اعتقلت السلطات التونسية اليوم الثلاثاء نحو ثلاثين شخصا خلال تظاهرة لمجموعة من السلفيين الإسلاميين طالبوا فيها بالإفراج عن رفاق لهم كان تم اعتقالهم الأحد إثر محاولتهم منع عرض فيلم تونسي بالعاصمة، حسبما أفاد شهود عيان. واحتشد أكثر من مائة سلفي صباح اليوم أمام قصر العدالة رافعين شعارات الله أكبر والشعب مسلم ولن يستسلم. وأضافت المصادر ذاتها أن العديد من هؤلاء الملتحين قاموا بتعنيف ثلاثة محامين تم نقلهم إلى المستشفى. وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح ستة أشخاص تم اعتقالهم الأحد الماضي إثر محاولة مجموعة من المتشددين الإسلاميين منع عرض فيلم لا الله ولا سيد للمخرجة التونسية نادية الفاني في قاعة سينما تقع في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة التونسية قبل أن يشرعوا بتحطيم زجاج أبواب القاعة. وأثارت هذه الحادثة استياء الأوساط الثقافية في تونس. وعبرت وزارة الثقافة التونسية عن عميق الآسف لهذه الممارسات الغريبة التي لا تخدم المصلحة العليا للبلاد في شيء وهي تتعارض مع سماحة الدين الإسلامي وقيمة التسامح التي تعد من أبرز مكوناته. كما دانت جمعية السينمائيين التونسيين اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي ما وصفته بسلوك همجي وظلامي يهدد الحياة الثقافية ويخالف أبسط مقومات حرية التعبير. واستنكرت الجمعية بشدة ما قامت به المجموعة التي نصبت نفسها حامية للإسلام ورقيبة على الضمائر والعقول. ودعت النقابة كل الناشطين في المجال الثقافي ومكونات المجتمع المدني إلى ضرورة التصدي لكل أشكال التعصب والعنف التي من شأنها قمع حرية الإبداع. وتتعرض المخرجة التونسية نادية الفاني منذ إبريل الماضي إلى حملة تشويه على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، تزامنا مع عرض فيلمها الوثائقي الثاني"لا الله ولا سيد الذي تدافع فيه عن موقف عدم وجود إله للكون. وكانت الفاني قد صرحت لقناة تلفزيونية محلية بأنها "لا تؤمن بوجود الإله وأنها متمسكة بحرية الفكر والتعبير".