السيسى رئيس مصر القادم

منذ أن قامت الثورة والشعب فى انتظار قائد حقيقى لها، وكثيرون نسبوا هذا اللقب إلى البرادعى وعندما جاء أول اختبار جاد ليواجهه انسحب فورا وغادر البلاد كما فعل قبل ثورة 25 يناير، ومعظم النخبة السياسية الموجودة حاليا "بالبلدى لا تقدم ولا تأخر"، وعندما سمع المصريون صوت الفريق عبد الفتاح السيسى قبل 30 يونيو أطمئن الشعب المصرى بأنه لا مجال لإرهاب المواطنين، وهناك جيش يحميه من بطش نظام فاشى ومستبد، فلم ترهبه التهديدات بإشعال مصر ولم يخاف من المواجهة الدموية القادمة التى توعدوا بها إذا انحاز لرأى الشارع المصرى.
وعندما نجحت الثورة انسحب السيسى من المشهد السياسى كما وعد فاحترمه القاصى والدانى لأنه رجل يفى بالوعود، ولمس كل مواطن بسيط فى السيسى أنه رجل يعشق وطنه وتراب مصر، ولا مجال للحديث عن خيانة أو عمالة، فأنت تتحدث عن أحد رجال الجيش المصرى الذى وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم بأنهم خير أجناد الأرض.
ببساطة تجد نفسك أمام شخصية مصرية وطنية استطاع فى يوم أن يوحد شعب كان ممزقا مرة أخرى بكل فئاته، وأن يتشارك الجميع فى بناء مصر الثورة بدون انفراد فصيل بعينه، ولمواجهة الإرهاب فى مصر لم يفعل ذلك بقرار من تلقاء نفسه فقام بطلب التفويض من الشعب المصرى، فازداد احترما وتقديرا فى نفوس الذين شعروا أن هناك شخصا يرسى مبدأ أن السلطة للشعب وأن المصريين هم أصحاب القرار فى إدارة البلاد، وكان حازما فى مواجهة محاولات الإرهاب التى تمر بها مصر عامة وسيناء خاصة بحرب شاملة على بؤر الإرهابيين المنتشرين فى أرض الفيروز.
لذا فلم يعد هناك مظاهرات من جانب الفصائل التى كانت بالأمس معارضة فقد اطمئنوا بأن مصر الثورة فى أيد خير جنود الأرض كما قال عنهم رسولنا الكريم (ص).
حالة فريدة استطاع أن يفعلها السيسى بتوحيد كل الآراء حوله عدا الإخوان ومؤيدى المعزول بالطبع، وأنا لا أمجد فى شخص بعينه ولا أنافق ولكن هذا رأى قطاع عريض من الشعب المصرى الذى يتمنى أن ينتخب لمصر رئيسا كالسيسى.
لذلك فليس أمر غريب أن ترى نخب سياسية تدلى بتصريحات بالانسحاب من الانتخابات أمام السيسى وتأييده رئيسا لمصر، وتجد شباب يدشنون حملة توقيعات لمطالبة السيسى بالترشح للرئاسة وهم يحلمون بأن يروا رئيس لمصر سيد قراره لا ينتمى لجماعة ولا يعمل لمصالح آخريين، رئيس يحنو على الشعب ولو بكلمة من القلب وليس نفاق، رئيس يعيد كرامة المواطن ويعمل على مصالح الوطن والشعب وليس لمصالح شخصية.
هل علمتم لماذا السيسى يجب أن يكون رئيس مصر القادم، حتى يتعلم كل رئيس قادم كيف يكون قائد لمصر.