اختتمت فعاليات الدورة الثانية للعام الحالي لوعاظ الأزهر والقساوسة في محافظة الأقصر والتي بدأت يوم الأحد الماضي بعنوان معا من أجل مصر. وتضمنت فعاليات دورة وعاظ الأزهر والقساوسة عدة محاضرات علمية في أهمية الحوار وضوابطه وآثاره في ترسيخ ثقافة المواطنة، وذلك برئاسة الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار ومنسق بيت العائلة المصرية. وتحدث الدكتور محيي الدين عفيفي أحمد مقرر لجنة الخطاب الديني في بيت العائلة المصرية وعميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، في محاضرته عن السماحة والتيسير في مواجهة التشدد والتكفير،و بين سماحة الإسلام في احترام العقائد والآراء رغم الاختلاف، وأهمية ذلك في ترسيخ ثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر، والإقرار بحقه في ممارسة عقيدته وشعائره، والتعبير عن آرائه بموضوعية واحترام الثقافات المتعددة. من ناحية أخرى أكد القمص بطرس بسطاروس، المقرر المساعد للجنة الخطاب الديني ووكيل مطرانية دمنهور، أن الإلحاد من أبرز المشكلات التي تواجه الأديان، مطالباً التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة ،مطالباً بأهمية التواصل والحوار مع الشباب من خلال التجمعات الشبابية لا سيما النوادي الرياضية. واشتملت فعاليات الدورة على تقديم كورال الكنيسة المصرية والفلكولور الشعبي من خلال طلاب وطالبات المدراس في المراحل التعليمية بالأقصر، وحفلت بالحديث عن التاريخ المصري القديم ودور الدين في إثراء الحضارة المصرية من خلال محاضرة حسن خليل، أحد العلماء المتخصصين في التاريخ. وزار الوعاظ والقساوسة الأماكن السياحية والأثرية وتجولوا في شوارع مدينة الأقصر مما أثار إعجاب السائحين الأجانب في الأقصر لتأكيد الوحدة الوطنية بين الشعب المصري مسلمين ومسيحيين. واختتم الدكتور محيي الدين عفيفي أحمد، مقرر لجنة الخطاب الديني ببيت العائلة المصرية التابع لمشيخة الأزهر، أن فعاليات دورة الخطاب الديني التي تمت إقامتها في الأقصر في هذه المرحلة المهمة جاءت لتوجه رسالة قوية وعملية للعالم أجمع، وهي أن مصر كانت وستظل رائدة في التعايش السلمي والانسجام وحسن العلاقة وقوة التلاحم بين مواطنيها من خلال احترام العقائد والتعاون في المشتركات الإنسانية والشعور بالمسؤولية المجتمعية وأهمية السماحة والمحبة في العلاقات الإنسانية.