المتابع لخطا وتحركات البورصة خلال الأسبوع الأول لعملها عقب التوقف الطويل يمكنه بسهولة رصد موقعها علي الخريطة الاقتصادية الذي يؤكد أنها كانت الباب الملكي للثروات، فكل خبر ينشر عن تلاعبات أو عمليات ملتوية كانت للبورصة موقع فيه ليست كمتهم كقناة شرعية لعبور وتمرير ما هو غير شرعي ولضخامة أعداد المصريين المستثمرين داخل البورصة كانت صاحبة النصيب الأكبر في الخسائر وأي خبر عنها كان الأهم بالنسبة للإعلام وهو ما أدركه القائمون عليها فكانت عودتها أشبه بالفتح المبين. وعندما جاءت البشاير والمؤشرات بتخطيها كافة التوقعات والتحليلات القائلة بتعرضها للانهيار عقب عودتها اعتقد البعض بأن طريقة العودة والحضور المكثف للمسئولين وعلي رأسهم رئيس الوزراء - ولهذا دلالة كبيرة - هو السر وراء ارتفاعها وهو أيضاً ما شجع القائمون عليها من إعادة التجربة بصورة يومية لدرجة تحولها لشو إعلامي لا يختلف كثيراً عن برامج التوك شو ودخلت الاختلافات العقائدية والمذهبية في النصف، فرأينا مانشيت لإحدي الصحف بعنوان »الدين لله والبورصة للجميع« وكأنها كانت من قبل رجساً من عمل الشيطان مع أننا كثيراً ما كنا نري مستثمرين ملتحين ومنتقبات داخل شركات السمسرة. المهم أن هذا الشو أثار حفيظة بعض العاملين داخل البورصة وهيئة الرقابة، خاصة أن هناك حالة من القلق ودعنا لا نقول غلياناً اتضحت من خلال الاستقالات المتتابعة التي تم تقديمها من بعض المسئولين الذين حرصوا علي تبريرها علي أنها لأسباب شخصية. المثير للتساؤل أن هناك حالة أخري من التباين يمكن رصدها بسهولة ما بين هيئة الرقابة والبورصة ومن خلال موقف واحد - وهناك الكثير - حدث الخميس الماضي عندما أعلن محمد عبدالسلام رئيس البورصة خلال افتتاح جلسة البورصة عدم عودة العمل بساعات البورصة الطبيعية والاستمرار بالساعات المحددة كما هي وقبل انتهاء اليوم فوجئنا ببيان صادر من البورصة بعودة عملها بساعاتها الأصلية بدءاً من اليوم الأحد مع التأكيد علي أن القرار تم اتخاذه بعد مشاورات جرت ما بين رئيس البورصة ورئيس هيئة سوق المال! البورصة أصبحت عاكسة لحال البلد الكل يحاول الوقوف في المنتصف والكل يحلل ويفتي الكل باتوا خبراء وعلماء بالبورصة، ومازلنا نتجه نفس الوجهة ولا خطوة واحدة تبشر باتجاهنا نحو خلق بورصة حقيقية وليست مجرد صالة للمقامرة، وعندما سؤل سفير اليابان الذي حضر الافتتاح الثالث عن الفرق ما بين وضع البورصة في مصر واليابان؟.. كان رده: هل يمكن مقارنة التفاحة بالبرتقالة!! هذا الرد يحتاج لمراجعة جيدة لموقف البورصة المصرية فإذا كانت النظرة الخارجية لنا بهذا المنطق فكل محاولات الإنقاذ والتقدم لن تتخطي شارع الشريفين وقهوة البورصة!! [email protected]