لم يعد ارتكاب الجرائم مقصوراً علي أماكن أو مناطق بعينها، كما كان في الماضي حيث كانت الجرائم تحدث في المناطق النائية أو المهجورة، حيث يتم استدراج الضحايا للقضاء عليهم، العنف جعل كل مكان في مصر قابلاً لأن يتحول بين لحظة وأخري إلي مسرح لجريمة بشعة. لم يعد هناك مكان يقبل الاستثناء من وقوع الجرائم أو مهنة تلاقى الاحترام من قبل الناس لا فرق في ذلك بين منطقة وأخري، ولم يعد هناك احترام لأشخاص أو حتى مهنة بعد أن تحولت المساجد والمستشفيات إلي ساحات للقتل. وسنسوق لتأكيد ذلك جريمة مأساوية كان بطلها جزارين قررا ذبح طبيب بيطرى أمام منزله، وفى وضح النهار لرفضه ذبح «جاموسة» مريضة فماتت فتوعداه بالقتل، وترقباه أمام منزله بعد موتها، وأمطراه بالرصاص. انتقلت «الوفد» الى مكان الواقعة والتقت أحمد سليمان نجل المجنى عليه وطالب بكلية الطب البيطرى بجامعة أسيوط قال: قبل الحادث بيوم طلب الجناة من والدى بأن يقوم بالتوقيع على ذبح بهيمة مريضة وعلى وشك الموت فرفص وذكر بأنها مريضة وستموت ولا يجوز ذبحها، وأصر على ذلك وعندما تدخل البعض ذكر بأنه لن يرضى شخصين ليقتل مئات الأشخاص وهذه أمانة. وأضاف «أ. ع»، الشاهد الوحيد على واقعة القتل حيث قال إنه أثناء وجوده بالشارع فوجئ بشخصين يستقلان «توك توك» ومعهما خروف، يسألان عن منزل الدكتور سليمان، بحجة أن الخروف مريض، وتابع: قالا للدكتور سليمان «البهيمة ماتت»، فرد عليهما الدكتور ما أنا قلت لكم إنها هتموت. وأضاف: تحرك الطبيب لإحضار الشنطة من سيارته لعلاج الخروف، إلا أنهما أمطراه بالرصاص قائلين «يبقى لازم تحصلها»، مشيراً إلى أنهما تركا الخروف وهددا سائق التوك توك، وأجبراه على التحرك، ولاذا بالفرار. وأضاف الشاهد، فى أقواله بالتحقيقات أنه هرول إلى السيارة ووجد الطبيب غارقا فى دمائه، ونزل ابنه إيهاب وأخذه بالسيارة وذهب إلى مستشفى أبوتيج حيث لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله للمستشفى. إلى ذلك، سادت حالة من الغضب بين أعضاء نقابة الأطباء البيطريين بأسيوط، وهدد الأطباء بالتصعيد وتنظيم وقفة احتجاجية أمام المحافظة، مطالبين بإيجاد حلول لما يلاقيه الأطباء من تهديد وتعدٍ من قبل الجزارين داخل وخارج المجزر. ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى تعلب، وكيل وزارة الطب البيطرى بأسيوط إن هناك أزمة حقيقية بالمجازر بسبب عدم وجود قوات أمنية لحماية الأطباء، مشيراً إلى أن الأطباء يعملون محتمين إما بشخصهم أو بأسماء عائلاتهم. وأضاف: طالبنا جميع الجهات المسئولة بخطابات رسمية بضرورة توفير حماية للأطباء داخل المجازر حتى فى أيام الذبح الرئيسية فقط دون استجابة، مشيراً إلى أن مديرية الأمن مع كثرة طلبات الأطباء، قامت بتعيين عسكرى على مجزر مدينة أسيوط ودون سلاح، فى حين بقيت باقى المجازر دون أية حماية. ويقول طبيب آخر الطبيب يعمل تحت ضغط من الجزارين واعتداء متكرر باللسان واليد ولا يوجد من يحمينا وإذا اتصلنا بالأمن يقولوا لنا إما تعدوا أو ما يذبحش وأمام المجزر كلاب ضالة وحيوانات ميتة وبرك والمديرية ساكتة. وأكد الأطباء أنهم لن يتركوا الأمر يمر هكذا مهددين بالتصعيد لرئيس الجمهورية وتنظيم وقفة احتجاجية أمام المحافظة لإيجاد حلول لما يلاقيه الأطباء من تهديد وتعد من قبل الجزارين داخل وخارج المجزر. ويقول مصطفى إسماعيل عضو النقابة العامة: مشكلة الأطباء البيطريين لا تخص البيطريين فقط لأنها خط الدفاع عن صحة الإنسان بالإضافة للثروة الحيوانية فإذا توفرت الحماية للطبيب البيطرى كان ذلك حماية على الصحة العامة وأضاف هناك إقصاء وإهمال متعمد للطب البيطرى الذى ينتج عنه كوارث مثل الحمى القلاعية وإنفلونزا الطيور، فيوجد أكثر من 40 ألف مريض سنويا والسبب الرئيسى هو الدرن الحيوانى فلماذا الاستمرار فى الإهمال المتعمد للطب البيطرى. وأكد أهالى القرية قيام عدد من المسجلين من قرية المطيعة بالتعدى على الطبيب وابن قريتهم فى منزله بقرية باقور الأمر الذى اعتبره الأهالى قتلا للقرية كلها متهمين الأمن بالتواطؤ مع هؤلاء البلطجية ومساعدتهم فيما يقومون به من تخويف وترويع للمواطنين، مشير ين إلى أن هذه ليست الواقعة الأولى لهؤلاء الذين قاموا بأحداث قتل متعددة بينها واقعة مقتل محصل النور الذى ذهب إليهم ليطالبهم بقيمة 10 سنوات متأخرات كهرباء ومعه ضابط وأمين شرطة ومخبر فقتلوه وأجبروا أفراد الشرطة على حمله بعيدا عن منازلهم التي أقاموها وسط الزراعات كي يصعب على أي قوات الوصول إليهم. كان اللواء طارق سليمان مدير أمن أسيوط تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة أبو تيج يفيد بوصول بلاغ من مستشفى أبو تيج المركزى بوصول سليمان سيد سليمان مصابا بطلقات نارية فى أجزاء مختلفة بالجسم وتوفى أثناء إجراء الإسعافات الأولية، وبالانتقال وسؤال نجله إيهاب 25 سنة محاسب أقر بأنه عقب عودة والده من العمل قام مجهولون بالحضور أمام المنزل بدعوى معالجة خروف وعقب نزول والدى سمعنا طلقات النيران وعند نزولنا كان والدى غارقا فى الدماء. تم تحرير المحضر اللازم وبالعرض على النيابة أمرت بضبط الجناة والسلاح المستخدم.