شطط قطر، وإصرارها على التدخل فى شئون دول الخليج ودول المنطقة.. هل يمكن أن يؤدى الى تدمير وتفكك منظمة مجلس التعاون الخليجى، التى رأت النور فى مايو 1981؟ أقول ذلك، وأنا عروبى الفكر، وحدوى الهوى والهوية، وأنا الذى عشت بدايات جامعة الدول العربية وانتشيت كثيراً وأنا أصوت أمام صناديق الاستفتاء مع قيام «الجمهورية العربية المتحدة» ثم بكيت دماً وأنا أقف فى باب اللوق أستمع لبيان الانقلاب القذر الذى مزق هذه الوحدة المصرية السورية.. الى أن قام حلم جديد هو دولة الإمارات العربية المتحدة كتجربة اتحادية أو وحدوية عند البوابة الشرقية للوطن العربى عام 1971، ثم انتعشت الآمال أكثر بقيام منظومة مجلس التعاون الخليجى عام 1981 ليضم «6» دول عربية هى: السعودية، والكويت ودولة الإماراتوالبحرينوقطر وسلطنة عمان، لإنعاش الفكرة العربية بخطوة عملية بإنشاء كيان عربى يمكن أن يتصدى لأطماع إيران الشيعية، بعد ثورتها عام 1979.. وتهديدها بتصدير مبادئ تلك الثورة غرباً، أى إلى السعودية وكل دول الخليج.. ثم صفقت أكثر عندما اقترحت السعودية تطوير العلاقة بين دول مجلس التعاون بالسعى نحو قيام اتحاد يضم هذه الدول الست، وهوما رفضته سلطنة عمان أو تحفظت عليه.. مع سعى اليمن، منذ سنوات، للانضمام إلى مجلس التعاون. إلى أن ظهرت الأزمة شديدة الخطورة، عندما تغير نظام الحكم فى قطر، واستولى الابن تميم على السلطة وقام بتنحية والده الشيخ حمد عن السلطة.. وظهر أن هذه «الحركة» كان هدفها الحقيقى أبعد من الظاهر، أى كان هدفها بعد أن أصبحت قطر أكبر قاعدة أمريكية فى المنطقة هو تدمير الحلم العربى بإقامة تكتل يرعى مصالح شعوب المنطقة. هنا نتساءل: هل أصبحت قطر هى «حصان طروادة» الذى يمتطيه أعداء المنطقة للقفز عليها وإعادة احتلالها لأنها المنطقة الأغنى بترولياً ومالياً.. والأقل سكانياً.. أم هى يا ترى «كعب أخيل» فى الجسد الخليى الذى يكمن فيه نقطة ضعف شديدة تصلح للسيطرة على المنطقة كلها. أرى أن قطر هى الآن حصان طروادة.. وأيضاً كعب أخيل الذى يعطى أعداء المنطقة الفرصة، والثغرة، التى يحلمون بها.. وهى كذلك بالفعل.. فها هى قطر تدعم «الإخوان» وتسخر قناتها الجزيرة للنيل من شعوب المنطقة وتنفق الملايين لتحقق هذا الهدف. فهى تعمل بكل قوة، مالها وبترولها وغازها الطبيعى للوقوف ضد إرادة الشعب المصرى، وهى هنا تقف فى صف واحد مع تركياوإيران وأمريكا. ورغم أن دول الخليج وفى مؤتمرها فى الرياض كانت قد اتفقت مع قطر على أن توقف الدوحة أعمالها ضد دول المنطقة، بل وأن تتوقف عن التدخل فى شئونها.. ولكن قطر تمادت، بل صعدت من أعمالها ضد اليمن وضد البحرين وضد السعودية نفسها، وإذا كان هناك عداوات قديمة بين قطروالبحرين على قضية جزيرة حوار وما حولها.. فماذا عن أعمالها فى السعودية الشقيقة الأكبر لدول الخليج؟. وإذا كان من أهم مبادئ انشاء مجلس التعاون التحرك السريع نحو مصالح «كل دول المجلس» ومصالح شعوبها.. وبالذات إيجاد قوة واحدة قادرة على التصدى لأى شر يستهدف شعوبها، وحتى بعد أن تم تدمير قوة العراق الذى كان يرى أنه «حامى» البوابة الشرقية للعرب أمام الأطماع الفارسية إلا أن العراق كان يسعى لمكاسب عراقية، وكان هذا أهم أهداف حرب العراق ضد إيران التى استمرت 8 سنوات. ووجد أعداء المنطقة فى قطر ضالتهم المنشودة.. واتخذوها قاعدة ليس فقط لضرب دول مجلس التعاون.. ولكن لضرب دول المنطقة التى تقف أمام مخططهم الاستعمارى الجديد. هنا نخشى أن تنعكس سياسة قطر على وجود مجلس التعاون نفسه.. أى تكون قطر هى سبب إسقاط هذا المجلس.. وهذا لا يرضاه أى عربى مخلص.. ومن المؤكد ان دول المجلس وقفت الموقف الذى لا تستطيع دول الجامعة العربية وقوفه بسبب تضارب مصالحها. وكم أتمنى أن يهدى الله حكام قطر الحاليين و يعودوا عن غيهم محافظة على مجلس التعاون.. وحماية لأهداف شعوبها فى تحقيق أفضل اتحاد يحمى مصالح شعوبها.. لا أن تكون قطر أداة هدم لهذا المجلس.. هنا يأتى دور أبناء قطر الأوفياء.. فهل يحدث ذلك؟!