دخلت شركات الهاتف المحمول الثلاث، حلقة جديدة من المنافسة بينها على تقديم خدمات الإنترنت فائق السرعة «البرودباند»، الأمر الذى اعتبره عدد من الخبراء لا يعد خطوة تنافسية بينها فحسب، وإنما يمثل تهديداً حقيقياً لمستقبل مقدمى خدمات «البرودباند» الذين يطرحون خدماتهم بعيداً عن الهاتف المحمول. ورأى عاملون وخبراء فى قطاع الاتصالات، أن تغير سوق الإنترنت مؤخراً بعد استحواذ شركات المحمول على عدد من الشركات المقدمة لخدماته، سيسهم بشكل كبير فى تركيز «المحمول» على تقديم خدمات البرودباند DSL لعملاء شبكاته دون الاهتمام بزيادة عدد مشتركى الخطوط الثابتة التى كانت تتنافس عليها شركات الإنترنت خلال الأعوام الأربعة الماضية. قال الدكتور عبدالعزيز البسيونى، خبير الاتصالات، إن الاندماج بين المحمول والإنترنت، يعد المستقبل بالنسبة لسوق الاتصالات المحمولة، متوقعاً أن تشهد خدمات «البرودباند» عبر المحمول تنافساً شديداً بين الشركات الثلاث، مما يدفعها لطرح عروض ترويجية اللعب على الأسعار. ورأى البسيونى أن الزيادة المتوقعة فى مشتركى «البرودباند» عبر المحمول، قد تؤثر سلباً على نمو معدلات مشتركيه بالنسبة للخطوط الثابتة. واستحوذت «اتصالات مصر» فى أكتوبر الماضى على شركتى «نايل أون لاين» و«إيجى نت» للإنترنت لتلحق باستحواذ «فودافون مصر» على «راية للاتصالات»، فيما تتبع «لينك دوت نت» موبينيل بشكل غير مباشر. وتوقع سامح منتصر، خبير الاتصالات، أن ينافس المحمول شركات الإنترنت فى تقديم البرودباند، بعد تخفيض أسعاره للوصول إلى هذه المرحلة. وأكد حسان قبانى، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة موبينيل، أنه أصبحت هناك حاجة إلى خدمات الإنترنت فائق السرعة والبيانات على شبكات المحمول، مثلما كانت الحاجة فى الماضى إلى خدمات الصوت. ورأى الدكتور عمرو بدوى، الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، أنه من المبكر الحكم بأن استحواذ شركات المحمول على عدد من شركات الإنترنت لم يأت فى صالح زيادة مشتركى الإنترنت فائق السرعة، والبالغ عددهم 600 ألف مشترك. من جانبه، استبعد أحمد أسامة، العضو المنتدب لشركة «تى إى داتا» التابعة للمصرية للاتصالات، سحب شركات المحمول البساط من تحت أقدام شركات الإنترنت فى تقديم خدمات ال DSL للمشتركين.