موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    مصر تستعد لوظائف المستقبل    تتراجع الآن أسعار الذهب اليوم فى السودان وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 8 مايو 2024    اعرف تحديث أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 8 مايو 2024    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    برلماني: الحوار الوطني وضع خريطة استثمارية في مصر للجميع    تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 8 مايو 2024    قبل بداية الصيف.. طرق لخفض استهلاك الأجهزة الكهربائية    «الألماني للسياحة»: توقعات بزيادة الليالي السياحية خلال بطولة يورو لكرة القدم يوليو المقبل    تأجيل محاكمة ترامب بقضية احتفاظه بوثائق سرية لأجل غير مسمى    غارات إسرائيلية على عدة بلدات جنوب لبنان    العاهل الأردني: سيطرة إسرائيل على معبر رفح ستفاقم الكارثة الإنسانية في غزة    الأونروا: مصممون على البقاء في غزة رغم الأوضاع الكارثية    أبطال فيديو إنقاذ جرحى مجمع ناصر الطبي تحت نيران الاحتلال يروون تفاصيل الواقعة    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    المصري يتمسك بالمشاركة الأفريقية حال اعتماد ترتيب الدور الأول    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    تفاصيل زيادة الحضور الجماهيري بالمباريات المحلية والأفريقية    جريشة: ركلتي جزاء الأهلي ضد الاتحاد صحيحتين    الحديدي: كولر «كلمة السر» في فوز الأهلي برباعية أمام الاتحاد السكندري    آنسات الأهلي يهزم الزمالك في بطولة الجمهورية للكرة الطائرة    هل نقترب من فجر عيد الأضحى في العراق؟ تحليل موعد أول أيام العيد لعام 2024    مصدر أمني يكشف تفاصيل إطلاق النار على رجل أعمال كندي بالإسكندرية    ارتفاع درجات الحرارة.. والأرصاد تحذر من ظاهرة جوية تؤثر على حالة الطقس الساعات المقبلة (تفاصيل)    ضبط تاجر مخدرات ونجله وبحوزتهما 2000 جرام حشيش في قنا    زاهي حواس: عبد الناصر والسادات أهديا قطعًا أثرية إلى بعض الرؤساء حول العالم    الأبراج التي تتوافق مع برج العذراء في الصداقة    ياسمين عبد العزيز: فيلم "الدادة دودي" لما نزل كسر الدنيا    معجبة بتفاصيله.. سلمى الشماع تشيد بمسلسل "الحشاشين"    ياسمين عبدالعزيز تكشف حادثًا خطيرًا تعرضت له لأول مرة.. ما القصة؟    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    دار الإفتاء تستطلع اليوم هلال شهر ذى القعدة لعام 1445 هجريًا    الكرخ: نرفض عقوبة صالح جمعة القاسية.. وسلكنا الطرق القانونية لاسترداد حقوقنا    طبيب الأهلي يكشف تفاصيل إصابة الثنائي ربيعة وكوكا    سليمان جودة: بن غفير وسموتريتش طالبا نتنياهو باجتياح رفح ويهددانه بإسقاطه    عزت إبراهيم: الجماعات اليهودية وسعت نفوذها قبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي    أسامة كمال يشيد بدور الشيخ إبراهيم العرجاني ويترحم على نجله الشهيد وسيم    ياسمين عبد العزيز: النية الكويسة هي اللي بتخلي الشغل ينجح    اليوم.. ذكرى رحيل فارس السينما الفنان أحمد مظهر    اليوم، تطبيق المواعيد الجديدة لتخفيف الأحمال بجميع المحافظات    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    في يوم الربو العالمي.. هل تشكل الحيوانات الأليفة خطرا على المصابين به؟    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    الشعب الجمهوري بالشرقية يكرم النماذج المتميزة في صناعة وزراعة البردي    مراقبة الأغذية بالدقهلية تكثف حملاتها بالمرور على 174 منشأة خلال أسبوع    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مأمون فندي مدي المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية : «السيسى» خطر على الغرب! المصريون سيجبرونه على الترشح للرئاسة بالتوقيعات

كيرى أمر الإخوان بخوض الانتخابات الرئاسية خلال اجتماعه بهم فى المقطم، ولم يبال عندما اختاروا «بقال» مثل مرسى لهذا المنصب.. واحدة من أهم عبارات د. مأمون فندى مدير المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية بلندن خلال حوارنا المطول معه، وهاجم بشدة النخبة المصرية مؤكدا أنه ليست فى مصر نخبة بل مجموعة من المهرجين يحترفون إيهام الناس، والنخبة الحقيقية انزوت عن العمل العام لأنه أصبح مهينا لمظهريته!

وقال فندى إن النور حزب على غير مسمى فيجب أن نسميه الظلام ويعتمد على الانتهازية السياسية، مؤكدا أن فكرة الدين أكبر من الوطن والنور هو بديل الإخوان الذى يقترحه الأمريكان للإبقاء على حالة التناحر فى المجتمعات وإشغالها عن التنمية بالنزاعات الدينية.. وأكد أن التنظيم الدولى للإخوان متواجد فى الخارج ويمولبسخاء من قطر وتركيا، وأضاف أن حكومة الببلاوى لا تعرف من أين تنقلنا وإلى أين؟!
∎ماهو تعليقك على محاولة اغتيال وزير الداخلية ؟

- الجماعات المتطرفة تعلنها صراحة أن ردهم على اليد الممدودة هو التفجيرات. رسالة واضحة لمن يدعون إلى المصالحة

∎كيف يمكن مواجهة هذه الهجمة الإرهابية؟

- المواجهة هى العزل الاجتماعى.

∎أنت متواجد فى لندن.. هناك رؤية أوسع أكثر وموضوعية لمن يعيش فى الخارج.. فما رأيك فى تطورات المشهد المصرى الآن منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن؟

- ما حدث ان الجماعة أتت لتحاول تغيير الهوية المصرية لصالح تنظيم عالمى متعدد الهويات أخطبوطى غير معروف المسئول عنه أو رأسه، ومن يحرك المنظمة الأكبر، من يقرأ مواقف القوات المسلحة المصرية جيدا يعلم أن المؤسسة العسكرية منحازة إلى جانب شعبها.. وذلك لوجود علاقة غريبة من نوعها بين الشعب المصرى وبين الجيش أو المؤسسة العسكرية، وأغلب الشعب من رجاله وشبابه خدموا فيه، فى كل الدساتير من حق المواطن أن يسحب صوته ممن انتخبه لأنه لم يعط شيكا على بياض للرئيس ليفعل ما يحلو له فى حال فوزه متى ما رأى أن الاتفاق الذى عقده بينه وبين الرئيس تم الإخلال به، وهو الأمر أو الوصف الذى فشلنا فى توصيله للغرب.

∎هذا يفسر موقف عداء الغرب وأمريكا للثورة الثانية؟

- نعم نحن فشلنا.. ولكننا لم نفشل تماما بالدليل أنه لم يوجد موقف رسمى لأى دولة أعلنت أن ثورة الشارع المصرى فى 30 يونيو هو انقلاب عسكرى، باستثناء قطر وتركيا وجنوب أفريقيا وفنزويلا، أربع دول من بين 190 دوله فهم ليس لديهم تأثير على الرأى العام العالمى، ولكن هناك تضليلا اعلاميا من وسائل الإعلام الغربية التى وصفت ما حدث بالانقلاب العسكرى، وصناع القرار فى مصر استطاعوا أن يفرقوا بين ما تنشره وسائل الإعلام وبين المواقف الرسمية للدول.. وهذا دور الخارجية المصريةفى توضيح وشرح الصورة للعالم الخارجى ليفهموا الأوضاع فى مصر بشكل أفضل وتكوين صورة حقيقية لبناء مواقف صحيحة.

∎لماذا إذن الموقف الأمريكى والأوروبي سلبى تجاه الثورة المصرية وداعم للإخوان؟

- علينا اليوم أن نضع فى الاعتبار الموقف الأمريكى والغربى قبل تدخل السعودية والإمارات وبعده، لأن موقف أوروبا وأمريكا اختلف بعد تدخلهما وهو علامة فارقة فى الدبلوماسية الخليجية، عندما أعلنتا دعمهما للشعب المصرى فى حربه على الإرهاب، فى رسالة أنه لو خير قادة الخليج بين أموال أمريكا والغرب واستثماراتهما فى مقابل الحفاظ على علاقتهم بمصر لفضلوا الوقوف بجانب مصر ودعمها ماليا واقتصاديا وسياسيا، وهذا ما أكده الأمير سعود بن فيصل أثناء زيارته لفرنسا، والشيخ عبد الله بن زايد فى بريطانيا، وهو موقف مشابه للملك فيصل أثناء حرب أكتوبر عندما رفض إمداد الغرب بالبترول لدعم مصر، وهذا ما فهمه الغربفى أنه سيدفع ثمن معاداته للدولة المصرية أو لدعمه المستمر لجماعة الإخوان وتضرر مصالحه الاقتصادية مع دول الخليج، ليستوعب أن مصر لديها ثقل إقليمى فى المنطقة العربية وأنها ليست دولة وحيدة مثل رواندا أو بوروندى على سبيل المثال، ولاندير ظهرنا له وترك تلك المساحة لجماعة الإخوان الذى تتمناه الولايات المتحدة، بل علينا ان نشتبك معهم سياسيا وإعلاميا لتوضيح الموقف، علينا الذهاب لهم وشرح الموقف حتى لا نعطى فرصة للإخوان بالتواجد والتمدد دوليا على حساب حقيقة الأحداث، ونرجع إلى الوراء فى موقف الإخوان قليلا بعد انتخابات مجلسى الشعب والشورى، كان هناك إعلان واضح بعدم نية تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية.. ولكن فى ذلك الوقت قام جون ماكين وجون كيرى بزيارة المرشد فى مكتبه بالمقطم، ولم يكن كيرى قد تولى الخارجية الأمريكية بعد، وتم الاتفاق على دخول الإخوان السباق الرئاسى، الإخوان صناعة هذه اللقاءات فى الأول المثلث (آن باترسون - بديع - ماكين).

∎وهل التحالف بين الولايات المتحدة والإخوان سبب كاف لمعاداتها للتغيير الثورى فى مصر؟!

- نعم وهذا بدأ منذ سنوات وما نبهت إليه عام 2003 عندما أجرى الإخوان حوارا مع الأمريكان فى قطر، وهذا اللقاء جاء وفقا لتصور أمريكى لتقسيم العالم الإسلامى وضعته بعد أحداث 11 سبتمبر، وبعدما قررت الولايات المتحدة أنها لن تدخل فى صراعات مسلحة فى مواجهة مع دول العالم الإسلامى بعد حربها على العراق، بل خلق صراعات داخلية بين اليمين المتطرف والمعتدل، بين الشيعة والسنة ودخول المنطقة فى نزاعات أهلية تجنبها هى الحرب المباشرة وتضعف المنطقة لتظل مسيطرة على نفطها، وكانت البداية من مصر وسوريا ثم يأتى الدور على دول الخليج ، وعندما درست الموقف وجدت أن الإخوان هى الجماعة التى سيكون بمقدورها القيام بهذا الدور.. لأنها الجماعة الأكثر تنظيما وتواجدا فى الدول الإسلامية، ولتجنيب الغرب أحداثا مشابهة لأحداث 11 سبتمبر، ولهذا كان اتفاق مرسى مع حماس الذى وجدنا من خلاله التزام حماس بعدم إطلاق صاروخ واحد على إسرائيل خلال حكم الإخوان، ولكن ثورة الشعب فى 30 يونيو لم تكن ضمن سيناريوهات الولايات المتحدة، ولهذا أصيب الموقف الأمريكى بالارتباك لأنه لم يفهم ما حدث، عبقرية 30 يونيو فى خروج الشعب المصرى الذى خرج لإسقاط مرسى وجماعته ليفسد عن دون قصد المخطط الاستراتيجى للولايات المتحدة فى تفتيت المنطقة، ولهذا كان هناك عداء من السياسة الأمريكية لتلك الثورة.

∎لماذا أصيبت الشخصية المصرية بالخوف؟

- يجب أن نتكلم بأمانة إن هناك ممثلين على خشبة المسرح وهناك من يوهم الناس أنه ممثل للتيار الليبرالى وآخر ممثل للتيار الإسلامى ولكن الشخصية المصرية لا هى إسلامية من الإخوان ولا ليبرالية من جبهة الإنقاذ، الاثنان يتصارعان على حكم مصر ولكنهما لا يمثلان المواطن المصرى، كم من قيادات جماعة الإخوان من محافظات أسوان أو مطروح أو بنى سويف.. إلخ؟ قيادات الإخوان هم مجموعة من القاهريين محددة، وهى نفس الموضوع بالنسبة لجبهة الإنقاذ التى لا تمثل إلا منتجعات القاهرة.. فهى لا تعبر عن مواطنين عين شمس أو المطرية أو بولاق.

الشعب المصرى صاحب المخزون الحضارى يستطيع أن يشم من مع المصلحة الوطنية ومن ضده، لهذا تجدين هناك تأييدا للجيش لم تحظ به لا جماعة الإخوان أو جبهة الانقاذ، لأنه يقدم الأمان للمواطن وهذا الأمان لا يستطيع أن يقدمه لا الإخوان أو الانقاذ، أيضا يجب أن نعرف أن المسافة بين الليبراليين فى مصر والإسلاميين قصيرة للغاية لأنه لا يوجد خلافات كبيرة بينهما، بدليل ذهاب بعض المنتمين للتيار اليسارى إلى التيار الإسلامى فى وقت ما، هو اختلاف مظهرى بين الجلابية والزبيبة ولا البنطلون الساقط، الشخصية المصرية محافظة نهرية ومجتمع له منظومة قيم من العيب والحلال والحرام سواء مسيحى أو مسلم فهو غير متطرف دينيا ولا متطرف دنيويا، ولهذا لا الإنقاذ ولا الإسلاميون ولا الليبراليون يمثلون الشعب المصرى لأن المزاج المصرى العام مزاج معتدل، ولكن ما يحدث هو خلق صراعات وهمية تليفزيونية بين ممثلى المسرح من الليبراليين والإسلاميين، هناك فرق بين مصر التليفزيونية ومصر الحقيقية، لا يستطيع أحد أن يملى شيئا على الشخصية المصرية، وابن خلدون قال جملته الشهيرة إن الإسلام عندما جاء إلى مصر تمصر أكثر من أن المصريين اسلموا وهذا يدل على قدرة الهوية الحضارية المصرية فى احتواء كل ما هو قادم وتقديمه بالشكل المصرى الذى يتناغم معها، وما يحدث الآن من اختلال هو أن هناك فقدا فى تلك الثقة الحضارية واهتزازا فى فاعليتها وللأسف نحن سببها

∎تقصد من فى كلمة «نحن» تعنى النخبة؟

- لا يوجد فى مصر نخبة، ولكن نحن لدينا مهرجون يستطيعون إيهام الناس بالعمل على مصالحهم ولكنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية، لأن النخبة هى شريحة من المجتمع تمثل مصالحه، وهى تعنى زبدة المجتمع أى أفضل وانقى وأحسن من فى المجتمع، وهؤلاء انزووا عن العمل العام لأنه مشين ومهين وبه من المظهرية، وما نراه ممن يقومون بتلميع أنفسهم إعلاميا ضد طبيعة المصرى الخجول الذى لا يتحدث عن نفسه الخلوق بطبعه، أما ما يحدث ليس من بلطجة ورفع سلاح أو التظاهر بمعرفة ربنا ليس من الشخصية المصرية على الإطلاق.

∎وما رأيك فى دعاوى الأقصاء؟

- هذه مشكلة تتمثل أنها فى طبيعة المجتمع المصرى وهذا ما كنا نخشاه أعقاب 25 يناير وكنت موجودا فى فترة ال18 يوما فى ميدان التحرير، ولكن الإقصاء التام جاء بعد 25 يناير عندما طرح الإخوان كلمة فلول على المجتمع، ويومها كتبت مقالة عنوانها «الفلول ضرورة وطنية»، لأنه ليس من الصواب أن يعبر المجتمع بأكمله الضفة الأخرى من النهر.. بل يجب أن يكون هناك جزء على الضفة الأخرى لتحقيق التوازن المجتمعى والسياسى وهذا ما يحدث فى أوروبا وأمريكا، هناك جمهوريون وديمقراطيون، محافظون وعمال، هناك يمين محافظ وتيار ليبرالى ويسارى، لكى تسير القافلة يجب أن تكون هناك كتلتان من البشر فى مقابل بعض لتحقيق توازن وللتعبير عن جميع مطالب الشعب بتوجهاته، ولكنهم يشتركون فى هدف تحقيق الأفضل لمجتمعاتهم، ولكن ما يحدث فى مصر أنهم يتسابقون على السلطة، ويقومون بتخوين الآخر والتشكيك فى مصداقيته وكل يدعى أنه على الصواب الكامل والرؤية الأوسع.

∎كنت قريبا من دوائر صنع القرار الأمريكى والآن الإنجليزى فكيف يتم اتخاذ قرار تجاه دولة بحجم مثل مصر؟

- اتخاذ القرار مبنى على جزء كبير على المصالح وأحيانا مبنى على صورة مغلوطة ونقص فى المعلومات... وللأسف نحن ننتظر الإعلام الغربى أن يقوم بتعريف الصورة نيابة عنا وأحيانا تكون مشوهة، الحكومة المصرية لم تقدم بطاقة تعريف عن نفسها وعن موقفها ونعتمد على المعرفة المسبقة، نحن حتى الآن لم نقدم له وجبة كاملة متكاملة عن الأوضاع فى مصر، لا نزال نحتاج لمجهود كبير حتى نوضح موقف مصر جيدا للعالم الغربى، الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة لن تذهب لدولة لتقدم نفسها بل على العكس الدول تذهب إليها لتقديم نفسها، لأن لديها خططا مشغولة بها بدلا من الذهاب لكل دول العالم، ولكن المهم هو أننا يجب أن نحدد ماذا نريد من شراكتنا مع الدول، جزء من مشكلة مصر اختلاط المصالح الخاصة بالمصالح العامة وهو الأمر الخطير الذى يؤثر فى علاقتنا بالخارج، لأنه لا يعلى مصلحة الوطن عندما يشارك الغرب بل يعلى المكاسب الشخصية التى سيجلبها، الهرم فى مصر للأسف مقلوب، ومثال على ذلك إذا قارنا بين أسطح العمارات فى لندن ومصر ستجدين أن سطح المنزل فى لندن يكون أغلى من بقية الشقق السكنية الموجودة لأنه مزين بالورد والزرع ويطل على المناظر الجميلة، عكس مصر تماما حيث السطح لسكن بواب العمارة ونشر الغسيل وتربية الطيور والبهائم، قياسا على ذلك العمل السياسى فى كلا المجتمعين حيث إن من فى قمة الهرم يجب أن يكون نظيفا غير ملوث ورائحته نظيفة ويرفض ظهور المتلوثين فى العمل السياسى لأنه يجب أن يثق فيه الناس بأنه لن يسرقهم لصالحه، أما فى مصر فقمة الهرم هو نفاية المجتمع السياسى.. وبالتالى عندما كنا نقول فلان فاسد فتكون الإجابة: «إيه يعنى مبارك فاسد»، يجب نعيد النظر فى رؤيتنا لأنفسنا حتى تكون قمة الهرم السياسى والثقافى هى أنقى وأفضل ما فى المجتمع.

∎ما تعليقك على حزب النور ومواقفه فى افتعال أزمات بشكل دائم؟

- أولا «النور» هو حزب على غير مسمى.. كان الأولى له أن يكون حزب الظلام، فكرة حزب النور أنه مجموعات سلفية مختلفة تجمعت بسبب قهر نظام مبارك لها وما يجمعها هو الزبيبة واللحية والجلباب.. لا يوجد رابط فكرى وهم ليس لديهم رؤية تنموية للوطن، كما أنه ليس لديه سابق خبرة فى العمل العام أو الإدارى، بل اعتمد فى نظامه أثناء الانتخابات على «أنا راجل بتاع ربنا»، وهى مشكلة لأن هذا التعريف لنفسه تعريف استعلائى على بقية الناس، وهو نوع من الغرور الثقافى والفكرى، كما أننى اعتقد أن الدين هو علاقة العبد بربه لا يجب أن تتحول إلى وظيفة لأنه انحطاط ثقافى، كلنا مسلمون، والدعوة ليست وظيفة.. ومن يقوم بذلك فهو سلوك غير محترم وعلينا عندما نواجههم بأن نقول لهم هذا سلوك انتهازى، وإدخال الإله فى العملية السياسية هو نوع من النصب والاحتيال..والنظام العالمى الآن مبنى على دول وليس على كيانات دينية تجمع عدة دول مشتركة، الجماعات الدينية خطر على فكرة الدولة والوطن ويؤدى إلى تفكيكه، الأساس فى المواطنة وحق الوطن وحقوقى فيه وليس على الأفضليةالدينية.

∎هل تعتقد أن حزب النور باب خلفى للجماعات الجهادية وللإخوان؟

- نعم، هم بديل للإخوان وهو ما رسمه الأمريكان لهم من دور، بقاؤهم على الساحة يضمن تناحر المجتمعات وعدم نهضتها، ووظيفتهم إلهاء البشر عن التطور والتقدم بسبب النزاعات الدينية، لذلك أنا ضد من ينادون بما يسمى بالمصالحة الوطنية.. لأن الأساس فى المصالحة ليس المصالحة نفسها ولكنه الوطن نفسه ومن يركزون على الفكرة الدينية فالدين فوق الوطن، وهو فضاء رحب أوسع من الوطنية واستخدام الدين فى السياسة يبعدنا عن فكرة الوطن،حتي لا نفاجأ بهم يفعلون مثلما فعل الإخوان،ويجب على حزب النور أن يقدم مجموعة أدلة وقرائن توحى بعدم انتمائه لأى كيانات خارج الحدود فكرية أو تنظيمية.

∎هل هناك وجود فعلى للإخوان فى الغرب أم هو تهويل إعلامى؟

- هناك وجود فعلى لجماعة الإخوان كتنظيم عالمى وبرعاية كاملة من قطر وتركيا وتمويل غير محدود منهما، وبهدف ضرب مصر لأنها لديها مخزون من الطاقة والموارد.. إذا ما تم استخدامها وتوظيفها بالشكل الأمثل ستكون قوة عظمى فى الإقليم وهو مالا تريده إسرائيل والمثلث (قطر - إسرائيل - تركيا) هو مثلث الخطر على الأمن المصرى وعلى مصالحنا الاستراتيجية، وعلى مصر أن تعرف جيدا من أصدقاؤها فى الإقليم والمتمثل فى (السعودية - مصر - الإمارات) لمواجهة مثلث الخطر.

∎المسلمانى أعلن فى نهاية الأسبوع الماضى أن مصر سيكون لها معايير ديمقراطية كدولة بحلول نهاية ,2014 والنهوض الفعلى لها سيبدأ من ,2015 فما تعليقك؟

- كلام فى غاية الخطورة لأنه يعنى ببساطة وجود الحكومة الانتقالية لها زمن محدد.. وأن تمد عملها حتى نهاية 2015 شىء مقلق، وكان يجب أن تكون هناك حيطة وحذر فى الكلام وعدم إعطاء معدل زمنى لأى شىء لأن ما أوقعنا من قبل تلك المشروعات ذات الجدول الزمنى مثل مشروع النهضة وال100 يوم، وبناء معايير دولة مدنية حديثة لا يبني فى عام.. بل يأخذ وقتا وسنوات، وقد يكون كلامه من باب الأمل.

∎ما هو تقييمك لحكومة الببلاوى حتى الآن أمنيا وسياسيا واقتصاديا؟

- على مستوى الأمن فهو تقدير جيد، اقتصاديا لم يحقق أى شىء لأن الوقت ضيق، ومشاكل مصر الاقتصادية متوارثة، وبالتالى لم تحقق شيئا حتى الآن، أما سياسيا فهناك حالة ارتباك لما هو مطروح مثل الحكومة الانتقالية، لا يوجد رؤية واضحة للانتقال من أين إلى أين، لابد من توصيف الوضع الحالى وتوصيف ما نحن مقبلون عليه، وتقييمى للوضع متمثل فى الاختيار وكل الوجوه التى جاءت فى الحكومات التى أعقبت الثورة المصرية الأولى حتى الآن هم رجال الصف الثانى والثالث من رجال مبارك، والدكتور حازم كرجل حكومة هو شخص مهم ولكن كان عليه أن يأتى بما يدل على وجود ثورة حدثت مع كل تقديرى له، كأننا لدينا 200 وجه ما المانع من توسيع الرؤية والخروج عنعالم مبارك المجيء بوجوه جديدة على المجتمع لديها رؤية عن العمل العام والوضع القائم ولديها كفاءة، وهو ما ينطبق على دكتور مصطفى حجازى المستشار السياسى للرئيس، لابد أن يفتح باب الأمل للمصريين وأن نادى أن حكم مصر مفتوح لكل المصريين ممن لديه القدرة والكفاءة والرؤية.

هناك تنافس على مناطق النفوذ وهى لا تقتصر على الشرق الأوسط فقط بل موجودة أيضا فى أفريقيا، فهناك معركة ضارية بين الصين والولايات المتحدة وشرسة وتتمركز فى مد النفوذ فى الدول التى لديها بترول ويورانيوم، فنجد مثلا الشركات الصينية مثل شركة (سى كوم) سيطرت على حق التنقيب على البترول واليورانيوم فى بعض الدول الأفريقية مثل جنوب أفريقيا وجنوب السودان ونيجيريا، هناك تنافس محتدم بينهما، من جانب آخر نجد أن روسيا هزمت استراتيجيا فى ليبيا وفقدت آخر تواجد لها فى الشرق الأوسط، وبالتالى نجد لها دعم دائم لسوريا ومصر، كذلك فرنسا التى تريد مد نفوذها على المغرب العربى وبلاد الشام، ولكنها ليست حربا بالمعنى القديم بين المعسكر الشرقى والغربى.

∎هل تعتقد أن يعود فلول الوطنى مرة أخرى إلى الحياة السياسية؟

- كلمة فلول هى اختراع إخوانى، لعمل فزاعة للشعب المصرى من النظام القديم، ولكن يجب أن نعترف أن هناك مجموعات ذات مصالح موجودة فى كل الأنظمة وتركب الموجة لدعم مصالحها، عندما كان فى مصر نظام ملكى استفادوا ودعموا النظام الملكى.. وعندما قامت ثورة يوليو ركبوا الموجة ودعموا التيار الاشتراكى، وعندما جاء الإخوان قفزوا من الحزب الوطنى وركبوا لحية وزبيبة والتحقوا بالإخوان، يكفى أن أقول إن أقرب مستشارى الشاطر ومالك السياسيين والاقتصاديين كانوا مستشارى جمال مبارك وأعضاء فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى وبدون ذكر أسماء، أتمنى أن ظاهرة مجموعات المصالح الخاصة تنتهى من الحياة السياسية فى مصر، يجب أن نعطى فرصة لظهور أسماء جدد وفرز قيادات جديدة تعمل من أجل المصلحة العام وليس مصالحها الشخصية.

∎لماذا يعتقد الغرب أن الفريق عبد الفتاح السيسى هو الرجل الفعلى الذى يقود البلاد وليس الرئيس المؤقت عدلى منصور؟

- لأن هناك إحساسا لدى الغرب أن أدوات القوة تمتلكها القوات المسلحة وهذا الرجل الأكثر قوة لأنه صاحب القدرة الحقيقية على الأرض عندما أصدر البيان بعزل الرئيس مرسى، أيضا الإجماع الشعبى وخروج الناس تلبية لطلب السيسى فى تفويضه للحرب على الإرهاب، خرجت ملايين لم نرها حتى فى عهد عبد الناصر، هناك نوع من الكاريزما الوطنية التى لا يمكن تجاوزها أو غض النظر عنها، حتى المصريين أنفسهم مع احترامى الكامل للرئيس عدلى منصور على قناعة بأنه الرجل الأول للدولة لأنه رجل ذو مصداقية، لأنه أنقذ مصر من ورطة الإخوان، وبالتالى الرئيس عدلى منصور يقوم بمهامه ولكنه ليس الشخصية الطاغية على المشهد السياسى والشارع المصرى.

∎لماذا يتم الترويج للسيسى على أنه ناصر 2013؟

- أولا هناك فريقان ورؤيتان من الداخل والخارج للفريق السيسى، الغرب ينظر له على أنه عبد الناصر لأن لديه مقومات أن يقود مصر ويذهب بها مثلما فعل عبد الناصر وهو ما يمثل عنصر خطر عند الغرب، فى مصر الشارع المصرى يتطلع وبشدة لوجود شخصية مثل عبدالناصر، هناك أمل عند المصريين وأمانى عند الكثيرين بأن يرشح السيسى نفسه لانتخابات الرئاسة، ولو قام ورشح نفسه لانتخابات الرئاسة سيفوز لأنه استطاع أن يثبت أنه قادر على التحرك فى الظروف الاستثنائية، وتعريف الشخصية الكاريزمية فى العلوم السياسية على أنها الشخصية التى تقرر أنه يخاطر بكل شىء متخذة قرارات استثنائية فى لحظات تاريخية غير مضمونة العواقب ويتخذ قرارا لإنقاذ شىء أكبر منه ومن مصالحه، جزء من السيسى ليس الشخص وإنما السيسى الظرف التاريخى والأجواء التى ساعدت فى ظهور هذه الشخصية، هو عسكرى كلامه منظم وهو ظاهرة لا تخطئها العين، ومن يحاول أن يقلل من أهميته لا يفهم فى السياسة، السيسى أصبح مثل رجل جمع أكبر رصيد فى البنك.. ولكن السؤال كيف سينفق هذا الرأس مال الشعبى، هل يكتفى بأن يكون وزيرا للدفاع ويصيب كثيرين بالإحباط ويخسر هذا الرصيد؟ أم سيأخذه فى اتجاه تنمية هذا الوطن أم يقامر بهذا الرصيد فيخسره، هو نفسه أصبح بين مفترق الطرق أو نقطتين إما أن يظل الجنرال عبدالفتاح السيسى الذى خرج له ال30 مليون، ويحظى بالاجماع الشعبى إذا ما رشح نفسه أو يخذل من خرجوا لتأييده وهذا سيأخذ الكثير من رصيده.

∎هل تعتقد أن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة على الرغم من النفى المستمر؟

- لا أعتقد أنه يرشح نفسه ولكن سيحدث معه مثلما حدث مع تمرد أن يتم تجميع توقيعات لمطالبته للترشح لانتخابات الرئاسة.

∎ولكن هذا سيكون تحديا للمطالبين بمدنية الدولة وعودة للدولة العسكرية؟

- فى مصير الأوطان لا يتم تحديده بما نقوله فى الشارع، مدنية الدولة وأو عسكرية، يجب أن ندرك أننا فى وطن كان فى طريقه إلى الانهيار الكامل، وهذا البلد يحتاج إلى قائد بمواصفات معينة مثل رئيس دولة لا يصلح أن آتى بليبرالى يقود بلد على حدودها حرب، لا يجب أن نخطئ مثلما أخطأ الإخوان عندما أتوا ببائع بقالة وجعلوه رئيسا للجمهورية، فى النهاية يجب أن ينضج الشعب ويفهم أن مقومات القيادة لها مواصفات محددة، وهذا الرجل أثبت أنه متحمل للمسئولية لم يقفز من السفينة أو يهرب مثلما فعل البرادعى، الذى استقال فى لحظات حرجة، والسؤال: هل تستطيعين أن تسلمى الدولة لرجل يجرب فينا وهل الوطن يحتمل فكرة التجريب فى الوقت الحالى؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.