«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطة حرق الوحدة الوطنية

المشهد مخيف وينذر بخطر داهم.. الميليشيات المسلحة علي الأبواب ، وإذا لم تكن هناك وقفة جادة فسنتحول إلي لبنان آخر تعتصره الطائفية.. لست متشائما، لكنني قلق وما حدث علي مدار الأسبوع الماضي يكشف الصورة القاتمة التي تنتظرنا.. رسائل قصيرة تأتيني علي الهاتف المحمول، وشريط الأخبار يقدم الاصطدامات الطائفية التي تحدث في إمبابة؟!
لم أذق طعم النوم، أجريت عدة اتصالات بزملاء مقيمين في إمبابة، الجميع يتحدث عن «بروفة» حرب أهلية، «لبننة».
في التاسعة من صباح الأحد، أسرعت مهرولا نحو إمبابة، سائق التاكسي أوصلني إلي أول شارع الوحدة، ولم يكف عن الثرثرة:
«ولا يوم من أيامك يا مبارك، فاسد وولاده فاسدين، لكن كنا عايشين في أمان..» لم أرد، أسرعت الخطي.. ودار بمخيلتي:
- محاولة إفساد زيارة عصام شرف لقنا ورموز قنا يؤكدون أن أمن الدولة رتب الزيارة 3/5
- بيان من المجلس: هناك قوي خارجية وراء أحداث الفتنة، والمجلس العسكري يتعقب المواقع التي تثير الفتنة 4/5/2011
- الحكم علي حبيب العادلي بالسجن لمدة 12 عاما 5/5/2011
- في ذات التوقيت شهدت أقسام الشرطة في محافظات القاهرة والجيزة والدقهلية «3/5» محاولات اقتحام مجموعات مسلحة وهروب جماعي لسجناء ومحتجزين أسفرت عن فرار العشرات، ومقتل شخص وإصابة سبعة بينهم ضابطان وشرطي
- المظاهرات السلفية أمام الكاتدرائية بشأن كاميليا شحاتة 6/5
- إعلان الشباب القبطي عن تنظيم مليونية للدفاع عن الكاتدرائية
- تفجير أنبوب الغاز الخاص بإسرائيل في اليوم التالي لعقد جلسة المصالحة بين د. عصام شرف وبدو سيناء، وما تلي ذلك من تصريحات رسمية تؤكد أن بدو سيناء بعيدون عن الشبهات وأن مرتكبي الحادث قوي خارجية.
- «واحد عيادة لواحد قلمجي»
في منتصف شارع الوحدة استوقفني ضابط شرطة، أخرجت هويتي الصحفية، سمح لي بالمرور من شارع جانبي، مقهي صغير يجلس عليه شرطيان «بضعة أفراد» جلست - اقترب مني صبي القهوة متسائلا: - عايز إيه حضرتك؟ شعرت أنه أدرك أنني غريب عن الحي، أجبت:
- أنا صحفي وعايز ينسون.. هتف الصبي للعامل: «واحد عيادة لواحد قلمجي»، عاد بالمشروب وسألني من أي جرنال؟ قلت روزاليوسف: تركني وبعد دقائق فوجئت بشيخ ربعة في منتصف العقد الثالث، ينطق من زيه البدوي ولحيته بعفويته، سألني: ممكن أشوف بطاقتك الصحفية أو الشخصية؟ أبرزت له البطاقة الصحفية جلس وقال لي تحلف علي المصحف أنك تكتب الحقيقة، قلت سأكتب ما تقول بدون أن أحلف: قال:
- «الجماعة النصاري اخترعوا قصة بنت اسمها عبير ونشروها في الحي، علشان يستدرجونا ويضربونا بالنار، وجماعة منهم كانوا بيجيبوا السلاح من جوه الكنيسة، هجم عليهم بعض الإخوة وحصل إللي حصل !!
- التف حولي أكثر من عشرة ملتحين، وأخذوا يرددون حكاية عبير وياسين بطرق مختلفة، ولكنهم أجمعوا علي أن الجماعة النصاري حرضوا علي الفتنة وقتلوا المسلمين بدم بارد. - تركتهم وقطعت الشوارع الجانبية حتي وصلت إلي شارع المشروع القائم به كنيسة ماري مينا، أكثر من مائة صبي يتجمعون أمام الكنيسة، أحد الملتحين يتحدث بإنجليزية ركيكة مع صحفية أجنبية، اقترب مني خمسة فتية، نفس السؤال:
- بطاقتك وماذا تريد؟ أبرزت البطاقة، هتافات: « أرفع رأسك فوق.. إنت مسلم.. الله أكبر»، يصرخ فيهم بعض أئمة المساجد مطالبينهم بالهدوء، والانصراف، يعلو هتافهم «دم الشهيد هو مش بعيد.. تار الشهيد»، أخذت بطاقتي الصحفية، حاولت دخول الكنيسة منعني أحد الضباط قائلا: لا أحد بالداخل، علي بعد عشرين مترا، عشرات من الشباب القبطي، يهتفون: «بالروح بالدم نفديك يا صليب» سيارة أمن مركزي تحمي بعض المحال التجارية التي يظهر عليها آثار حرق ودماء، اقتربت من شيخ وقور ذي هيبة، تعارفنا الشيخ بيبرس محمد علي، إمام وخطيب مسجد التوبة بإمبابة، وأحد كبار قيادات السلفية بالمنطقة، قال: هناك من يحاول إشعال فتنة في إمبابة، ومؤكدا أن قصة الفتاة التي تدعي عبير أنها مسيحية وتحولت للإسلام هي قصة «كاذبة» ومختلقة.
-عبير وياسين دماء علي أيقونة العذراء
- قطع: «بعد خروجي من إمبابة وذهابي للمنزل نشر موقع الجماعة الإسلامية الإلكتروني حوارا مع عبير، ونقل عنها الموقع أنها أسلمت وأشهرت إسلامها بالأزهر في سبتمبر 2010 واتخذت لنفسها اسم «أسماء محمد إبراهيم»، وأنها كانت تعيش في قرية ورورة في بنها حتي أفشي أحد زملائها سرها إلي أهلها الذين أخذوها وسلموها للكنيسة في أسيوط ثم انتقلت للعباسية، في حين قال محامي عبير للموقع أنها أسلمت في أكتوبر وأقامت في قويسنا، ثم قالت عبير قصة أخري في مكالمة تليفونية مع برنامج العاشرة مساء في 7/5!!
جلست في أحد المقاهي، طلبت آباء كنيسة ماري مينا بالهاتف: القس شاروبين عوض قال إن أربعة سلفيين ذهبوا للكنيسة برفقة عدد من القيادات الأمنية زاعمين أن الكنيسة تحتجز فتاة مسيحية أشهرت إسلامها، وطلبوا الدخول للكنيسة لتفتيشها للتأكد من وجود الفتاة من عدمه، ولكن مسئولي الكنيسة رفضوا وسمحوا للقيادات الأمنية فقط بالدخول بصفة دورية من أجل التفتيش، بعدها تجمهر عدد كبير خارج الكنيسة لأشخاص يرددون شعارات دينية محاولين اقتحامها بالقوة إلا أن الشباب القبطي تصدي لهم وأجبرهم علي الرجوع للشارع.
اقترب مني أحد الشباب سألني السؤال التقليدي: بطاقتك، أبرزتها، همس في أذني: «إنت مسيحي» اندهشت حينها: أبرز لي الشاب علامة الصليب المرسوم «وشم» علي رسغه، وقال: منذ ثلاثة أيام، وهناك شباب ملتحي يتجول في الشوارع وينظم ويحرض علي الهجوم علي الكنائس، سألته لديك دليل؟
أخذني إلي منزله، وعلي اليوتيوب: شاب ملتحي يقسم بغضب أنه سوف يحرق كل كنائس إمبابة، مشاهد أخري لهجوم بعض الصبية والملتحين علي كنيسة العذراء وحرقها، أشارلي الشاب إلي شاب يطلق النار داخل الكنيسة، وتمتم قائلا:
«مين إللي بيستخدم السلاح»، وهل للدفاع عن النفس أم لإيذاء الكنيسة المسالمة، سحب لي تلك المشاهد علي اسطوانة مدمجة وأعطاها لي، لم تغادر مخيلتي صورة الدماء علي أيقونة العذراء بكنيستها المحترقة في شارع الوحدة..
- حق السلفيين في الضبطية القضائية
تركت إمبابة، عشرات نقاط التفتيش الأهلية التي تذكرني بلبنان أيام الحرب الأهلية، مجموعات صغيرة من الملتحين، والمسيحيين، يلتقطون الصحفيين، ولديهم قصص وشهود عيان كل فريق يحاول أن يثبت أن الفريق الآخر هو المذنب، وكل فريق تشعر من الحديث معه بأنه شاعر بالذنب، وأنه زج به في أتون معركة مفتعلة ومرتبة.
حملت تلك التساؤلات إلي الزميلة الصحفية ميرفت أيوب من سكان شارع المشروع ومنزلها يواجه الكنيسة، ومملوك ل «عادل لبيب» المتهم بالتحريض علي الفتنة، قالت: خلاص الأقباط انتقلوا من رد الفعل إلي الفعل، وماذا يفعلون.. لا محاكمات لقاطع أذن القبطي في قنا، ولا لمن حرقوا كنيسة الشهيدين بأطفيح، والسلفيون يستأسدون علي الأقباط في إمبابة، الخطب تهين الأقباط، حصار الكاتدرائية، لذلك قرر بعض الأقباط أن يأخذوا حقهم في الدفاع عن أنفسهم، والدنيا اتغيرت لم يعد هناك شباب قبطي ضائع بعد الثورة، بالطبع كان الأقباط يدافعون عن أنفسهم، لدينا كاميرات في كنيسة ماري مينا تثبت كلامنا، الجيش لم يصل إلا الساعة الحادية عشرة والنصف رغم أن القتل والدمار بدأ منذ السابعة والنصف، 95% من سكان الشارع من الأقباط هجروا إمبابة بعد أن تم الاعتداء عليهم وحرق ممتلكاتهم، خلاص زهقنا من التوازنات، وحكاية فلول الحزب الوطني، نصف سكان إمبابة كانوا أعضاء في الحزب الوطني مسيحيين كانوا أم سلفيين، وبعض وسائل الإعلام منحازة أو تحاول أن تلصق الهزيمة بالأقباط، بالذمة من الذي بدأ بالاعتداء، وهل يعقل أن نترك الجناة ونتهم الضحايا، من الذي أعطي الحق للإخوة السلفيين بإعمال القانون بصحبة رجال الأمن؟
-مسلم قبطي يد واحدة:
تركت ميرفت وإمبابة، وسؤالها عن إعطاء الأمن للسلفيين حق الضبطية القضائية، تذكرت الشيخ جابر الطبال أمير إمبابة منذ أكثر من عشرين عاما عندما كنت صحفيا شابا أحقق في الفتنة الطائفية، القصة التي سجلها فيلم «دم الغزال»، يا إلهي نفس الشوارع والحواري، الأحداث تتشابه وكأن مصر لم تتقدم !! «سجلت إمبابة 12% من أحداث الفتنة من منتصف الثمانينيات حتي منتصف التسعينيات» اقتربت من ماسبيرو والهتافات تعلو:
- «بالطول بالعرض إحنا أصحاب الأرض»
- «يا مشير قول الحق.. إنت سلفي ولا لأ»
- «مسلم قبطي مش مهم نفس القهر ونفس الغم»
- اقتربت من فتاة تدعي كوكب قدمت نفسها علي أنها ناشطة حقوق إنسان، قالت: أنا مسلمة وهنا للتضامن مع الإخوة الأقباط
- أحمد - مهندس يهتف، ويتضامن، يعلو الهتاف:
- «لينا إخوة مسلمين ع إللي بيحصل مش راضيين»
حمدين صباحي يتحدث من علي المنصة قائلا:
- العدوان علي الكنيسة عدوان علينا جميعا، أنا مع كل مطالبكم سواء في القانون الموحد لبناء الكنائس، أو فتح الكنائس التي أغلقت لدواع أمنية.
- يهتف الفنان خالد يوسف: دم واحد، شعب واحد، خلاص زهقنا من حكاية شماعة فلول الحزب الوطني، أنا مع كل مطالبكم جملة وتفصيلا.
-الجيش لا يدافع عن الأقباط
القساوسة يحاولون منع الشباب من الهتاف ضد المجلس العسكري والمشير، يطردون بعض الذين يفقدهم الغضب رشدهم، يهتفون: «الجيش والشعب إيد واحدة»
اقترتب من الزميلة الصحفية وناشطة حقوق الإنسان حنان فكري، قالت:
تجمعنا حوالي عشرة آلاف مسيحي ومسلم عند دار القضاء العالي مطالبين بالقصاص من القتلة، في الشارع المجاور لهيلتون رمسيس حدث ضرب متبادل بالطوب بيننا وبين بعض الصبية والبلطجية، تطوع خمسة أطباء لعلاج المصابين بعد أن تهور بعض الشباب وهتفوا ضد المشير.. سحب الجيش قواته وحل ملحهم قوات أمن مركزي، يتدخل أحد الشباب قائلا بصوت مبحوح: «الجيش بيعاقب الأقباط، لقد أطلقوا علينا النار في التحرير وسكتنا، ثم عند كنيسة ماري مينا وسكتنا، تزجره حنان: تؤكد علي أن الجيش حتي لو كان أطلق النار في إمبابة فكان أكيد يطلق الرصاصات في الهواء، ولكن الشباب يكمل غاضبا لماذا دائما لا يتدخل الجيش لمنع الاعتداء علي الأقباط؟
قلت له هذه المرة: هناك عقيدة عند القوات المسلحة ألا تتدخل كطرف ضد المدنيين: أكملت حنان:
بالأمس حاول بعض الشباب إلقاء الأحجار علي مبني التليفزيون، ولكن الآباء الكهنة وقفوا أمامهم وقالوا لهم: «لو واحد عايز يضرب طوبة يضربها نحوي وليس نحو التليفزيون فهدأ الشباب».
أضافت حنان: لماذا يستأسد السلفيون والبلطجية علي الأقباط؟
وما هي القوة التي تحميهم، وأشارت إلي أن وثائق ويكيليكس فضحت أن المخابرات السعودية وجماعة أنصار السنة المحمدية بالسعودية يمولون السلفيين المصريين بحوالي خمسة مليارات دولار سنويا.
تنحيت جانبا جلست لألتقط الأنفاس، لمحت، الشاب الأسمر الذي كاد أن يفتك بي صباح الأحد في ميدان «سيمون دي بفوار» بجوار السفارة الأمريكية تجمع حوالي مائة شاب يريدون طلب الحماية الدولية «يا إلهي سيمون دي بفوار قائد حرب التحرير في أمريكا اللاتينية يكاد يبكي مما يحدث»!!
هرعت إلي هذا الشاب العشريني الذي يحمل صليبا في يده، قلت بحدة:
ما تفعلونه خيانة للكنيسة الوطنية قبل أن تكون خيانة للوطن، هوي الشاب بالصليب نحو رأسي قائلا: «إنت الخائن والجبان» تلقيت الضربة بقوة مقاتل عجوز، أمسكت به واشتبكنا اقترب مجموعة من الشباب أدركت أنني هلكت صرخ أحدهم «سلفي» شقت الصفوف صحفية شابة كنت أقوم بتدريبها منذ سنوات صارخة لأ.. ده أستاذ سليمان.. ده مسيحي!! توقف الشباب عن محاصرتي ومحاولة الفتك بي تنهدت الصعداء تمالكت نفسي، جلست علي الرصيف المجاور لفندق سميراميس اقترب الشاب ذو الصليب مني، ارتعش جسدي وأنا أتذكر شباب حزب الكتائب اللبناني حصار بيروت ابتلعت دموعي حتي يراها هذا الشاب تذكرت حينما كنت مقاتلا في صفوف المقاومة الفلسطينية، يا إلهي.. هل بالفعل سوف نصل إلي هذا المستوي هل سوف تتحقق نبوءة أسامة سلامة وتتلبنن مصر؟
جلس الشاب بجواري في وداعة وقال وفي نبرة صوته شعور بالذنب:
أنت لا تعرف شيئا أنتم لا تفهموننا، عشت في التحرير أسبوعين كاملين اقتسمت الخبز والخوف مع الإسلاميين أثناء معركة الجمل وهذه هي النهاية المشير يعقد صفقة مع الإخوان والسلفيين مثلما فعل السادات، نهرته قائلا: أرجوك كف عن الحديث بلا أدلة، ابتسم وربت علي كتفي وأضاف: بشرفك.. كيف نحاكم رئيس الجمهورية السابق مبارك وابنيه وأحمد عز والعادلي وجرانة وغيرهم ولا نحاكم من حرق كنيسة الشهيدين؟ ومن قطع أذن القبطي في قنا بذمتك يا فيلسوف أيهما أقوي مشايخ السلفية أم الرئيس السابق وعائلته وضعت يدي علي فم هذا الشاب وقلت له في عتاب.. أنت لا تدري ماذا تقول، صمت للحظات - ثم قال لي: طيب أقنعني بعكس ذلك؟
قلت وحتي لو كانت مثل هذه الصفقة موجودة.. فحالة السيولة التي تعاني منها القوي المدنية تجعل العسكريين يتحالفون مع الدينيين لما بينهما من صفات مشتركة مثل «الطاعة والتراتبية»، وليس لأهداف دينية، وأضفت وأؤكد أن الدولة المصرية في خطر، وهناك من يسعي لأعمال الفوضي، أو تفكيك مصر، وإضعافها من أجل أن يكفر الناس بالثورة وبالقوات المسلحة ويتمنون عودة مبارك، مئات الأقباط الآخرين توافدوا للحوار مع هؤلاء الشباب قبل أن ينتصف النهار كان الشباب قد انصرفوا، عدت بذاكرتي إلي ماسبيرو، نفس الشاب والصليب تعلو الهتافات المتضاربة، لست أدري لماذا تذكرت العجوز التونسي الباكي القائل: «هرمنا.. هرمنا» تركت المكان مسرعا.. تسبقني دموعي الساخنة المتساقطة مع تساؤلاتي.. تري من سوف ينتصر؟ مصر الثورة؟ أم التحالف الرجعي السعودي السلفي، وتحالف جماعات المصالح المباركية والبلطجية، لمحني الشاب أسرع إليه.. احتضنني وهتفنا سويا: مسلم قبطي مش مهم.. نفس القهر ونفس الغم
-الجيش والشعب إيد واحدة خلاص بلاش قرف.. يسقط عصام شرف
ابتعدت عن ماسبيرو، اقتربت من بائع صحف طالعت العناوين، التمويل السعودي يطل برأسه من مانشيتات بعض الصحف، تركت الصحف جانبا واستحضرت أصواتا من داخلي كنت قد خزنتها في الذاكرة:
صوت القمص هرمينا عبدالكريم راعي كنيسة مارمينا يؤكد لي بتردد داخلي: «كل ما حدث من اعتداءات وصدامات طاحنة جريمة لا أصل لها ومرتبة، ولا نعرف فتاة اسمها عبير، ولم تأت أبدا إلينا في الكنيسة وأيضا لا توجد لدينا أماكن للإقامة نهائيا، ويستطيع المحققون أن يتأكدوا من ذلك ما حدث جريمة مفتعلة ومنظمة هدفها حرق الكنائس.
تصريح المهندس ممدوح حمزة في ندوة هندسة القاهرة10/5:
ما حدث في إمبابة مخطط لنقول عليه فتنة طائفية وأضاف: ما حدث حدث بتخطيط أمريكي- إسرائيلي والتنفيذ سعودي.
جورج إسحق عضو لجنة التحقيق في الحادث: «التقرير يؤكد أن الذين قاموا بالتحريض وشحن الأهالي هم مجموعة من السلفيين والبلطجية وأعضاء الحزب الوطني المنحل.
سمير مرقص عضو لجنة التحقيق: الأحداث تبدو مفتعلة لاستهداف محال وأشخاص بعينهم وتدمير ممتلكاتهم والتعامل الأمني تأخر ثلاث ساعات. تحدث لمانشيتات الصحف: «محمد حسان: السلفيون تبرأوا من حرق كنيستي إمبابة!! «السلفيون أبرياء من «فتنة إمبابة».
أدركت لماذا يهتف الشباب ضد الإعلام والصحافة، لقد نصب بعض الزملاء أنفسهم كقضاة وأصدروا الأحكام بحسن نية أو بسوء نية أو كما يقول المثل الشعبي «فتش عن المرأة».. وفي حالتنا «فتش عن التمويل»!!
الخلاصة: بناء علي ما تقدم فإن ما حدث يرتبط أشد الارتباط بمحاكمات مبارك، والأحكام الصادرة بشأن العادلي، والضغوط السعودية والإسرائيلية لحماية رجلهم والراعي الرسمي 30 سنة.
الحادث مرتب ومنظم واستغل الشحن الذي فعله الإخوة السلفيون طوال الشهور الماضية بشأن تلخيص الوطن العظيم والإسلام الحنيف في شخص امرأة!! وحرض وشحن الطرفين.
إن الحركة السلفية مع احترامي لها تعاني من حالة سيولة تسهل حركة من يريد اختراقها ولم يعد أحد يصدق أنه بعد كل حدث ذميم يخرج علينا أحد شيوخ السلفية الفضلاء بالتكذيب أو أحد أصحاب الفضيلة من الزملاء الصحفيين بتلوين الخبر وتبرئة السلفيين إما لأسباب نابعة من الخوف منهم أو..
وبعد أن سلمت الأخت عبير نفسها نكتشف أن القضية أساسا مرتبطة بعدم قدرة عبير علي الطلاق من زوجها مثلها مثل مئات الحالات الأخري فهل تتعظ قيادات الكنيسة الأرثوذكسية ويحاولون الاجتهاد في النص حتي نصل إلي اجتهاد يحفظ للنص والوطن قدسيتهما، أم سيقع الوطن ما بين مطرقة السلفيين المسلمين وسندان السلفيين المسيحيين؟!
من أحداث «نادين وهبة رحمهما الله إلي أحداث كاميليا وعبير رحمهما الله أيضا، لا توجد مهنية ولا ضمير مهني لدي قطاعات كبيرة من الصحفيين فهل يدرك بارونات الصحافة وحلفاؤهم في الفضائيات بأن الوطن أهم من السبق الصحفي، وليس بالتمويل وحده تنجح الصحف والفضائيات.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
- أرقام
30 ألف متظاهر كانوا أمام ماسبيرو مساء يوم الأحد تناقص عددهم حوالي خمسة آلاف يوم الاثنين ثم 2000 يوم الثلاثاء ثم إلي 1500 صباح يوم الأربعاء التناقص جاء بسبب تظاهر بعض الشباب القبطي أمام السفارة الأمريكية طلبا للحماية وهو ما يرفضه معظم المتظاهرين وأيضا بسبب الشعارات المعادية للجيش وإلقاء الحجارة علي مبني التليفزيون حيث قام بعض الشباب بهذا الاعتداء ردا علي السياسة الإعلامية في تغطية الحدث وبسبب ما أشيع أن البابا شنودة أمر بفض الاعتصام
503 رقم حادث إمبابة بين حوادث الفتنة الطائفية منذ عام 1972 أحداث الخانكة وحتي الآن.
18 رقم الحادث الأخير بين أحداث الفتنة في إمبابة وحدها
3 اعتداءات وقعت علي نفس الكنائس التي تم الاعتداء عليها في الحادث الأخير
1153 ضحية منهم 23 قتيلا نتيجة أحداث العنف في إمبابة منذ عام 1972
78% من أحداث الفتن الطائفية وقعت بسبب امرأة أسلمت أو تزوجت مسلما أو تنصرت.
56% من الحوادث وقعت بسبب إسلام قبطي أو قبطية بسبب تعذر حل مشاكلهم الأسرية وتعنت الكنيسة في حل قضية الطلاق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.