سمعت أمس الدكتور ناجح ابراهيم يتحدث علي احدي الفضائيات عن جماعة الإخوان خلال اجابته عن سؤال بشأن أعمال العنف التي ترتكبها «الجماعة».. قال «ناجح» ان جماعة الإخوان لا تعرف ضمن سياستها العنف وإن الذين يقومون بذلك هم أتباع سيد قطب الذين يفسرون أعمال وأفكار قطب علي طريقتهم الخاصة، وقال إن بعض المرشدين للجماعة قاموا باجراء مراجعات علي أفكار قطب. وهم ما أطلق عليهم التيار الإصلاحي داخل «الجماعة». ومع احترامنا الكامل لفكر ورأي الدكتور ناجح ابراهيم الذي قام أو قاد حركة المراجعات لدي الإسلاميين المتطرفين وكان هو واحداً منهم وقضي فترة في السجن علي جريمة اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.. ما قاله «ناجح» بشأن أن «الجماعة» لا تعرف العنف فهذا كلام مردود عليه بكلمة واحدة وهي: أن الجماعة ، لا تعرف سوي العنف، وتاريخ الجماعة منذ نشأتها قائم علي سياسة العنف سواء كان فكرا قطبيا أو غير قطبي، فالناس في نظر الجماعة يعيشون في جاهلية كما قال هو والجاهلية يجب محاربتها بالقوة واستخدام العنف عندما تري «الجماعة» الوقت المناسب لها!! الدكتور ناجح ابراهيم برر حديثه بأه أفكار سيد قطب تنبع من رأس أدبيات مفكر أدبي علي اعتبار أن قطب كان أدبياً قبل اعتناقه فكر الجماعة وأن مؤلفاته الدينية كلها تأثر برأي الأديب وليس برأي الفقيه وقال إن الأديب تعبيراته فضفاضة وليست حاسمة أو جازمة وأن الفقيه لابد أن يكون حاسماً، وضرب هو مثلاً عندما قال 1 + 1= 2 عند الفقيه أما عند الأديب يحتمل أن يكون 1 + 1 = 50!!.. حديث ناجح ابراهيم فيه عوار وغرابة وشذوذ، فكلامه بشأن قطب يعني أنه لا يعترف بكل أفكاره الداعية إلي العنف والتطرف وفي نفس الوقت يؤكد أن الجماعة لا تعرف العنف. ومرجعية «ناجح» إلي أن هناك من يأخذ من سيد قطب نقلاً عن اللغة الفضفاضة في فكره كلام مردود عليه أيضاً بأن العنف لم يكن مقصوراً علي سيد قطب وحده وإنما هو مؤصل منذ نشأة الجماعة علي يد حسن البنا نفسه، وتزداد جرعة العنف فقط عند قطب، وليس كما يقول ناجح بسبب لغة الأديب عنده!!. كنت أتوقع من الدكتور ناجح ابراهيم أن يعلن بصراحة أن «الجماعة» إرهابية وأن طريقة العنف التي تقوم بها الجماعة مرفوضة جملة وتفصيلا، وأن المجتمع المصري يلفظ هذا العنف وأعلن الحرب عليه بدلاً من تفسيرات غريبة لتبرير هذا العنف وسفك الدماء ولا أعتقد أن أي عاقل ومن بينهم الدكتور ناجح ابراهيم يرضي بما تفعله «الجماعة» الإرهابية وهو نفسه القائل بأن الجماعة أرادت أن تبتلع الدولة فابتلعتها الدولة والمجتمع، وأن ثورة 30 يونية هي حالة ابتلاع للجماعة بمعني لفظها والحرب علي أفعالها الشاذة والغريبة.. وأكرر مع احترامي للدكتور ناجح ابراهيم وتقديري له الشخصي علي ما قام به من مراجعات وتغيير الفكر المتطرف، فإن تفسيراته التي سمعتها والتبريرات بشأن عنف الجماعة قد خانه التوفيق في هذا الأمر.