تولي المملكة العربية السعودية عناية خاصة لتعليم أبناءها، وترصد لهذا الغرض ميزانيات ضخمة على مستوى التعليم العام، والجامعي والعالي، كما تحرص على تقويم خططه، وبرامجه، ولم ينحصر ذلك الاهتمام في التعليم بالداخل فحسب، بل تجاوزه إلى الاستفادة من الخبرات المعرفية في العالم بأسره. ويأتي برنامج الابتعاث الخارجي، حرصاً من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، على مستقبل المملكة، ليكون رافدًا مهمًا لدعم الجامعات السعودية، والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة من أبناء الوطن، ليساهم في تنمية الموارد البشرية السعودية، إعدادها، وتأهيلها بشكل فاعل، لتصبح منافساً عالمياً في سوق العمل، ومجالات البحث العلمي. كما يهدف البرنامج، إلى تبادل الخبرات العلمية والتربوية والثقافية مع مختلف دول العالم، ورفع مستوى الاحترافية المهنية وتطويرها لدى الكوادر السعودية. وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أمراً ينص على انطلاق برنامج ااببتعاث الخارجي في عام 2005م، لمدة خمسة أعوام، ابتعثت خلالها أعداد من الطلاب والطالبات إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وغيرها من الدول المتقدمة في تخصصات متنوعة تلبي حاجة سوق العمل في المملكة العربية السعودية، وبعد أن أثبت البرنامج نجاحه تم تمديده عشرة سنوات أخرى، وبهذا تكون مراحل البرنامج خمس عشرة مرحلة، مضى منها تسع مراحل. ووصل عدد المتبعثين السعوديين في الخارج إلى حوالى (150) ألف مبتعث و(137) ألف مرافق، تبلغ نفقات ابتعاثهم نحو (20) مليار ريال خصوصا بعد الأمر الملكي بضم الدارسين على حسابهم الخاص إلى برامج الابتعاث، فيما أثمر عن هذا البرنامج تخريج أكثر من 55 ألف طالب وطالبة حتى الآن. ويوفر برنامج خادم الحرمين الشريفين لأبناء المملكة العربية السعودية فرصة الابتعاث للتعليم الجامعي، والعالي في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل في القطاع الحكومي، والأهلي. ومنها: الطب، والعلوم الطبية، الهندسة بجميع أقسامها، النقل البحري، الحاسب الآلي، تقنية النانو، الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، القانون، المحاسبة، المالية، التأمين، والتسويق. كما يتم تحديد دول الابتعاث حسب جودة البرامج الأكاديمية فيها، ويقوم البرنامج بمراجعة القائمة وتجديدها بشكل مستمر، ومن أهم هذه الدول: الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا، فرنسا، إسبانيا، جمهورية الصين الشعبية، اليابان، نيوزيلندا، وجمهورية مصر العربية وغيرها من الدول.
