رجال أعمال مصر أصابتهم حالة من الهلع عقب لقائهم مع السيسي، لدرجة أن البعض منهم بدأ في الترويج إلي أن قرارات السيسي تمثل عودة للاشتراكية، والبعض الآخر بدأ بث أخبار عن هروب الاستثمارات الداخلية وتوجه بعض المستثمرين نحو تصفية أعمالهم في مصر، خوفاً من قرارات السيسي التي تشبه قرارات تأميم عبدالناصر - علي حد زعمهم - ما الذي حدث في كواليس اجتماع السيسي برجال الأعمال وجعلهم يصابون بهذه الحالة؟.. وماذا قال لهم ليجعلهم يتبادلون الاتهامات فيما بينهم، ويخرجون وهم يحملون داخلهم الكثير من المخاوف من نقص ثرواتهم وتراجع أرباحهم؟ ببساطة ودون دخول في تفاصيل ولا أسماء المشير قال لهم إن مصر تركتهم علي مدار ثلاثين عاماً يفعلون ما يشاءون لكي يصلوا إلي ما وصلوا إليه الآن، دون أن يوقفهم أحد ويسألهم عن كيفية تحقيقهم هذه الثروات التي وفرت لهم مكانة اجتماعية ونفوذاً كبيراً داخل المجتمع المصري، وهو أيضاً لن يسألهم لكنه سيترك لهم ما حققوه علي مدار عشرين عاماً وعليهم أن يقدموا لمصر جزءاً كبيراً من أرباحهم التي حققوها في العشرة أعوام الأخيرة فقط! هذا ما قاله المشير.. وهنا بدأ الخلاف والاعتراض بين رجال الأعمال وبعضهم، وبين رجال الأعمال والمشير الذي غادر الاجتماع دون اكتماله بعد المهاترات وتبادل الاتهامات بين رجال الأعمال وبعضهم.. وما يهمنا ليس ما دار في الاجتماع ولكن ما حدث بعد الاجتماع، حيث بدأت خطوات التشكيك، والترهيب، من القادم الذي سيطيح بالاستثمارات الداخلية، ويمنع الاستثمارات الخارجية، وطبعاً كثير من الفضائيات لم تتطرق من قريب أو بعيد لهذا الاجتماع إلا القليل الذي لامسه علي استحياء، وطبعاً لا يخفي علي الجميع سبب ذلك، فالنسبة الغالبة من الفضائيات مملوكة لرجال الأعمال، الذي اتخذ بعضهم منها وسيلة للدفاع عن مصالحه الشخصية وأعماله، بل ومنهم من استغلها لإرهاب خصومه إياً كانوا مؤسسات عامة أو أشخاصاً، ولن يجرؤ إعلامي علي مجابهة ولي نعمته، فكان من الطبيعي أن تتوه الحقيقة، ويختفي الحديث عن ثروات رجال الأعمال في أي من برامج التوك شو الجماهيرية أو غيرها من البرامج. والجميع يعلم أن هناك من رجال الأعمال الشرفاء الذين تعرضوا لخسائر فادحة خلال السنوات الثلاث التالية لثورة 25 يناير، وهناك من تعرض للإفلاس، وهناك مصانع أغلقت نهائياً، وهناك أيضاً من استطاع الحفاظ علي مكتسباته بل وضاعفها، ودون شك يستطيع الجميع إثبات وضعه وحالته. وتبقي حقيقة واحدة أنه آن الأوان للحساب للجميع، والمساواة بين الجميع، ولا أعتقد أنه يوجد رجل أعمال شريف سيغضبه أن يقدم لوطنه القليل أو حتي الكثير مما قدمه له وطنه علي مدار عشرات السنوات الماضية، أما رجل الأعمال الذي يعرف جيداً أنه جمع ثروته بعلاقاته بأصحاب النفوذ والسلطة، أو حتي بتقربه من الأنظمة علي تعاقبها علي حساب الشرفاء ثقيلي الظل علي مراوح قلب ذوي النفوذ، فهؤلاء فقط من سيرعبهم كلمات السيسي، وسيحاولون بشتي الطرق خلق مناخ مناهض لتوجهاته، وإيجاد حالة توحي ببدء الهروب للاستثمارات الداخلية.. ولهؤلاء المرعوبين نقول مصر ليست في حاجة لكم، لكن من حقها أن تحصد جزءاً من خيرها الذي نهبتوه دون حق علي حساب شعب بأكمله، وللشرفاء نقول نشكركم علي كل ما فعلتوه من أجل بلدكم، وما ستفعلونه بكل حب ورد جميل بلدكم عليكم.. ولمدعي الشرف الذين يبادرون بالتصريحات والإعلان عن مساعدتهم لبلدهم من باب المنظرة ومحاولة مداهنة النظام القادم، ادفعوا أولاً ما عليكم من ديون للبنوك والمؤسسات الحكومية، قبل أن تتفاخروا وتتباهوا علناً بدعم صندوق دعم مصر، وحينها أيضاً ستكونون من الشرفاء المخلصين لمصر. NIVEENYASEN @HOTMAIL.COM