الإنترنت.. هل تعتبره الدولة وسيلة للربح أم غاية لابد ان توفرها للمجتمع..خاصة فى عصر التعليم والإطلاع هذا السؤال هو محور الخلاف بين شباب ما يعرف بثورة الإنترنت وبين الحكومة والشركات ويتهم الشباب أصحاب القرار بأنهم ينحازون للشركات فالعالم من حولنا يتطور وموضوع النت موضوع بديهي مثل الماء والهواء كما قال الدكتور طه حسين زمان على التعليم وهو الحق الطبيعي من أجل اللحاق بالعالم وهو مرادف لحق التعلم والاطلاع والاتصال. ويشكو الشباب من أنهم يدفعون الاشتراك الشهري وخلال الشهر يمكن إلا يستخدم أحدهم النت إلا بشكل بسيط بسبب انقطاع الكهرباء أو انقطاع الشبكة وينتهي الشهر ولم يستفد المشترك من الاشتراك سوى صب اللعنات على الشركة المزودة للخدمة لأنها لا تراعي الله في حق المواطن في التمتع بالخدمة.. ويتساءل الشباب لماذا لا تتوفر عروض أخرى فمثلا إذا كان أحدهم يريد 10 جيجا مثلا يدفع الاشتراك ولا يجب أن ينقطع حتى يستنفدها كاملة أو يزيد عليها.. لكن الوضع الحالي ادفع لمدة معينة وتستخدم أو لا تستخدم. مالناش دعوة. إذن الشركة تريد الربح فقط. والشباب يدعو لتخفيض الأسعار وزيادة السرعة وإلغاء سياسة الاستخدام العادل «الظالم».. وإلغاء الاشتراك الشهري ويجب أن يكون الاشتراك (بكم) الاستخدام الجديد فى ثورة الإنترنت أو من يطلقون على أنفسهم ثوار يلجأون اليوم إلى المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء مطالبين إياه بالتحقيق مع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، ومع الجهات الرقابية على شركات الإنترنت، ومع المسئولين عن شركة تى داتا محتكرة الخدمة والتى تتحكم فى أكثر من 60% من سوق الإنترنت فى مصر. وطلب الشباب من محلب أيضاً التحقيق فى بيع الكابلات المصرية المزودة للإنترنت، والتحقيق مع كل مسئول عن سوء حالة الإنترنت فى مصر، والتحقيق فى تجاهل الجهات المسئولة والشركات المزودة واستمرارها فى التلاعب وسرقة المواطن المصرى. ويؤكد الشباب أن جميع مطالبهم مشروعة، وتهدف للتقدم ومصلحة الوطن العليا لأن فى تثقيف الشباب مصلحة للوطن فالمسألة ليست مجرد خدمة إنترنت وإنما أسلوب حياة فى مصر. والحقيقة أنه منذ قيام ما يعرف بثورة 25 يناير التى كان الفيسبوك والإنترنت أحد دعائمها بدأ الاهتمام الجماهيري يكبر بخدمة الإنترنت إلا ان هذه الخدمة مثل الكثير من أوجه الحياة والخدمات، فى سنوات الريبة والتراجع التى عاشتها مصر انتكست وربما يكون ذلك أحد أسباب ما يسمى بثورة الإنترنت على الحكومة ووزارة الاتصالات وأيضا جميع الشركات المقدمة لخدمات الإنترنت، وخاصة تى داتا ولينك. المشكلتان الرئيسيتان فى نظر الشباب واحدة تتعلق ببطء سرعة الإنترنت، والأخرى بسعر الخدمات المقدمة، رغم تأكيد الشركات أن الأسعار فى مصر من أرخص الأسعار. وإذا كانت الحكومة تعمل على نقل مصر إلى خدمات الإنترنت فائق السرعة، البرودباند قريبا جدا تقوم الشركات بتقديم عروض يعترض عليها الشباب ويعتبرها تلاعبا غير مقبول في خدمة أساسية كالإنترنت، وهذا تحديدا ما دفع الشباب لإعلان تهديدهم للجميع بالثورة عليهم، اقتصاديا، بوقف التعامل، وإلكترونيا بالقرصنة اذا كانت وزارة رحبت بالتفاوض مع هؤلاء الشباب ليس استجابة لضغوط بقدر ما كان من أجل البحث عن حلول أفضل وتقديم الخدمة التى يريدها المستخدمون، وهذا الحوار، وهذه الدعوة من جانب الحكومة ووزارة الاتصالات سلوك حضارى محمود يتفق بالفعل مع شخصية الوزير عاطف حلمى الذي ينشد الأفضل دائما ويستمع إلى كل نقد ويحرص على الإنترنت حرصه على الحياة لأنه يعلم أهمية هذه الخدمة لتغيير شكل الحياة على أرض مصر ويعلم الرجل ان غياب الحوار ليس من معالم الحكومات الديمقراطية. من جانبهم يؤكد شباب ثورة الإنترنت رفضهم نهائيا القيام بأى قرصنة أو اختراق لمواقع شركات الإنترنت المزودة للخدمة، رغم ا لتأكيد على القدرة على شل «سيرفرات» المركز الرئيسى لتوزيع الإنترنت فى مصر ويرفضون ان تنجرف الثورة إلى أى أعمال تخريبية، خاصة أنها سلمية لا تدعو للتخريب. حيث إن العديد من مستخدمى الإنترنت طالبوا بالهجوم الإلكترونى على الصفحات الرئيسية لشركات الإنترنت كنوع من الضغط. من جانبه ما زال الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات يدرس عروضا للشركات مقدمة الخدمة حتى يوافق على طرحها فى الأسواق بدون اى آثار جانبية ومن المنتظر الإعلان عن هذه العروض قريبا جدا. العجيب ان الشباب يرفض هذه العروض قبل الإعلان عنها ويتهم الشركات بسرقته وتحقيق أرباح طائلة دون الاهتمام بتحسين الخدمة مطلقا المهم هو جنى الأرباج وكان هذا هو الهدف من وجود الانترنت فى مصر. يتهم الشباب صراحة شركة تى داتا ولينك بأنهما يقدمان أسوأ خدمة وتحتكران السوق ولا بد من إجراء تحقيق فورى مع المسئولين عن تى داتا واطلاع الشباب على نتيجة هذا التحقيق وما إذا كان فى الإمكان ابدع مما كان أم ان هذا أقصى ما يمكن ان تقدمه الشركة وإذا كان الأمر كذلك لماذا لا تتاح الفرصة لشركات أخرى بالدخول فى المنافسة ومتى تتحقق خدمة البرودباند ومتى تنتهي خدمة الكابلات النحاسية تماما وندخل عصر الكابلات الفايبر. أسئلة كلها مشروعة تماما وتخضع للحوار الجاد والعاقل، أما المرفوض تماما هو لغة التهديد والوعيد والقرصنة وقطع الشبكة والامتناع عن دفع الفواتير والاشتراكات والتمسك بنظام الوصلة أو السلكة والتمسك بالحصول على كل شىء بدون تعاون وبدون تحمل تبعات. وأنا أحيي من هنا المهندس عاطف حلمى وزير الاتصالات والمهندس هشام العلايلى رئيس الجهاز لحرصهم على الحوار مع الشباب والحرص على دخول خدمة الإنترنت فائق السرعة البرودباند والحرص على ان تكون مصر مركزا عالميا لخدمات الإنترنت والبدء فعلا فى خطوات تحديث البنية الأساسية. ويجب أن يكون الشباب على قدر هذه العقلانية والمسئولية ويتفهم ان هذا القطاع ورث تركة ثقيلة لانه لم يكن احد يهتم بالاستثمار فى البنية التحتية رغم الأرباح الهائلة واليوم يدفع المسئولون عن القطاع اخطاء الماضى وعليهم أعباء ثقيلة لدخول مصر مرحلة الإنترنت فائق السرعة وإنشاء بنية أساسية تحقق كل أحلام الوطن فى التقدم عبر الاتصالات والتكنولوجيا.