أزمة تتجدد كل عام.. صراخ وبكاء وإغماءات داخل اللجان وخارجها.. ذلك هو المشهد المسيطر على معظم طلاب الثانوية العامة في التعامل مع امتحان مادة الفيزياء، الأمر الذي دفع البعض منهم للهروب من جحيم "العلمي" مندساً بين محفوظات ومقررات "الأدبي"، رحمة بأنفسهم من مذاكرة طوال العام وخيبة أمل بآخرها. لقد "أتى امتحان مادة الفيزياء بما لا يشتهيه طلاب الثانوية العامة" .. فاليوم خرج طلاب الثانوية العامة بالنظام الحديث بعد أداء امتحانهم في حالة من الذهول، بعد أن صدمتهم الأسئلة بصعوبتها وخروج بعض النقاط عن الكتاب المدرسي.. الأمر الذي أدى لسقوط العديد من الإغماءات بمدرسة أحمد زويل الإعدادية بإمبابة ومدرسة المنيرة بجاردن سيتى، وسط صدمة أولياء الأمور وخوف من انهيار مستقبل تهدم بتسريبات الامتحانات وخروج الأسئلة عن السياق المتوقع. لقد تحولت امتحانات الثانوية العامة إلى أزمة بين الطلاب وأولياء الأمور من ناحية، ووزارة التربية والتعليم من ناحية أخرى، خاصة بعد مواجهة الطلاب صعوبة شديدة في الامتحانات، وشككوا بأن الأسئلة لم تكن ضمن المقرر الدراسي، إلى جانب إمعان بعض الطلاب في تحدي سلطة الوزارة والاستمرار في تسريب أسئلة الامتحانات من داخل اللجان باستخدام الهواتف النقالة ومنها إلى مواقع التواصل الاجتماعي. فوسط صعوبة منهج مادة الفيزياء وخروج بعض جزئيات ونقاط الامتحان عن الكتاب المدرسي كعادة كل عام.. بقت "شعبة الأدبي" هي الملجأ الوحيد لطلاب الأعوام القادمة كمهرب من "بعبع" أصاب قوم غيرهم، فهدم الأحلام والطموحات في بالطو أبيض أو مسطرة للهندسة.