عودة برنامج باسم يوسف أسعدت الملايين وأنا أولهم لأننى أؤمن تماما بحرية التعبير التى كفلها الدستور وكصحفى أرفض بشدة مصادرة الرأى مهما اختلفت معه، فرأيك خطأ يحتمل الصواب ورأيى صواب يحتمل الخطأ، وأنا على استعداد أن أدفع حياتى ثمنا لأسمع رأيك. والحقيقة أن حلقة باسم يوسف الأولى بعد العودة على قناة «أم بى سى» حققت أعلى نسبة مشاهدة فى تاريخ هذه القناة، فحتى الذين يكرهون باسم يوسف و«هم كثر» شاهدوا الحلقة، ومن الصعب أن تضبط مشاهدا يشاهد حاجة تانية أثناء اذاعة برنامج باسم يوسف، وتوقعنا كما توقع غيرنا أن نرى شيئا مختلفا عما كان يقدمه باسم يوسف، أثناء حكم مرسى، وأن يخفف وطأة الألفاظ والايحاءات الجنسية التى تخجل منها أمام بناتك وأولادك الصغار، ولينتقد بأسلوبه الساخر المتميز كيفما شاء لأن النقد ليس معناه قلة الأدب أبدا، بل إن النقد فن وأدب أو على رأى عمنا القرموطى «الصياعة أدب». وأنا شاهدت الحلقة أمس الأول بتركيز شديد، ولفت نظرى شىء مهم جدا أولا أن الدكتور باسم وهو جراح يعلم أن مشرط الجراح يجب أن يستخدم بمنتهى الانتباه، وأخطر من هذا المشرط الكلمة والصورة، فالمشرط يمكن أن يقتل شخصا واحدا فقط، أما الكلمة فيمكن أن تقتل أمة وتقتل حلما وتقتل صاحبها نفسه. ولفت نظرى أن باسم حاول طوال الحلقة تصوير نفسه على أنه شهيد زيه زى الإخوان الذين يمارسون الإرهاب ويستخدمون المولوتوف ثم يمثلون أنهم قتلى ومصابون أمام كاميرات الجزيرة، فهذا الباسم بعد كل السفالة وقلة الأدب التى ملأ بهما الحلقة يحاول أن يقنعنا بأن الذى منعه من الظهور على قناة «سى بى سى» هو السيسى، وقعد باسم يلف ويدور طوال الحلقة على هذه النقطة، وأن السيسى وراء وقف البرنامج على «السى بى سى» ودا ضد الحريات والديمقراطية وأن المسموح فقط بقى أنك تتكلم فى أى حاجة إلا السياسة لأن السيسى يمنع. وهنا لنا وقفة، الكلام اللى أنت بتقوله يا باسم غير حقيقى، وأنت كاذب فلو أن السيسى هو اللى منع أو وقف برنامجك لما عاد البرنامج أبدا وأنت عارف كده كويس، هذه واحدة وأنت عارف أن خلافات حادة بينك وبين الأستاذ محمد الأمين المحترم هى اللى وراء وقف برنامجك الهزلى الذى أصبح لا يضحك أحدا، بل يثير السخرية منك شخصيا لأنك ببساطة «أراجوز» والناس بتحب تشوف الأراجوز، وحاولت أن تملى شروطا مجحفة متعجرفة على محمد الأمين مستغلا الجماهيرية ونسبة المشاهدة العالية لبرنامجك، ورفض الرجل الرضوخ لمطالبك، وقال أذهب إلى الجحيم مش عاوزين برنامجك ولا جماهيريتك المزيفة التى سرعان ما تنكشف، وبالتالى حاولت فى حلقة الجمعة التريقة على قناة «سى بى سى» وقلت لو معاك فلوس حتعمل قناة أكسترا جنب القناة الأصلية ومحدش يشوفها برضه رغم أنك عارف نجاح «سى بى سى». الأهم من كل ذلك أنك لازم تعرف أن السيسى بطل شعبى أسطورى، يعنى مينفعش تهاجمه عمال على بطال، والأخطر أن السيسى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة وليس رئيس الجمهورية، وأنت عارف أن اللعب مع الجيش خطر يا باسم وكان زمان - مش أوى - أى حد يجيب سيرة الجيش يتحبس لأنه بالنسبة للمصريين قدس الأقداس، ونصيحة بلاش تلعب بالنار، الجيش نار محدش يلعب بها أو معاها، ويا سيدى لما يبقى السيسى رئيس جمهورية أبقى أنتقده زى ما أنت عاوز، أما الآن وهو وزير الدفاع والبطل الأسطورى فإذا اقتربت منه تحترق، ونصيحة منى ألعب بعيد يا باسم. فكرة للتأمل ليس كل ما يلمع ذهباً