يضم قطاع الاعمال العام العديد من الشركات التى تبيع سلعها أو خدماتها بمعايير غير تجارية، وهو ما يمثل عبئا على اعمالها يضاف اليه عبء التباطؤ الاقتصادى الحالى فى مصر، الا ان نتائج اعمال الشركات القابضة التى اعلنت عنها وزارة الاستثمار، قبل استقالة حكومة الببلاوى بأيام، تبرز نجاح العديد منها فى الخروج بأرباح صافية بفضل سياسات اتبعتها للنمو فى وقت الركود. تقدم الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى نموذجا على شركات القطاع العام التى تستطيع ان توازن بين دورها الاجتماعى وبين الإدارة بشكل اقتصادى، فهى تقدم خدمات النقل بين المحافظات والتى تحقق إيرادات ضعيفة بسبب اسعار التذاكر المدعمة، ولكن الشركات التابعة للقابضة خرجت بأرباح صافى فى 2012 2013 بلغت 846 مليون جنيه مقابل أرباح ب740 مليون جنيه فى العام السابق. «استثماراتنا فى قطاع النقل البحرى تعوض ضعف ايرادات النقل البرى، فالخدمات البحرية تدار بطريقة تجارية وتحقق مكاسب جيدة»، كما يقول اللواء محمد يوسف، رئيس الشركة القابضة. وتخصص القابضة للنقل موازنة استثمارية للعام الجديد 2013 2014 بقيمة 1.1 مليار جنيه، بحسب يوسف، بينما تبحث الشركة عن تمويل بفائدة غير تجارية لإحلال 800 اتوبيس من اتوبيسات النقل البرى وتطوير نشاطها فى هذا المجال. وتحقق الشركة القابضة للصناعات الكيماوية توازنا مماثلا ايضا بين بيع شركات الاسمدة التابعة لها السماد بسعر مدعم للسوق المحلى، وبين ايرادات التصدير التى تحققها الشركات التابعة، وعددها 18 شركة، والتى ارتفعت فى 2012 2013 بنسبة 44% مقارنة بالعام السابق، وساهمت فى ارتفاع صافى الارباح إلى مليار و289 مليون جنيه بزيادة 11% عن العام السابق، كما قال صالح ابواليزيد، المدير المالى بالقابضة للكيماويات. الدور الاجتماعى للقطاع العام يظهر بشكل واضح ايضا فى اعمال الشركة القابضة للادوية، والتى تحقق خسائر من ثبات اسعار بعض المستحضرات منذ سنوات طويلة، فوفقا لبيانات اعمال الشركة القابضة، حصلت عليها الشروق كانت تنتج 619 فى 2012 2013 مستحضر ترتفع تكلفتهم عن اسعار بيعهم. إلا أن الشركة ذكرت فى بيان انها استطاعت فى العام السابق ان تقلص من نزيف ثلاث خسائر تابعة لها هم مصر والنصر للادوية وشركة العبوات الدوائية، لتنتهى اعمال الشركات التابعة، وعددها 11 شركة، على أرباح صافية بقيمة 357 مليون جنيه، مقابل 327 مليون جنيه فى العام السابق «لقد واجهة شركات الدواء ضغوطا على مدار السنوات السابقة خاصة مع ارتفاع أسعار الخامات وانخفاض سعر الجنيه أمام الدولار»، كما يقول مصدر بالشركة طلب عدم ذكر اسمه مضيفا «ولكن الشركة اعتمدت على فتح أسواق جديدة للتصدير إلى جانب العمل على تطوير بعض خطوط الإنتاج مما ساهم فى تحسن اداء الشركة». نشاط التشييد من ابرز الانشطة التى تتأثر بالتباطؤ الاقتصادى، الا ان الشركات التابعة للقابضة للتشييد، وعددها 50 شركة، استطاعت ان تنهى 2012 2013 على ارباح صافية بلغت 416 مليون جنيه «لقد وقعنا تعاقدات على اعمال مقالات فى اسواق كالسودان وابوظبى وعمان بلغت قيمتها مليارا و900 مليون جنيه كان ذلك من ابرز ما ساهم فى تمكين الشركة من الربح بالرغم من اوضاع السوق المحلية»، كما قال صفوان السلمى، رئيس القابضة، مضيفا ان الشركات التابعة لجأت ايضا إلى خلق إيرادات عن طريق استغلال بعض الأراضى لديها فى النشاط العقارى «لا تزال شركات الرى الثلاثة التابعة للقابضة من ابرز المشكلات، فهى تحقق خسائر ونسعى للاتفاق مع وزارة الرى لاسناد اعمال لها تساهم فى تحسين ايراداتها»، كما اضاف السلمى. وبالرغم من الاداء الايجابى للعديد من شركات القطاع العام الا ان هناك شركات تتم دراسة اعادة هيكلتها لاخراجها من دائرة الخسارة، ومن ابرز شركة الحديد والصلب بحلوان، حيث حققت شركات تابعة للقابضة للصناعات المعدنية خسائر فى 2012 2013 بنحو مليار جنيه، ساهمت الحديد والصلب ب90% من هذه الخسارة، وفقا لبيانات حصلت عليها «الشروق»، وانتهت اعمال الشركات التابعة للمعدنية على خسائر صافية بنحو 300 مليون جنيه. وكانت القابضة المعدنية قد واجهت فى وقت سابق مشكلة فى توفير الطاقة مع نقص كميات الفحم المورد لها من شركة الكوك، وتدرس القابضة المعدنية فى الوقت الحالى امكانية ضخ استثمارات جديدة لاعادة هيكلة الشركة. شركة مصر للالومنيوم، التابعة للقابضة المعدنية، حققت أيضا أرباحا محدودة فى 2012 2013، بسبب انخفاض سعر الألومنيوم فى بورصة لندن للمعادن، والذى يحدد اسعار منتجات الشركة، لتقتصر ارباح الشركة على 1.2 مليون جنيه خلال تلك الفترة، تبعا لما قاله دسوقى طه، المدير المالى للشركة.