قال الكاتب الإسرائيلى البروفيسور "يورام ميتال" رئيس مركز أبحاث حاييم هرتسوج لأبحاث الشرق الأوسط فى مقال نشرته صحيفة "يديعوت آحرونوت" العبرية: إن عبدالفتاح السيسى سيتمتع بصلاحيات واسعة، إذا أصبح رئيسا، بحكم الدستور، لكن قوة الشعب معروفة جيدًا، والذين عقدوا العزم على منع ظهور فرعون جديد. وأضاف: "إن إعلان السيسى عن ترشحه للانتخابات الرئاسية قلب مرة أخرى الأوراق فى الصراع على السلطة بمصر"، مشيرًا إلى أن الثورة الشعبية فى يناير 2011 أدت إلى سقوط الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لكن شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" لم يتحقق رغم تعرض مصر فى السنوات الثلاث الماضية لأزمة سياسية حادة قسمت المجتمع بشكل غير مسبوق، فضلًا عن تدهور الوضع الاقتصادى من سيء لأسوأ وتزعزع الأمن الداخلي. وتابع بأن هذه هى الخلفية التى تنطلق منها الآن المعركة الانتخابية الرئاسية، تليها الانتخابات البرلمانية، مشيرًا إلى أن القليل من الناس كانوا يعرفون الجنرال عبد الفتاح السيسى (مواليد 1954) قبل تعيينه على أيدى الرئيس المعزول محمد مرسى وزيرًا للدفاع وقائدًا للقوات المسلحة. وأضاف أن من تلك التعيينات القيادية بمصر كان تعزيز إمساك الرئيسى "مرسي" بتلابيب السلطة، وهى المحاولة التى امتدت لمعظم مؤسسات الدولة فأثارت غضب الكثيرين، وتطورت الأحداث حتى ظهر السيسى باعتباره الرجل القوى وقاد مسيرة عزل مرسى وتسلسل الأحداث منذ ذلك الحين. وتحدث الكاتب عن التصعيد فى مواجهة الإرهاب فى سيناء والمدن الرئيسية الكبرى وإعلان الإخوان كتنظيم إرهابى وكذلك الحال بالنسبة لحركة حماس والتحول الدراماتيكى فى العلاقات المصرية الروسية بفضل السيسى فضلًا عن العلاقات مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات . ورأى الكاتب أن الوضع الاقتصادى الصعب وتدهور الوضع الأمنى تسببا فى زيادة تأييد ترشح السيسى لرئاسة مصر، مشيرًا إلى أن مؤيدى السيسى يطالبونه بوقف الدوامة التى تعيشها مصر. واختتم بأن الصلاحيات الواسعة التى يمنحها الدستور الجديد للرئيس وقوات الأمن قد تساعد الجنرال فى السيطرة بفاعلية وإعادة القانون والنظام، لكن تأييد المدنيين للسيسى ومشاركة الجيش فى إدارة شئون الدولة هو تأييد هش لا يمكن الارتكاز عليه، مؤكدًا أن قوة الشعب معروفة جيدًا لدى خصومه السياسيين الذين عقدوا العزم على منع ترسيخ فرعون جديد كحاكم لأرض الأهرامات.