لا يمكن توقع النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة المصرية قبل غد، لكن مراقبين إسرائيليين يخشون بالفعل ما سوف تسفر عنه الانتخابات التى ستحدد من يتولى قيادة الدولة العربية الأقوى تأثيرا والأكثر سكانا ليخرج بها من الفترة الانتقالية الصعبة التى تمر بها إلى الديمقراطية. وتوقعت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن يتنافس فى الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة أحد المرشحين الإسلاميين (محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين أو عبدالمنعم أبوالفتوح القيادى الإخوانى السابق) مع أحد المرشحين العلمانيين -بحسب تعبيرها- من نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك (أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق أو عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق). ونقلت الصحيفة عن المحلل يورام ميتال، رئيس مركز حاييم هرتسوج لدراسات الشرق الأوسط فى جامعة بن جوريون، القول إنه «من المرجح أن يختلف جدول أعمال المرشحين اللذين سيتنافسان فى انتخابات الإعادة»، حيث إن (مرسى أو أبوالفتوح) سوف يتحدث عن تطبيق الشريعة الإسلامية ويتبنى مواقف أكثر حدة ضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل، فيما سيتبنى (موسى أو شفيق) جدول أعمال أكثر مدنية يدعو لإحداث تغيير تدريجى. وأشار ميتال إلى أن 3 من مرشحى الرئاسة البارزين (مرسى وأبوالفتوح وموسى) طرحوا عقد علاقات أقوى مع اللاعبين الإقليميين اللذين ظلا لوقت طويل مستبعدين، وهما إيران وحركة المقاومة الإسلامية حماس فى قطاع غزة، مضيفا أنه بينما كان موسى مجرد صديق سابق لتل أبيب خلال فترة خدمته بالأمانة العامة للجامعة العربية ووزارة الخارجية، فإن التفكير السائد فى إسرائيل الآن يتلخص فى عبارة واحدة هى «أى رئيس لمصر غير الإسلاميين». وفى السياق ذاته، هاجم زفى مازل، سفير إسرائيل الأسبق لدى مصر، جماعة الإخوان فى تعليقه ل«جيروزاليم بوست» قائلا «إن أيديولوجيتها الأساسية كانت ضد السامية، حتى قبل إنشاء إسرائيل فى 1948 حينما أرسلت الجماعة كتيبة تقاتل بجوار القوات المصرية فى محاولة فاشلة لغزو القدس»، بحسب تعبيره. ورجح مازل أنه حتى إذا لم ينتهك الإخوان معاهدة السلام مع إسرائيل الآن، فإنهم سيسعون فى نهاية المطاف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ومحاولة إيذاء تل أبيب وتقديم الإمدادات لحماس وغض الطرف عن تهريب الأسلحة إلى غزة، مضيفا أن كل ذلك سيمثل تهديدا لمعاهدة السلام. وفيما يخص المرشح أحمد شفيق، قالت الصحيفة إن غالبية المحللين مجمعون على أنه أكثر المرشحين حرصا على اتباع سياسة مبارك التى تركزت على التحالف مع الولاياتالمتحدة وتجنب مواجهة إسرائيل، حيث نقلت عن ريموند ستوك -أكاديمى أمريكى يعيش فى مصر منذ عقدين- قوله «إن شفيق الأكثر تأييدا للسلام عن المرشحين الآخرين، وأيضا يبدى كرها ظاهرا أكثر من موسى للإسلاميين الذين يسيطرون على البرلمان حاليا».