تحت عنوان "الخيار المطروح أمام كيري ونتنياهو للاستمرار والتسوية المرحلية هو المضي نحو محور مصر وإمارات النفط والسعودية"، قال موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي في تقرير مطول له إنه إذا كان رئيس السلطة الفلسطينية "أبو مازن" يريد فعلاً إقامة دولة فلسطينية مستقلة، يتعين عليه أن يفعل ما فعله من قبل دافيد بن جوريون في 14 مايو 1948 بأن يعقد جلسة عاجلة للبرلمان الفلسطيني يشارك فيها زعماء المجتمع والمؤسسات الفلسطينية وأن يعلن أمامهم عن الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكداً أن تهديدات إسرائيل بالعمل ضد السلطة الفلسطينية في حال اتخاذ خطوة كهذه لا فائدة من ورائها. ورأى الموقع أن أبو مازن لن يجرؤ على اتخاذ خطوة كهذه، مشيراً إلى أن أبو مازن سيهرب مثلما فعل خلال ال 19 سنة الأخيرة منذ 1995، وهي الفترة التي صاغ فيها سراً الوثيقة المسماة وثيقة بيلين- أبو مازن، حيث أنه في النهاية تهرب ورفض التوقيع عليها. وقال إن أبو مازن لن يتجاوز الأقوال فحسب، حيث أنه لن يوافق أبداً على توقيع وثيقة ستؤدي صياغتها وتنفيذها لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لأن التوقيع عليها يتعارض مع أساس وجهة نظر وكيان هذا الرجل الذي اقترب من إكمال عامه الثمانين. وأشار الموقع إلى أن الوحيد الذي لديه استعداد للحديث عن فساد أبو مازن علانية هو محمد دحلان الهارب من رام الله، الذي يتجاهله الأمريكيون والمعلقون والخبراء الإسرائيليون المتخصصون في الشؤون الإسرائيلية. وقال إن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تدفع دحلان لذلك، أولهم أن الأمريكيين ليس لديهم استعداد للسماع منه أو عنه نظراً لأنه قبل سبع سنوات، وتحديداً في عام 2007، أخذ منهم أموالاً طائلة بحجج واهية، بما في ذلك وعده بالإطاحة بنظام حماس في غزة، والتي بحسب بعض المصادر بلغت مليار دولار، فضلاً عن العلاقات بين دحلان والسعودية والإمارات. السبب الثاني الذي يدفع دحلان للحديث بصراحة عن حجم فساد أبو مازن ويطالب علانية بإسقاطه هو أنه أصبح عدواً رئيسياً لأبو مازن والمؤسسات الفلسطينية التي تحيط به، والتي تدير ضد دحلان حرباً بلا هوادة. السبب الثالث هو أن كلمة دحلان مسموعة في دول الخليج. ورأى الموقع أنه نظراً لأن هناك علاقات صمت من قبل المستويات المؤسسية والإعلامية الإسرائيلية فيما يتعلق بدحلان، فإن القليل بإسرائيل يعرفون أن دحلان موجود الآن منذ أكثر من ثلاثة أشهر بالقرب من مكتب وزير الدفاع المصري السابق والمرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي، ويعد أحد مستشاريه الرئيسيين في الشئون الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا هو السبب الرئيسي الذي يمنع أبو مازن من السفر للقاهرة الآن، حيث لن يجد من يتحدث إليه. وأضاف أن المصادر الاستخبارية للموقع أفادت بأن العلاقات بين دحلان والسيسي تكونت بواسطة ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو الآن أحد الممولين الرئيسيين لنظام عبد الفتاح السيسي بمصر، وأحد قادة الحرب التي أعلنتها السعودية والإمارات في الأشهر الأخيرة ضد الإخوان المسلمين- على حد زعم الموقع. وتابع بأن التطورات الأخيرة المهمة لدى الفلسطينيين لا تتمثل في توجههم للانضمام إلى ال 15 معاهدة الأممية والمؤسسات الدولية، وإنما وقوف محور اتحاد إمارات النفط العربية والسعودية ومصر بجانب محمد دحلان. وخلص إلى أنه يتعين على حكومة نتنياهو والإدارة الأمريكية المضي قدماً في القناة المصرية الإماراتية السعودية من أجل الدفع بالمسار الفلسطيني.