الدستور أنهى مسألة الرئيس الديكتاتور والطاغية وتوريث الحكم، بعد أن جعل مدة انتخاب الرئيس محددة بأربع سنوات ويجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة، هذا النص يجعلنا نختار الرئيس الجديد بعقولنا قبل قلوبنا، ويجب على كدابى الذفة وهواة الطبل والزمر التخلى عن النفاق الذى كان يمارس فى السابق وأدى إلى تحويل مصر إلى دولة متخلفة لعقود طويلة ووضع على رأسها حاكماً شبه إله. أى شخص يشرف برئاسة مصر وليس مصر هى التى تشرف به، تحتاج مصر فى هذا الوقت إلى رئيس يتمتع بصفات قيادية، يعمل حسابًا للشعب المصرى وينفذ ما يريده المصريون، ويحقق ما يصبون إليه، الشعب أحب المشير عبدالفتاح السيسى، ويطالبه بأن يكون رئيسه القادم، لأنه قائد شجاع يتمتع بكاريزما، انحاز لثورة 30 يونية، التى أسقطت حكم المرشد، وقال رقبتى فداء للشعب، وطلب تفويضًا لمواجهة الإرهاب فنزل أكثر من 33 مليون مواطن يقولون له لقد فوضناك، ويراه الشعب الأمين على مصر. الرئيس الذى تريده مصر، يجب أن يكون قادرًا على قيادة سفينة الوطن فى هذه الظروف العصيبة لإعادة الأمن وإنقاذ الاقتصاد من الانهيار، وحل مشاكل المواطنين من حيث التشغيل والعلاج والإسكان وتوفير الغذاء والقضاء على الفساد وإعادة مصر إلى موقعها الريادى وغالبية المصريين يرون فى المشير السيسى الشخص الكفء للقيام بدور ربان السفينة فى المرحلة القادمة لكن طريقة التعبير عن ذلك يجب أن تتفق مع الظروف التى وجدت فيها الانتخابات الرئاسية، وتلزم أن نستخدم العقل وليس القلب فى التعامل معها، فليس وسامة المشير السيسى هى التى ستجعل منه رئيسًا قويًا، أو تجعله الشخص المطلوب للمنصب، حكاية أهيم شوقاً وأذوب عشقًا، ولو بإيدى أسميه الوسيم عبدالفتاح السيسى، والستات معجبة بوسامته إلى هؤلاء أقول كفوا عن النفاق، الذى يعشق المشير السيسى يذهب إلى صناديق الانتخابات ويدلى بصوته له، وقبل ذلك يطلب برنامجه الانتخابى للاطلاع عليه، سيتقدم السيسى ببرنامج انتخابى للمصريين، سينتخبونه على أساسه، كما سيكون هناك منافسون له فى الانتخابات وسيقدمون برامجهم أيضًا، ومن حق الناخبين أن يفاضلوا بين برامج جميع المرشحين، السيسى ليس بطل سينما نهيم فيه عشقًا وكلما نشوف صورته نذوب حبًا وجمالاً فى هيئته، هذا تسطيح لشخصية قائد وضع روحه على كفه لإنقاذ مصر من السقوط فى قبضة الإرهاب، وأنقذ الشعب المصرى من الركوع تحت وطأة حكم فاشى بغيض يكره مصر والمصريين ويريد أن يحكمه بالقوة، السيسى سيقدم برنامجًا انتخابيًا قابلا للتنفيذ من خلال مدد محددة، وليس كمشروع النهضة الذى خدعنا به النظام الإرهابى الفاشى، فبدلاً ما نجلس نتغزل فى وسامة الرئيس الجديد، ونمارس النفاق الذى أسقطنا فى قبضة حكم ديكتاتورى فى السابق، وبدلاً من أن يخرج علينا بعض رجال أعمال نظام المخلوع يعرضون خدماتهم الفاسدة، يجب أن نجلس ونفكر كيف نساعد رئيسنا القادم على تعويم سفينة الوطن، كيف نمد له يد العون بأن نتجه للعمل والانتاج بجد ونخلص فى النوايا وأن ننكر ذواتنا لا أن نمسك طبلاً ومزامير ندور بها فى الحى نردد كلامًا قلناه قبل ذلك، وقادنا إلى الهاوية وحولنا الحاكم إلى ديكتاتور، وجنينا الحنظل من وراء حصائد ألسنتنا وأعمال أيدينا. أقول لهؤلاء من رجال أعمال ورجال دين إن السيسى لا يصلح معه النفاق دوروا على غيرها، اشتغلوا، وكدوا واجتهدوا وأخلصوا للوطن، وادرسوا برنامجه الانتخابى، وامنحوه أصواتكم فى الصناديق، وعندما يأتى السيسى رئيسًا، اعملوا أيضًا، وكدوا واجتهدوا لأن الله سيرى عملكم ورسوله والمؤمنون، وعندما تنتجون، ويقوى الاقتصاد، ويستقر الأمن يكون ذلك خير رد لجميل السيسى عليكم، أما الحناجر والميكروفونات فقد كانت فى زمن فات وثبت فشلها.