ترامب يعلن مقتل 3 أشخاص خلال استهداف سفينة تهريب في المنطقة الجنوبية    هانيا الحمامي تتوج ببطولة مصر المفتوحة للإسكواش    موعد مباراة ليفربول وإيفرتون في الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة    موعد مباراة ريال مدريد وإسبانيول في الدوري الإسباني والقناة الناقلة    أسعار الأدوات المدرسية اليوم السبت 20 سبتمبر في محافظة الدقهلية    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم السبت 20-9-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    سعر الجنيه الذهب اليوم السبت 20-9-2025 في محافظة الدقهلية    وليد صلاح الدين: قرارات النادي حاسمة ولا تعديل في عقود اللاعبين إلا بموافقتنا    تامر مصطفى يتولى تدريب الاتحاد السكندري خلفًا لأحمد سامي    مواعيد مباريات الأسبوع الثامن للدوري المصري    حالة الطقس اليوم السبت 20-9-2025 في محافظة قنا    جنازة شعبية مهيبة لضحايا مذبحة نبروه الأب وأطفاله الثلاثة لمثواهم الأخير في الدقهلية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 20-9-2025 في محافظة قنا    مذيع يشعل النار في لسانه على الهواء.. شاهد التفاصيل    الدفاع المدني بغزة: 450 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة    ترامب عن هجوم حماس: ما حدث في 7 أكتوبر كان إبادة جماعية    كارول سماحة عن انتقادات إحيائها حفلات بعد وفاة زوجها: كل شخص يعيش حزنه بطريقته    ترامب يعلق على انتهاك مزعوم لمجال إستونيا الجوى من قبل مقاتلات روسية    البرتغال تعلن اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين يوم الأحد    محافظ الأقصر يسلم شهادات لسيدات الدفعة الثالثة من برنامج "المرأة تقود".. صور    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض في الأسواق اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    مؤتمر إنزاجي: هذا سبب التعادل مع أهلي جدة.. وعلينا التعلم من المباراة    للمرة الثانية خلال 12 ساعة، توغل إسرائيلي في 3 قرى بريف درعا السورية    70 مليون شاب وفتاة يشاركون في برامج التمكين الشبابية خلال الفترة من 2018 حتى 2025    ترامب يعلن إتمام صفقة تيك توك مع الصين رغم الجدل داخل واشنطن    وسط تعليمات مشددة، انطلاق الدراسة بالمعاهد الأزهرية، اليوم    قرار عاجل من النيابة ضد أبطال فيديو سكب السولار على الخبز بالشرقية    طابور صباح وأنشطة طلابية في الشارع، سور متحرك ينهي معاناة 38 سنة بمدارس ورورة ببنها (صور)    كان بيسلك الخرطوم.. مصرع شاب غرقا داخل إحدى المجاري المائية في الغربية    انطلاقة قوية ومنظمة وعام دراسي جديد منضبط بمدارس الفيوم 2026    ليلة كاملة العدد في حب منير مراد ب دار الأوبرا المصرية (صور وتفاصيل)    كارول سماحة: «الحياة ومصر لم تعد عادية بعد وفاة زوجي» (فيديو)    صلاح دندش يكتب : تخاريف    مجلس حكماء المسلمين يدشن النسخة الكازاخية من "مقوِّمات الإسلام" للإمام الطيب (ًصور)    مدارس دمياط في أبهى صورها.. استعدادات شاملة لاستقبال العام الدراسي الجديد    استشارية اجتماعية: الرجل بفطرته الفسيولوجية يميل إلى التعدد    القرنفل مضاد طبيعي للالتهابات ومسكن للآلام    ديتوكس كامل للجسم، 6 طرق للتخلص من السموم    هل تهدد حرارة البخار والسونا خصوبة الرجال؟    محيي الدين: مراجعة رأس المال المدفوع للبنك الدولي تحتاج توافقاً سياسياً قبل الاقتصادي    سيف زاهر: جون إدوار يطالب مسئولى الزمالك بتوفير مستحقات اللاعبين قبل مواجهة الأهلى    ضبط 6240 عبوة مواد غذائية ونصف طن زيوت سيارات مجهولة المصدر    محمود محيي الدين: الذهب يتفوق على الدولار فى احتياطات البنوك المركزية لأول مرة    عمرو أديب يبكي الطفل الفلسطيني النازح وأخته: «ابعتوا هاتوهم مصر»    إعلامي يشعل النار في لسانه على الهواء ليكشف زيف خرافة "البشعة"    حسام حبيب:"معرفش حاجة عن شيرين ومليش علاقة بقضية المخدرات"    لماذا عاقبت الجنح "مروة بنت مبارك" المزعومة في قضية سب وفاء عامر؟ |حيثيات    مقاتلات روسية تقترب من منصة نفط بولندية    الرئيس السوري: التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل لا مفر منه    موعد صلاة الفجر ليوم السبت.. ومن صالح الدعاء بعد ختم الصلاة    رسميا الآن بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    تراجع كبير في سعر طن الحديد وارتفاع الأسمنت اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    طارق فهمي: المجتمع الإسرائيلي يراقب التطورات المصرية بقلق (فيديو)    مدينة تعلن الاستنفار ضد «الأميبا آكلة الدماغ».. أعراض وأسباب مرض مميت يصيب ضحاياه من المياه العذبة    «أقوى من كورونا».. استشاري مناعة يوجه تحذيرا عاجلا للمواطنين مع بداية العام الدراسي (فيديو)    هل رفع الصوت بالقراءة في الصلاة لتنبيه شخص آخر يبطلها؟.. أمين الفتوى يجيب    خصم 50% على دورات اللغات لطلاب الثانوية في الوادي الجديد    "أطباء الجيزة" تكرم استشاري تخدير باحتفالية "يوم الطبيب 2025"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أ. ح. حسام سويلم يكتب:
تطرف "الألتراس" شوكة في ظهور المصريين
نشر في الوفد يوم 25 - 02 - 2014

لم يخب الألتراس في مباراة كأس السوبر الأفريقى الأخيرة آراء من سبق أن وصفوه بأنه تنظيم إرهابى وإجرامى، لا ولاء ولا انتماء وطنى له، علي استعداد أن يبيع نفسه لكل من يدفع له الثمن في الداخل أو الخارج لتخريب مصر وإثارة العنف والفوضى في جنباتها.
يستغل المباريات الرياضية وتشجيع الفرق المختلفة ليحطم ويدمر ويحرق ويقتل كل شيء، يمارس البلطجة بأبشع صورها، فقد أثبت الألتراس أكثر من مرة، وخلال الثلاث السنوات الأخيرة أنه شوكة مسمومة زرعها أعداء مصر في ظهرها لتعيث في أرضها فساداً تحت اسم تشجيع الرياضة، والرياضة منهم ومن إجرامهم بريئة. ولقد ثبت صدق من اكتشفوا وأكدوا أن جماعات الألتراس هي إحدى إفرازات محافل الماسونية العالمية لتخريب البلاد من داخلها تحت دعاوي مختلفة، ومنها تشجيع الفرق الرياضية لتستغل روح الحماس التي تسود المشجعين لتوجيهها نحو العنف والتخريب وسفك الدماء، سواء كانت نتيجة المباراة انتصاراً أو هزيمة، فالمهم عندهم ليس النتيجة بقدر إثارة الفوضى، لاسيما ضد أجهزة الأمن وقوات الشرطة، فلقد كان هذا هو هدف مجرمى رابطة ألتراس الأهلى عندما حضروا الخميس قبل الماضى إلي الاستاد، حاملين الشماريخ وزجاجات المولوتوف والحجارة واللافتات المسيئة للشرطة والجيش قبل بدء المباراة، فرغم أن نتيجة المباراة كانت انتصاراً للنادى الأهلي، مما يفرض إظهار الفرحة بالنتيجة، إلا أن مجرمي الألتراس -تمسكا بنواياهم التخريبية المسبقة- أبوا إلا أن يُحولوا فرحة المصريين إلي نكد وغم وحزن وغضب، فكشفوا عن حقيقة وجوههم القبيحة مبكراً وحتي قبل أن تنتهي المباراة، بما أطلقوه من هتافات قذرة وحقيرة ضد رجال الشرطة والجيش، أكدوا بها عمالتهم لجماعة الإخوان الإرهابية، وتنفيذهم لأحد مقررات التنظيم الدولي للإخوان في اجتماعه الأخير في إستانبول، والذي دعا فيه إلي دفع أموال لشباب الألتراس لاستخدامهم في تنفيذ خطط جماعة الإخوان لحرق مصر باستغلال المباريات الرياضية التي تحتشد فيها الجماهير لإثارتها ضد النظام القائم في مصر.
تاريخ الألتراس الأسود
لم تكن جريمة الألتراس الأخيرة في الاستاد هي الأولى ولا الثانية ولا العاشرة التي يخرج فيها هذا التنظيم الإرهابى ليعيث في أرض مصر فساداً وحرقاً وتدميراً، ويعتدى علي قوات الشرطة والجيش ويُحدث فيهم قتلى ومصابين، وفي سياراتهم والسيارات الخاصة حرقاً وتخريباً، وفي منشآت الملاعب تكسيراً أو تدميراً، تنعق عقيدتهم وتنضح ألسنتهم بهتافات بذيئة وقحة ومنحطة ضد رجال الشرطة والجيش، يرفعون لافتات تعكس ما بداخل نفوسهم من خسة ودناءة وحقارة وكراهية للوطن وأهله.
فلا يستطيع المصريون أن ينسوا التاريخ الأسود لهذا الألتراس طوال السنوات الثلاث الماضية، بدءاً بمباراة الأهلي وكيما أسوان في رمضان عام 2011 عندما أطلقوا زجاجات المولوتوف والحجارة علي قوات الشرطة، وأشاعوا الضرب والحرق والتكسير في رجال الشرطة وملاعب الاستاد، بل وقذفوا رجال الشرطة بأكياس البول، ولم يكتفوا بذلك بل خرجوا إلي طريق صلاح سالم ليحرقوا سيارات الشرطة والإسعاف ويحطموا أعمدة الإنارة والإعلانات، ولأن الدولة لم تحاسب هؤلاء المجرمين ولم تعاقبهم بما يردعهم، كرروا ارتكاب نفس جرائم الحرق والتخريب والاعتداء علي رجال الشرطة والجيش، بنفس المنهج الذي استخدمته جماعة 6 أبريل في إشاعة الفوضى بالبلاد في اقتحام ميدان التحرير عدة مرات، وفي أحداث شارع محمد محمود وحصار وزارة الداخلية، كما شارك الألتراس البلطجية في أحداث شارع قصر العينى والاعتداء علي المجمع العلمى، وأحداث استاد بورسعيد، ناهيك عن اقتحامهم المطار والتصادم مع الأمن هناك وإطلاق الشماريخ علي المطار للمرة الأولى، ويومها ظهر للأسف من يدافع عنهم ويبرر تصرفاتهم الإجرامية، وكان ذلك بعد أقل من شهر من اقتحام ألتراس الزمالك ناديهم، وممارسة أعمال ترويع وعنف، انتهت بمقتل شاب وسقوط جرحي من الأمن والألتراس، ثم كانت تظاهراتهم العنيفة مع حركة 6 أبريل منذ شهرين أمام محكمة عابدين التي حاكمت قادة 6 أبريل بسبب اعتدائهم علي رجال الشرطة، الأمر الذي يؤكد وجود تعاون وتنسيق بين حركة 6 أبريل والألتراس، وكانت أجهزة الأمن رصدت استعانة حركة 6 أبريل الممولة من الخارج بشباب الألتراس في كل الفعاليات الاحتجاجية التي وقعت في مصر خلال الثلاث السنوات الماضية.
ثم جاءت الاعتداءات الأخيرة في مباراة السوبر الأفريقى علي ضباط وجنود الشرطة، والتي جرت بنفس الأسلوب التي تتبعه ميليشيات الإخوان، حيث يستهدفون الشرطة والجيش ويحطمون المنشآت العامة والخاصة، ويستغلون الأحداث المهمة لممارسة العنف في أكبر مساحة من أرض مصر لتصوير رسالة إلي الخارج بأن الأوضاع في مصر غير مستقرة، وأن ثمة احتجاجات ضد النظام القائم، فلقد بات واضحاً أن الخطة التي تقوم بها رابطة ألتراس الأهلي لإشعال الفتنة وإثارة الأزمات، إنما يتم تنفيذها في ظل العلاقات القوية التي تجمع بين قيادات الرابطة وقيادات جماعة الإخوان، وعلي رأسهم خيرت الشاطر الذي سبق أثناء حكم الإخوان أن شكل (ألتراس نهضاوى) للمشاركة في تظاهرات الإخوان. وأكد ذلك حسين عبدالرحمن، المتحدث باسم (حركة إخوان بلا عنف)، حيث قال: «إن جزء كبيراً من الألتراس الأهلاوى شارك في مظاهرات جماعة الإخوان، وحصلوا علي تمويلات للمشاركة في المسيرات». ولايزال الشاطر يخطط ويمول ويحرك فلول الإخوان وحلفاءهم وهو قابع وراء جدران السجن. كما أفادت مصادر معلوماتية أن دويلة قطر ضالعة في تمويل شباب الألتراس عن طريق بعض قيادات جماعة الإخوان الوسيطة، التي تجند عملاء ومرتزقة ومسجلين خطراً للقيام بعمليات تخريبية، بنفس الأسلوب الذي جري من إحراق مكاتب إدارية بمحطة مترو أنفاق المطرية وارتكاب جرائم قتل خلال التظاهرات، كما ربطت مصادر أخرى بين طريقة سحل رقيب الشرطة حارس كنيسة السيدة العذراء بعين شمس والذي قُتل سحلاً، وطريقة سحل الألتراس لأحد جنوب الأمن المركزي بصورة وحشية عقب المباراة الأخيرة. إن ما جرى عقب هذه المباراة يؤكد وجود مؤامرة مدبرة، لأن المباراة انتهت بفوز الأهلي بالكأس، ولا يوجد ما يبرر العنف والشغب الذي قام به الألتراس تجاه الشرطة المكلفة بتأمين المباراة، إلا أن الهزائم المتلاحقة التي مُنيت به ميليشيات الإخوان من الأهالى في الشوارع ومن الشرطة أيضاً، هو ما دفع بالجماعة الإرهابية لإنابة الألتراس للقيام بالمهمة التي كانوا يقومون بها، حيث اندمجت ميليشيات الإخوان والبلطجية واتحدوا مع الألتراس في أعمال العنف التي جرت عقب هذه المباراة، وقد تأكدت هذه النوايا العدوانية للألتراس من رغبتهم في المبيت بالاستاد ليلة المباراة، وهو ما رفضته إدارة الاستاد والجهات الأمنية، ثم حضورهم مبكراً للاستاد وقبل وصول الموظفين.
ورغم الهتافات القذرة التي رددها مجرمو الألتراس ضد رجال الشرطة والجيش، إلا أنهم لم يستجيبوا لهذه الاستفزازات وتحملوها بجلد وصبر تنفيذاً لتعليمات قادة الشرطة بممارسة أعلي درجات ضبط النفس، ولكن يبدو أن ذلك شجع هؤلاء المجرمين علي التمادي في تنفيذ المخطط المرسوم لهم، فنزلوا إلي أرض الملعب واعتدوا علي رجال الشرطة، فسقط أحد المجندين بشمروخ ثم إلقاؤه من الألتراس، حينذاك لم يكن هناك خيار آخر أمام رجال الشرطة سوي مطاردة مجرمي الألتراس في المدرج وطردهم من الملاعب، وتحولت المعركة بعد ذلك إلي حرب شوارع أراد فيها هؤلاء المجرمون أن ينقلوها إلي دار المدرعات المجاورة للاستاد لتخريبها أيضاً، إلا أن قوات الأمن فرقتهم بإطلاق النار في الهواء.
رؤية تحليلية
إن تكرار عمليات العنف والإرهاب التي تمارسها روابط الألتراس -ليس في النادي الأهلي فقط، بل في النوادي الأخري- أيضاً وما أفرزته من روابط أخري مثل (الألتراس الثوري) و(رابطة ديفلز) تفرض علي الدولة المصرية أن تقف وقفة جادة تجاه هذه الروابط الإجرامية التي تستهدف تخريب الوطن، لاسيما بعد أن ثبت وتأكد نجاح جماعة الإخوان الإرهابية في تجنيدها لخدمة أهداف ومخططات الجماعة لإحراق مصر، فقد نجحت جماعة الإخوان فعلاً بتجنيد الألتراس في إصابة عشرة ضباط و15 مجنداً وإحراق سيارة شرطة و8 سيارات خاصة، وإحداث تلفيات في الاستاد تقدر ب650 ألف جنيه، وهو ما يعد تنفيذاً لمخططات التنظيم الدولي للجماعة في اجتماعه الأخير بإستانبول، والذي يسعي لشن حرب استنزاف طويلة ضد الدولة المصرية، خاصة مؤسساتها الأمنية والعسكرية، بعد أن نجحوا في ضرب المؤسسات التعليمية، مما أدى إلي تأجيل الدراسة.
ولا يمكن وصف ما حدث في هذه المباراة إلا أنه إرهاب سافر وبلطجة فاجرة، تجري في وقت يحاول فيه الوطن التعافى من رواسب ثلاث سنوات عجاف عم فيها القتل والخراب والدمار علي أيدي جماعة الإخوان وحلفائها وعلي رأسهم رابطة ألتراس المجرمة، وفي وقت لا تحتمل فيه الأوضاع في مصر المزيد من الفوضى والاستهانة بالقانون، وكأن هذا الألتراس المجرم صار فوق القانون، بعد أن وجد عدم إدانة من جانب إدارة النادي الأهلى، الذي لم يتخذ حتي الآن أي خطوة في مواجهة الخروج علي القانون، لأن أعضاءه في وقت انتخابات، لذلك وجدنا للأسف من خرج منهم يبرر في الصحف ويدافع عن عمليات التخريب التي ارتكبها مشجعو النادى، ورغم ما ثبت من أن ألتراس الأهلي المتعصب انتقل من التشجيع إلي الحرق والضرب والتكسير منذ عام 2010، حيث تحولوا -خاصة بعد مظاهرات يناير 2011- إلي ظاهرة غامضة لا حدود لها تضم كل المتناقضات، وتختزن عنفاً قابلاً للاختراق والتوظيف، وهو ما استغلته كل من حركة 6 أبريل وجماعة الإخوان لخدمة أهدافهما الهدامة.
لقد أحسنت وزارة الداخلية عندما أعلنت في بيان لها أنها ستعيد النظر في حضور الجماهير مباريات كرة القدم، ولكن هذا لا يكفي، حيث يتطلب الأمر وقفة جادة وحاسمة من الدولة بكافة أجهزتها الأمنية والسياسية والقضائية والشبابية والإعلامية لوقف هذا المد من العنف غير المسوغ والمجنون من جانب هذه الفئة الضالة المُضللة من شباب مصر، وضرب كل من يقف وراء هذه الظاهرة بالتخطيط والتمويل والتحريك.
ومما لا شك فيه أنهم معروفون جيداً للأجهزة الأمنية، ومعروف أيضاً ارتباطاتهم بجماعات إرهابية وفوضوية أخري مثل جماعة الإخوان وحركة 6 أبريل، وهو ما يفرض اعتقال ومحاكمة كل هؤلاء المحرضين والمخططين والممولين والمنفذين أعمال تخريب وإحراق مصر بأيدي شبابها، فكل هؤلاء ينبغي اجتثاثهم باعتبارهم خطراً داهماً علي أمن مصر وشعبها، لأنهم تحولوا إلي أدوات هدم وقتل وتدمير في كل جنبات المجتمع وعلي كل الساحة المصرية.
وإذا كانت روابط الألتراس غير مشهرة حتي يتم حلها، إلا أنه يجب ألا نتجاهل خطورتها، وألا نضع رؤوسنا في الرمل مثل النعام ونتركها دون استئصال حتي ولو وصل الأمر إلي اعتقالهم جميعاً، فهم بلاء وابتلاء هذه الأمة لأنهم يقاتلون في صفوف كل أعداء مصر في الداخل والخارج، ومع كل من يدفع لهم ويوظفهم لتحقيق أهدافه ضد مصر وأمنها وفي مقدمتهم جماعة الإخوان الإرهابية، فلا تختلف ممارسات الألتراس عن ممارسة ميليشيات الإخوان أو الجماعة الإسلامية أو أنصار بيت المقدس أو حركة 6 أبريل، فكلهم عملاء لقوي أجنبية تستهدف إحراق الوطن، لذلك يجب التصدى لهم حتي ولو أدى الأمر إلي إيقاف جميع مباريات كرة القدم، حتي يتأدب كل من لا يفهم معني الرياضة وهدفها في تقويم نفوس الشباب وأجسادهم وعقولهم. أما أن تكون الرياضة سبباً في تخريب وهدم مصر فلتذهب الرياضة للجحيم، وذلك حتي لا نصحو علي كوارث أخرى، فلقد ثبت أن ما يمارسه الألتراس أصبح يتجاوز العقل، ويدخل في دائرة الفوضى الممنهجة، كما ثبت أنه في كل مرة يتم التجاوز عن الأخطاء والتعامل بطريقة عرفية متجاوزين القانون يشجع هؤلاء المخربين علي التمادي في غيهم، خاصة مع وجود جهات أخري تتعمد وتدفع نحو مزيد من الصدام، لاسيما ونحن أمام كتلة من الشباب تعمل بلا منطق ولا عقل، تغريها الأموال وتدفعها الشعارات المعادية للدولة، وأجهزتها نحو هدم وإحراق كل ما علي أرض مصر، وهو ما يفرض إيقاف هوس وجنون روابط الألتراس بجميع الوسائل.
لقد تأكد للجميع أن روابط الألتراس التي تضم مجموعات شاذة فكرياً وعقائدياً وجسدياً، أصبحت تشكل تهديداً أمنياً داهماً علي مصر، ومصدر إرهاب حقيقياً للشارع المصري، بعد أن زاد انتقاضهم بشعورهم بأن الدولة أعجز من أن تتصدى لهم، فنسوا أنفسهم بعد أن زينت لهم أفعالهم أوهاماً صدقوها بأنهم فوق القانون، ويستطيعون فرض قانونهم الخاص علي الدولة بجميع مؤسساتها، لذلك علي الدولة أن تثبت لهم وللشعب عكس ذلك، وأنها غير عاجزة عن المواجهة، بل قادرة علي ضرب شذاذ الآفاق هؤلاء بيد من حديد لتعيد للدولة هيبتها مرة أخري طالما أن إدارة ناديهم صارت عاجزة عن احتوائهم وضبط تحركاتهم ولجم سلوكياتهم وعربدتهم الهوجاء، لاسيما بعد أن أصبحوا أداة هدم للمجتمع في أيدي جماعة الإخوان الإرهابية لإشاعة الإرهاب في جنبات المجتمع المصري، ذلك أن ضعف سلطة الحكومة هو الذي يغري أمثال هذه المجموعات والروابط الإرهابية في التمادي في غيتهم، حيث لا رادع يردعهم عن ذلك، أما الردع الحقيقي فهو يتحقق عندما يتم اعتقال رؤوس هذه المجموعات والروابط، وسرعة محاكمتهم وإصدار أحكام رادعة ضدهم وتنفيذها، ومنع إقامة مباراتهم أو علي الأقل منع الجمهور من مشاهدتها.
ورغم استشعار جموع المصريين خطورة هذه الفئة الضالة من شبابهم المسماة ب«الألتراس» إلا أننا يجب أن ندرك حقيقة مهمة ثبتت أخيراً، وهي أنهم لا يمثلون سوي شريحة محددة وضئيلة من شباب مصر، وإن كان صوتهم أعلى. أما أغلبية شباب مصر فلا يزالون بخير، يدركون قيمة وطنهم مصر ويدينون لها بالولاء والانتماء، ويعملون بإخلاص وإيمان من أجل رفعتها ونهضتها.. وربما قد تمثل ذلك واضحاً وجلياً في يوم السبت الماضي عندما افتتح رئيس الجمهورية عدداً من المشروعات التنموية والخدمية التي قامت بها القوات المسلحة، حيث ساهم شبابها من المهندسين والأطباء والعلماء في تخطيط وتنفيذ 854 مشروعاً ضخماً منذ أغسطس 2012، تم إنجاز 473 مشروعاً منها 285 مشروعاً رئيسياً تخدم خطة التنمية الشاملة للدولة، وذلك في مجالات الإسكان وشق وتمهيد الطرق وإقامة الكبارى والرعاية الصحية والمدارس واستصلاح الأراضى وحفر الآبار.. وغيرها من المشروعات، فضلاً عن الاهتمام الكبير الذي أولته القوات المسلحة للبحث العلمي باستغلال الطاقات الهندسية والعلمية والطبية الكبيرة الموجودة في مؤسساتها، والتي كان أحدثها كلية الطب العسكرى، وكان من ثمار هذا المشهد الرائع اكتشاف علاجات لمرضى فيروسات الكبد الوبائى والإيدز وبما يمكن من القضاء عليها بنسبة نجاح تجاوزت 90٪ وبتكلفة أقل من مثيله الأجنبي بعشرات المرات، وهو إنجاز عالمي وإضافة مصرية ضخمة لمسيرة الحضارة البشرية. هذه هي حقيقة جوهر أغلب شباب مصر الذي لو أحسن استثماره علي النحو الذي تقوم به القوات المسلحة لانتقلت مصر إلي الصفوف الأولي من الدول العظمى بحق، وهو ما يجب أن يفخر ويعتز به كل مصري شريف ومخلص لبلده.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.