فى إطار الجهود التى تبذلها لجنة الخطاب الدينى ببيت العائلة المصرية بالأزهر والكنيسة المصرية، اختتمت فى محافظة الأقصر فعاليات الدورة الثانية لعام 2014م، التى بدأت بتاريخ 5/5/2014م، وانتهت بتاريخ 7/5/2014م. تضمنت فعالياتها محاضرات علمية عدة فى أهمية الحوار وضوابطه وآثاره فى ترسيخ ثقافة المواطنة، وذلك من خلال حديث أ. د محمود عزب, مستشار الإمام الأكبر شيخ الأزهر للحوار ومنسق بيت العائلة المصرية. جاء الحديث عن دور الوعاظ والأئمة والقساوسة فى حفظ الأمن القومى من خلال محاضرة اللواء/ محمد عيسى أبو حسين، وتحدث القس الدكتور/ بهيج رمزى، فى محاضرته عن حل النزاع وصنع السلام وتدريب الوعاظ والقساوسة على التعامل مع الأزمات والقدرة على احتوائها. من جانبه تحدث أ. د محيى الدين عفيفى أحمد، مقرر لجنة الخطاب الدينى فى بيت العائلة المصرية، وعميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، فى محاضرته عن السماحة والتيسير فى مواجهة التشدد والتكفير، حيث بيّن سماحة الإسلام فى احترام العقائد والآراء، على رغم الاختلاف، وأهمية ذلك فى ترسيخ ثقافة التعايش السلمى وقبول الآخر، والإقرار بحقه فى ممارسة عقيدته وشعائره، والتعبير عن آرائه بموضوعية واحترام الثقافات المتعددة. تناول القمص بطرس بسطاروس، المقرر المساعد للجنة الخطاب الدينى، ووكيل مطرانية دمنهور، الحديث عن الإلحاد وأسبابه وسبل مواجهته، حيث ذكر أن الإلحاد من أبرز المشكلات التى تواجه الأديان، وذكر أهمية التصدى لهذه الظاهرة الخطيرة التى تحتاج إلى وسائل وأساليب مناسبة لمواجهتها. دارت مناقشات مهمة بين الوعاظ والأئمة والقساوسة حول أهمية دراسة الأسباب التى أدت إلى الإلحاد، واتفق جميع أعضاء لجنة الخطاب الدينى ببيت العائلة المصرية على أهمية التواصل والحوار مع الشباب من خلال التجمعات الشبابية، لا سيما النوادى الرياضية. اشتملت فعاليات هذه الدورة على تقديم كورال الكنيسة المصرية والفلكولور الشعبى من خلال طلاب وطالبات المدارس فى المراحل التعليمية بالأقصر، وحفلت بالحديث عن التاريخ المصرى القديم ودور الدين فى إثراء الحضارة المصرية من خلال محاضرة أ. حسن خليل، أحد العلماء المتخصصين فى التاريخ. قام الوعاظ والقساوسة بزيارات للأماكن السياحية والأثرية وتجولوا فى شوارع مدينة الأقصر، مما أثار إعجاب السائحين الأجانب فى الأقصر، وأثار فرحة الناس هناك، حيث إن هذا المشهد يؤكد الوحدة الوطنية بين الشعب المصرى. أكد أ. د محيى الدين عفيفى أحمد، مقرر لجنة الخطاب الدينى ببيت العائلة المصرية، أن فعاليات دورة الخطاب الدينى التى تمت إقامتها في الأقصر فى هذه المرحلة المهمة جاءت لتوجه رسالة قوية وعملية للعالم أجمع، وهى أن مصر كانت وستظل بإذن الله رائدة فى التعايش السلمى والانسجام وحسن العلاقة وقوة التلاحم بين مواطنيها من خلال احترام العقائد والتعاون فى المشتركات الإنسانية والشعور بالمسئولية المجتمعية وأهمية السماحة والمحبة فى العلاقات الإنسانية.