فريقيا هى الحل أمس واليوم وغدا، هذه الحقيقة هى التى أكدتها الأيام، حيث بات التوجه الى دول القارة السمراء السبيل الأمثل للعديد من الشركات المصرية لتعويض تراجع حجم أعمالها المحلية وفتح أسواق تصديرية جديدة وتحسين نتائج أعمالها. فى التقارب الاقتصادى بين مصر ودول أفريقيا فوائد عديدة على الجانب الاقتصادى والسياسى على حد سواء، وربما كانت الزيارة الأخيرة للمهندس إبراهيم محلب الى عدة دول أفريقية محاولة لفتح العديد من الأسواق للشركات المصرية إضافة الى تأكيد عودة مصر الى عمقها الأفريقي. ولأن التوجه الى أفريقيا يفتح فرصا عديدة هناك الأمر الذى دفع العديد من الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام لكى تضع التوجه جنوبا أحد أهم خططها المستقبلية. قامت شركات عديدة تجاوز تراجع حجم أعمالها محليا بعد الثورة بالتوجه الى دول الجوار العربية والأفريقية عن طريق تصدير المنتجات والخدمات، ووجدت فى الأخيرة سوقا رائجا مفتوحا امامها واسعا وقادرا على استيعاب المزيد رغم الصعاب التى قد تعترض الأعمال فى بعض الأحيان، فضلا عن نقص السيولة. وكانت أهم تلك القطاعات التى وجدت فى أفريقيا الحل هى قطاع التشييد والبناء والذى استطاع أن يحقق حجم أعمال جيدا فى القارة السمراء وأهم تلك الشركات التى تواجدت هناك كانت «المقاولون العرب» ومن الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام شركة المقاولات المصرية «مختار ابراهيم» وشركة حسن علام وشركة اليجيكت وهايديليكو، حيث كانت تلك الشركات بمثابة بوابة للشركات المصرية الأخرى لتنفيذ عدد كبير من مشروعات البنية التحتية، وفي مجال بناء المنشآت الأساسية. المهندس صفوان السلمى رئيس مجلس ادارة والعضو المنتدب للشركة القومية للتشييد والتعمير، أكد أن التوجه الى القارة الأفريقية مهم جدا لشركات التشييد فهى سوق كبيرة واعدة والتوجه اليها ممتاز للشركات بشرط ضمان التمويل، ولهذا على حد قوله تفضل الشركات العمل فى المشروعات التى يمولها البنك الدولى أو الصندوق الكويتى للتنمية أو البنك الاسلامى نظرا لأن أغلب الدول الأفريقية ظروفها المادية صعبة والشركات تريد الاطمئنان على عوائد عملها. ويؤكد السلمى أنه حتى الآن لا يمكن اعتبار أن حجم الأعمال التى حصلت عليها الشركات التابعة للقومية للتشييد تتناسب مع قدراتها حيث تملك الشركات قدرات كبيرة ولكن ما يعيقها أحيانا نقص السيولة، حيث إن أي عمليات تسعى الشركات للحصول عليها تتطلب خطابات ضمان وتسهيلات وتوفير سيولة بالإضافة الى فتح مكاتب هناك مما يتطلب قدرات مالية، مؤكدا أن السوق الأفريقى مازال به العديد من الفرص فى قطاعات التشييد والتعمير والبنية الأساسية. وحول أهم المشروعات قال إن شركة حسن علام وشركة مصر لأعمال الاسمنت المسلح لها عدة مشروعات فى السودان بالإضافة الى مشروعات لحسن علام فى أوغندا وتنزانيا، كما تعد سوق شمال أفريقيا أيضا من الأسواق الجيدة حيث تعمل شركتا «اليجيكت» و«هايدليكو» التابعتان لقطاع الأعمال العام فى أعمال إنشاءات كهربائية فى كل من الجزائر والمغرب. يضاف الى ذلك التوجه الى الدول العربية، حيث أثبتت الشركات التابعة للقومية للتشييد والتعمير نجاحا كبيرا وفازت بعدة مناقصات مهمة، منها فوز شركة المقاولات المصرية «مختار إبراهيم» بالمركز الأول فنياً ومالياً، وذلك بالمناقصة التى شارك بها عدد من الشركات العالمية فى محافظة مسقط بسلطنة عمان، والخاصة بتنفيذ مشروع إنشاء خط المياه الناقل من سد وادى ضيقة بمزارع بولاية قريات إلى خزان ديم بولاية العامرات، بقيمة تقدر بنحو 600 مليون جنيه. هناك أكثر من 23 مكتبا تابعا لشركة النصر للتصدير والاستيراد التابعة للشركة القابضة للنقل البحرى والبرى متواجدة فى الدول الأفريقية وتعمل هناك منذ الستينيات من القرن العشرين، هكذا اكد اللواء محمد يوسف رئيس مجلس ادارة الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى مدللا على أهمية السوق الافريقى للشركات المصرية واضاف ان تلك المكاتب تعد خير ممثل لمصر هناك، حيث انها مكاتب تجارية قائمة تمارس النشاط التجارى بين مصر ودول أفريقيا، كذلك هناك مكاتب لشركة مصر للاستيراد والتصدير فى باريس يقوم بأعمال تجارية بين دول افريقيا بعضها البعض، كما تملك شركة مصر للاستيراد والتصدير مكاتب فى عدد من الدول العربية حتى أن مكتب دبى يعمل دون كفيل. ويرى يوسف أن هناك أهمية كبرى لعودة مصر الى عمقها الأفريقى وبقوة خاصة أن لهذا الامر مزايا مهمة جدا على الجانب الاقتصادى والسياسى خاصة أن مصر ناصرت أغلب حركات التحرر الأفريقى هناك وكان لتواجدنا هناك دور، مشيرا الى ان تعظيم أواصر الصداقة بين الدول وبعضها يتم الآن عن طريق التقارب الاقتصادى والتبادل التجارى، والواقع يؤكد ان لدينا أرضية جيدة فى أفريقيا يمكن استغلالها علاوة على دور شركات النقل البحرى من خلال الخطوط الملاحية الرابطة بافريقيا وهى الآن فى حاجة الى دعم حيث إن أهم المشكلات التى تواجه التكامل الاقتصادى بين دول الكوميسا هى النقل البحرى والذى يمثل عمود فقرى لحركة النقل، حيث إن 85% من حركة التجارة العالمية تعتمد على النقل البحرى. ويرى اللواء محمد يوسف ان هناك اهتماما سياسيا الآن بهذا التوجه مما يعد داعما قويا للشركات للتوجه الى أفريقيا التى تعد سوقا واعدا ويحتاج المزيد. ويعد قطاع الأدوية من أهم القطاعات التى تتجه جنوبا الى دول افريقيا ليس اليوم بل منذ أكثر من 30 عاما كما يؤكد الدكتور عادل عبدالحليم رئيس مجلس إدارة الشركة «القابضة للصناعات الدوائية» مشيرا الى أن صادرات الأدوية الى دول الجنوب جيدة خاصة الى السودان وإثيويبا ونيجيريا، وقال إن أعلى الشركات التى سجلت صادرات الى أفريقيا كانت شركة سيد للأدوية ووفقا لأحدث الإحصاءات فقد بلغ حجم صادراتها الأخيرة نحو 21 مليون جنيه، وأضاف عبدالحليم انه كانت هناك فكرة الى تحويل الأمر لتخطى مرحلة التصدير الى مجال التصنيع أيضا عبر مساهمة الشركة القابضة للصناعات الدوائية فى إحدى الشركات لإنشاء مصنع أدوية فى السودان ولكن للأسف لم تتم الفكرة نظرا للظروف العامة التى مرت بها المنطقة فى الفترة الأخيرة، وأضاف أن السوق الأفريقى رغم هذا مازال من أهم الأسواق التصديرية للدواء المصرى ويعتمد عدد من الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام على هذا السوق لتصدير العديد من منتجاتها، خاصة أن أسعار الدواء المصرى منافسة فى هذا السوق ولكن الأمر يختلف بالنسبة لدول شمال أفريقيا التى تسعى أيضا لتسجيل أدوية ولهذا يكون التوجه اليها فيه بعض الصعوبة. على جانب آخر اشارت الدكتورة ألفت غراب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة العربية للأدوية فى اجتماع بحث الموازنة التقديرية للشركة عن العام المالى القادم الى أن الشركة تعمل علي فتح أسواق جديدة والعمل علي تنشيط الوكلاء الحاليين والتعاقد مع وكلاء جدد والعمل علي استفادة الشركة بزيادة حجم التعامل معهم وتسجيل مستحضرات جديدة بالدول العربية والأفريقية. وتعد شركة الحديد والصلب المصرية أحدث الشركات التى تستعد للتوجه جنوبا، حيث أكد المهندس محمد سعد نجيدة رئيس مجلس إدارة الشركة انه خلال الزيارة الأخيرة للمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الى شركة الحديد والصلب أصدر توجيهات ببدء الترويج لمنتجات شركة الحديد والصلب فى افريقيا من خلال شركة المقاولون العرب التى تعمل بكثافة فى السوق الأفريقى مشيرا الى وجود عدة منتجات للحديد والصلب يمكن أن يتم تصديرها الى السوق الأفريقى، منها القطاعات الثقيلة والزوايا والكمر الثقيل والألواح والصاج.