يتجاوز 250 الف جنيه في ايامه الخمسة!!