من المنطقي والمقبول أن يكون الاستاد والملاعب الرياضية هي الأماكن الطبيعية للالتراس ليكون وقودا لاشعال حماس اللاعبين ودفعهم للفوز بمباراة أو إحراز بطولة محلية كانت أو قارية. لكن من غير المقبول والمعقول أن تكون الشوارع والميادين ساحات لهم يمارسون فيها طيشهم وخروجهم المتكرر عن القانون. والسؤال الذي يطرح نفسه ويحتل مساحة كبيرة من عقولنا لماذا ترتبط الفوضي والعنف دائما باسم الالتراس .واستكمالاً للسؤال ماذا قدموا لمصر؟! لقد نشأت روابط تشجيع الأندية المعروفة بالالتراس علي يد مجموعة من اللاعبين المعتزلين الذين استعانت بهم الفضائيات كمحللين للبرامج الرياضية ثم استخدمهم هؤلاء المحللون لمحاربة بعضهم البعض باسم الأندية ولكنهم فقدوا السيطرة عليهم!! ان تهور شباب الالتراس يعود إلي حداثة سنهم وافتقادهم العقل الذي يستطيعون به التحكم في تصرفاتهم وسلوكياتهم الخاطئة. لذلك فهم سهلو القياد والانقياد والتوجيه. والتعاطف الشعبي والعالمي الذي اكتسبته تلك الروابط بعد مجزرة استاد بورسعيد بدأت تفقده بعد ان اصبح العنف والتصعيد هما سمتا رد الفعل ضد أي من سلطات الدولة إذا وقفت في وجههم للحد من عنفها وتخريبها.. لقد قيل عن الالتراس انهم كانوا فرسان ثورة يناير ووقودها وسقط من شبابها الكثير. لكنهم أصبحوا في الآونة الأخيرة يثورون لأتفه الأسباب ويريدون فرض منطقهم بأي شكل من أشكال العنف. والملفت للنظر انهم يزيدون من عنفهم وغيهم ومروقهم كلما زاد الدفاع عنهم بالحق أو الباطل من جانب الناشطين السياسيين والحقوقيين الذين يقفون معهم علي خط واحد من الشرطة والجيش وبقية سلطات الدولة وأجهزتها وكان آخرهما حركتا "طلاب ضد الانقلاب و6 ابريل" اللتان أعلنتا تضامنهما معهم وطالبتا بالافراج عن بعض من التراس أهلاوي بعد اشتباكاته مع قوات أمن المطار في الاسبوع الماضي. لقد طالبنا من قبل بدراسة ظاهرة الالتراس ووضعها تحت مجهر البحث النفسي والاجتماعي وسبر اغوارها لاكتشاف نوازع الشر لديها ومعرفة كيفية تحولها المفاجيء من أداة لرسم بسمة الشفاة وزرع فرحة القلوب إلي أداة للتدمير والتخريب والموت ومعرفة من وراءها تمويلا واستفادة. ومكمن الخطورة أن تدفن الدولة رأسها في الرمل وتتجاهل تلك الروابط وتتركها تنمو .وتبادلها العنف بالعنف حتي صارت عدوا لها!! فمتي تمد يدها للالتراس ليعمل في ظلها وتحت رعايتها وتستفيد من طاقته وتحويلها لطاقة ايجابية تفيدها وتفيد المجتمع؟!