لا تنتهي مشاكل ميت غمر، أكبر مراكز محافظة الدقهلية، التي تقع على طريقي المنصورةالقاهرة الزراعي، والذي تجاوزت كثافتها السكانية ربع مليون مواطن، بسبب إهمال المسئولين، بداية من غياب الرقابة للمحافظ الحالي، وامتداداً إلى فساد المحليات وتقاعسهم عن أداء مهامهم تجاه مشاكل المواطنين. "الوفد" يفتح ملف هموم الغلابة بميت غمر التي بدأت بصرخة 120 أسرة تسكن مساكن الإيواء، بعد معاناة استمرت منذ سنوات من عدم النظر إلى خطورة الوضع على حياة من يعيشون بداخله. أكد جمال الزيات، 56 سنة، أحد سكان الإيواء بميت غمر، أن مشكلة الغلابة ليست في حسابات المسئولين، فقد سبق أن سلكوا جميع الطرق والشكاوى، فالمبنى صدرت له قرارات إزالة من 2010 وجاء الحل الترميم من السطح دون حل للمشكلة من الجذور بنقله إلى مساكن آدمية آمنة من خطورة يومية نعيشها مهددين ونرى العمارة تهتز بقوة ويسقط منها بعض الأجزاء علينا حال مرور سيارة نقل ثقيلة بعض الشيء لتثير الرعب والخوف على أولادنا ونحن غلابة مش عارفين نروح فين. تضيف الطاهرة إبراهيم متولي حامد: "أسكن في حجرة بإيواء ميت غمر منذ 10 سنوات، وزوجي مريض وعندي 5 أبناء، وقد أصبت أنا وبنتان من أولادي بالحرق في أماكن متفرقة بأجسامنا من جراء ماس كهربائي بسبب تهالك المرافق (كهرباء، مياه الشرب، الصرف) داخل الشقق وتسبب الرشح من مياه على الكهرباء بماس احرقنا ولم نجد مسئولاً تحرك ليبحث المشكلة، والمسكن بينشع بالمياه والجدران تتساقط ومحافظ الدقهلية ضحك علينا وقال لنا بعد وقفة أمام المحافظة في20/ 11 /2013 بأنه سوف يحل مشاكلنا وسوف يأتي الينا ولكن لم نر أي حل للمشكلة". تضيف حنان مطاوع، من سكان الإيواء، قائلة: "نحن نموت بالبطيء، الحمامات بتقع أجزاء منها علينا ونحن نائمون، والكارثة ممكن تقع في أي وقت، والوعود بأن يتم نقلنا لمساكن جديدة لن تتحقق، فبعد وقفات عدة طلبوا منا عمل أبحاث في الشئون الاجتماعية وتقديم شهادات مرضية للمرضي من أسرنا، ونرى المساكن يتم توزيعها بالمحسوبية، أو بالبيع ونحن لا نملك إلا أن نرى هذا ونصرخ ولا نجد من ينظر إلينا". وكشف أحمد البحراوي، منسق حملة دعم السيسي بميت غمر، أن جهود الدولة والمسئولين غابت عن رعاية المدينة فانهارت الخدمات بشوارعها، فالحياة وسط القمامة والصرف الصحي، والإشغالات التي ملأت جميع شوارعها الرئيسية، سواء بقطع الطرق وتسببت في شلل مروري داخل الشوارع الرئيسية بسبب فروشات الباعة الجائلين وكذا المواقف العشوائية والتكاتك التي تغلق الطريق للمستشفى العام مما يعرض حياة المرضى للخطر. وأضاف أن مجلس مدينة ميت غمر في غياب كامل عن الرقابة لتصل الصورة التي لا تكذب من حيث مكان الاستراحة الخاصة برئيس مجلس المدينة التي تعد في مكان إسترتيجي على شاطئ النيل بميت غمر، حيث القمامة أمام سكن رئيس المجلس، علاوة على كم التعديات بشريط طولي للكازينوهات وكافيتريات على شاطئ النيل التي تعدت على حرم النهر بالردم لتوسيع المساحة وبشكل فج وبدون ترخيص وقاموا بتوصيل التيار الكهربائي من الأعمدة رأساً، ولم نرَ أحداً يوقف هذه التجاوزات.