قال الدكتور رامي أبوشمسيه، عضو حزب الباتريوت الأوكراني، إن أوكرانيا تواجه حرب استنزاف طويلة الأمد، مشيرًا إلى أن الدعم العسكري الغربي، خصوصًا الأمريكي، لم يُوجه لتحرير الأراضي أو هزيمة روسيا، بل لإطالة أمد النزاع. وأضاف أن موسكو أنهت مؤخرًا إعداد مسودة لمقترحات اتفاق سلام، ستُعرض على الجانب الأوكراني لتقويمها، لكن المزاج العام في أوكرانيا لا يعوّل كثيرًا على تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأوضح «أبوشمسية» في تصريحات ل«القاهرة الإخبارية»، أن «زيلينسكي طلب رسميًا من روسيا تقديم مقترحات سلام، والجانب الروسي يستعد لتقديم المسودة قريبًا، لكن الأوكرانيين يشعرون بتراجع الدعم الأمريكي، لا سيما في ما يتعلق بتسليح الجيش، وهو ما يثير المخاوف من انحياز السياسة الأمريكية إلى منطق الصفقات بدلًا من دعم استعادة السيادة الأوكرانية». وأضاف: «هناك قناعة متزايدة لدى الغرب، خصوصًا في الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية، أن أوكرانيا بعد 2022 لن تعود كما كانت، وأن استعادة مناطق مثل شبه جزيرة القرم أو أقاليم الشرق التي أعلنت روسيا ضمها أصبح أمرًا بالغ الصعوبة، إن لم يكن مستحيلًا». وأشار« أبوشمسية» إلى أن أوكرانيا تُدرك حجم التحديات، لكنها لا تزال تسعى إلى «حلول عادلة وسريعة»، مؤكّدًا أن كييف منفتحة على صيغة حكم ذاتي لبعض المناطق المحتلة شريطة أن تظل تحت السيادة الأوكرانية، في حين قد يُطرح ملف القرم للتفاوض على مدى 10 إلى 15 عامًا. وأضاف: «الشهية الروسية مفتوحة، والتصريحات الأخيرة من وزير الخارجية الروسي لافروف تؤكد أن موسكو لا تنوي التوقف عند حدود أربع مقاطعات فقط، بل تطمح إلى ضم كامل أوكرانيا وجعلها تابعة للنفوذ الروسي، وهو ما يُهدد بانفجار جديد في حال وقف الحرب دون ضمانات واضحة». وفيما يتعلق بإمكانية إحراز تقدم تفاوضي، أكد «أبوشمسية »أن «الولاياتالمتحدة تمسك بمفاتيح أي حل سياسي، لكنها غير معنية حاليًا بالتوصل إلى سلام شامل، بل تسعى لاستنزاف روسيا عبر استمرار الحرب، وهو ما يضع كييف في مأزق استراتيجي». وفي ختام تصريحاته، أشار« أبوشمسية» إلى أن اللقاء الأول بين ترامب وزيلينسكي لم يكن جيدًا من حيث المضمون، لكنه تحوّل لاحقًا إلى تواصل أكثر انضباطًا، أدى إلى تعديل اتفاقيات المعادن لصالح أوكرانيا، لكنه لم يسفر عن دعم عسكري كافٍ. وأوضح أن «تصريحات ترامب حول تبادل الأسرى لا تعكس حلًا حقيقيًا، بل مجرد مواقف سياسية، في حين تحتاج أوكرانيا إلى أسلحة نوعية، خاصة مضادات جوية، لمواجهة التصعيد الروسي المتزايد».