في مقالي الأخير وعدت بالاستمرار في عرض بعض «المشورات» الاقتصادية والسياسية على رئيس مصر الغالية.. الرئيس «السابع» المنتخب بأغلبية 96.9% من الناخبين..!! وسأفي بالوعد في هذا المقال وفى المقالات التالية بإذن الله..ولكن لا بد أن أتوقف عند خطاب «الوداع» الذي وجهه المستشار الشامخ عدلي منصور إلى الشعب المصري في نهاية فترة حكمه كرئيس «سادس» لجمهورية مصر العربية بتكليف من «الجمعية العمومية للشعب المصري» في 3/7/2013. يا سيادة المستشار عدلي منصور –رئيس المحكمة الدستورية العليا– استمعت إلى خطابك للشعب في نهاية فترة حكمك التي لم تتجاوز(11) شهرا..وجدت نفسي أقف احتراماً وإجلالاً.. ثم أحنى لك رأساً يحمل خبرة كفاح مصري على مدى تسعة عقود من الزمن.. خاضت مصر على مداها الكثير من المعارك وواجهت العديد من الصعوبات.. إلا أنها كانت تنتهي دائماً بنصرة مصر وعلو شأنها وسمو ريادتها وعظمة شعبها ودوام حضارتها..!! وأنت يا سيادة المستشار قدمت في 2013 /2014 واحدة من أروع حلقات النصر.. نصراً على الإرهاب.. نصراً على المؤامرات.. نصراً على المتربصين.. نصراً على الكارهين.. فكنت رباناً أميناً.. قادراً وعاملاً..!! تهنئة «لمصر» بك وتهنئة «لتاريخ مصر الحديث» الذي سيحتفظ لك بصفحة من نور.. نفخر بها أجيال بعد أجيال على مدى الزمن. واسمح لي يا سيادة المستشار الشامخ – أن أوجه كلمة إلى كل من استمع إلى خطابك.. أننا لكي نتفهم حديثك على حقيقته ولكي نعى الكلام ومغزاه فعلينا أن نركز على أمرين: 1- الأمر الأول أن حديثك تصنيفه الوحيد هو أنه يدخل ضمن «الأدب المعاصر» انتقاء في الكلمات ثم عفة في العبارات.. ثم تسلسل في العرض.. على أساس من قدرة وحكمة على تفهم المواقف والمصارحة الأمينة المطلقة..!! واسمح لي –يا سيادة المستشار– أن أقول إنك تمثل استمراراً قوياً لأجيال من رجال القضاء والتشريع أدخلوا نوعية رائدة من «الأدب المعاصر» بدأت بمن صاغوا دستور 1923وامتدت إلى عظماء من أمثال الدكتور السنهوري والدكتور عوض المر والدكتورة عائشة راتب والدكتور صوفي أبو طالب والدكتور محمد حافظ غانم والدكتور رفعت المحجوب والمستشار محمد وجدي عبدالصمد والدكتور فؤاد رياض.. رحم الله من ماتوا وأطال عمر الإحياء منهم..!! بخطابك الأخير يا سيادة المستشار الحبيب – لقد أدرجت نفسك ضمن أدباء «الأدب المعاصر» من رجال القانون.. فهنيئاً لهذا الأدب بك وهنيئاً لمصر كلها بشموخك وعظمة كبريائك وحلو كلامك..!! 2- الأمر الثاني –يا سيادة الرئيس– أن فهم حديثك على حقيقته يجب ألا يقتصر على قراءة الكلمات والعبارات وإنما يجب أن نركز على قراءة «ما بين السطور» وبذلك تكون من خلال حديثك قد جمعت بين تفهم «المواطن العادي» لما تريد أن تقول وبين ما يجب على «المواطن المثقف» أن يعيه.. كعظة وموعظة..وكطريق ومنهج..! وأود أن أقول لك إن حديثك «المستتر» تميز بعمق غير مسبوق.. ولكنه «حلو» المذاق مليء «بالحكمة». وهنا.. عودة إلى «المشورات» من «الرجل المصري المتعصب العجوز» حول برامج رئيسنا الحبيب «أحمس المصري» وشهرته «عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسى»، وفى عجالة أود أن أوضح إحدى «المشورات» التي وردت في مقالي الأخير وذلك من خلال المحاور الرئيسية التالية: (1) أرى أن برنامج الرئيس البطل يتضمن (3) برامج متوازية ومتزامنة: أولها برنامج «365» يوماً من العمل والإنتاج قد تقصر وقد تطول من «أجل مصر والعودة بمصر إلى مصر» وهو برنامج يجند له كل الشعب – أعنى كل الفئات والأجيال والأفراد والجماعات (غير المحظورة) يستهدف الخروج السريع من«عنق الزجاجة» تمهيداً لانطلاقة قوية وفى الوقت ذاته يحقق بداية سليمة لعدالة اجتماعية سريعة..!! وهذا البرنامج تكون له «هيئة بذاتها تديره وتشرف على التنفيذ. والبرنامج الثاني –وهو متوسط وطويل الأجل في تقديري– يتضمن عدداً من المشروعات القومية الكبرى التي تتوافر أسس تواجدها بالفعل وتشرف عليه هيئة بذاتها مثل: منطقة شرق بورسعيد، منطقة شمال غرب خليج السويس، الصحراء الغربية بواحاتها، صناعة الفوسفات، صناعة الألومنيوم، صناعة الحديد والصلب، صناعة الغزل والنسيج.. وغيرها الكثير.. والكثير..!! ثم يأتي البرنامج الثالث المتزامن ممثلاً في الخطة الخمسية التقليدية للحكومة والتي يقرها مجلس النواب. (2) إذا سئلت عن «تصنيف» للاقتصاد المصري فإنني أقول إنه «اقتصاد مصري» –صنع في مصر وبأيدي وعقول مصرية– يستهدف «نمواً اقتصادياً وتنمية حقيقية» أي أنه يستهدف تحقيق: إنتاج أمثل ذي جودة مثلى.. ذي قدرة تنافسية مثلى (داخلياً وخارجياً) مع عدالة في التوزيع.. بما يؤدى إلى الحد من الفقر.. والحد من البطالة.. والحد من التضخم.. وزيادة التكافل الاجتماعي.. وزيادة دخل الفرد (سواء بطريق مباشر أو من خلال خفض الأسعار وتوفير السلع بأسعار تؤدى إلى زيادة القدرة الشرائية للدخول الفعلية) كل الوسائل والإمكانات التي يمكن أن تسهم في التوصل إلى الوضع المستهدف.. تدخل ضمن «مواصفات» الاقتصاد المصري الجديد.. سموها «اقتصاد حر ذو أنياب» أو «اقتصاد» مشاركة بين القطاع العام والقطاع الخاص أو «أية تسمية أخرى».. فأنا أقترح أن نسميه «اقتصاد العودة بمصر إلى مصر» أو «اقتصاد عودة الروح إلى مصر الرائدة والقائدة وسند الأمة العربية».. اقتصاد سيصل بنا في النهاية –مع أحبائنا في الدول العربية وفى مقدمتها السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن ثم غيرها– إلى «القوة السادسة في العالم» ورحم الله البطل «محمد أنور السادات»..!!. (3) المحور الثالث الذي أعرضه أن يتم التخطيط والإعداد لهذه البرامج من خلال عمل متواصل خلال مدة قد لا تتجاوز شهر يونيه الحالي وذلك بواسطة رجال (ذكور وإناث) تتوافر فيهم صفات سبق أن حددتها فى: التجرد والكفاءة مع إضافة «مطلقات» ثلاث: المواطنة المصرية، الصدق، الأمانة.. وهم كثيرون..!! بالإضافة إلى أن هذه البرامج ستكون فرصة لتدريب الشباب والعمل على إكسابهم الخبرة والكفاءة اللازمين لتحمل مسئوليات المستقبل بإذن الله..!!