وحاليا يعد مع الشاعر جمال بخيت والملحن فاروق الشرنوبى والموزع الشاب أحمد بدر والمخرج حاتم سيد لاعادة توزيع وإخراج أغنية «لم الشمل» وهى دعوة للم الشمل العربى وخاصة بعد الموقف الإيجابى الذى اتخذته بعض الدول العربية تجاه مصر ضد الإرهاب، وأيضا دعوة للعمل على أنفسنا وعدم الاعتماد على دول الغرب، وهى الاغنية التى قدمها لأول مرة عند غزو العراق للكويت وما نتج عن ذلك من تفكك للامة العربية.. ومؤخرا تعرض على لعملية سطو من قناة «الجزيرة» حيث عرضت أعماله على انها مغناه لصالح الرئيس المعزول، مع تركيب مشاهد من المظاهرات المؤيدة له، تحدثنا معه فى هذا الحوار عن تلك القضيه إلى جانب القضايا التى تهم الوطن بعد رحيل الاخوان. كيف ترى مستقبل الغناء بعد الاخوان؟ لاشك فى أن تعيين وزير إعلام إخوانى ثم وزير ثقافة ينتمى لنفس الفكر جعلنا نتأكد من أن وجود الإخوان كسلطة حاكمة فى مصر كان سيؤثر على شكل الفن والثقافة تأثيرا سلبيا. ولكن كانت هناك مواقف قوية وجريئة من معظم العاملين بالإعلام فى مبنى التليفزيون لمقاومة أخونة الإعلام، وكذلك اعتصام الفنانين داخل وزارة الثقافة كان موقفا عظيما شاهده الشعب المصرى والعالم أجمع وكان له تأثيرا كبيرا بجانب حركة تمرد على قيام ثورة 30 يونيو. لذلك انا متفائل برحيلهم جدا. هل أنت متفائل إزاء الأوضاع فى مصر بعد رحيلهم؟ المشهد السياسى الآن ينبئ بقدر من الطمأنينة، فدولة الإخوان قد سقطت بالفعل وما تبقى منها (حلاوة روح) لن تستمر طويلا، فلقد كنا متوقعين بعد فض الاعتصامين أن تحدث جرائم أكبر وأكثر ولكن هروب بعض قادة الإخوان واعتقال البعض الآخر جعلت خططهم الإرهابية التى كانوا يخططون لها تفشل. أما الغرب الآن فقد بدأ يغيّر لغة خطابه تجاه مصر بعد أن تأكد أنها ماضية فى طريقها إلى خارطة طريق مستقبلية واضحة دون أن تعبأ برأى أمريكا أو غيرها. ويتم الآن وضع بدستور جديد لا يصنعه فصيل واحد ويشترك فى وضعه كل الأطياف، كما أن الاتجاه إلى نظام رئاسى برلمانى يعتبر توجها عاقلا ورشيدا ينقذ شعب مصر من التشتيت فى محاولة البحث عن الزعيم المخلّص. وبالفعل الشعب مطمئن لوجود الفريق أول عبدالفتاح السيسى كرجل يقف بشجاعة ليرعى مصالح هذا الوطن دون أن تكون له أية أطماع فى رئاسة أو حكم البلاد، وقد أقسم على ذلك وهذه كلمة رجل عسكرى يحترم وعده ولا يكذب لأنه ليس إخوانيا، ومن ناحية أخرى هو يعرف رغبة الشارع المصرى فى أن يعيش فى ظل حكم مدنى. هل توقعت رحيل مرسى بهذه السرعة؟ بالتأكيد كنت أطمئن لرحيل مرسى فى كل يوم أشاهد فيه سيدة تضرب رأسها بالحذاء لأنها اختارته وفى ندم كثير من المثقفين على ترشيحهم له، وعندما رأيت شعب بورسعيد الباسل يقف وقفة رجل واحد يتحدى أن يذهب مرسى إليهم، ثم غضب الشعب الذى بدأ يزداد بعد الإعلان الدستورى الدكتاتورى ومحاصرة المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى وتعيين النائب العام الإخوان وسقوط شهداء أمام قصر الاتحادية ومكتب الإرشاد وسكوت مرسى على مقتل ال 16 جنديا الذين استشهدوا وقت الإفطار فى رمضان 2012 بل إنه لم يكلف نفسه حضور جنازاتهم وأيضا لم يكلف نفسه زيارة أهالى الخمسين طفل الذين استشهدوا فى حادث تصادم، والعديد والعديد من الأخطاء المشينة والكذب المستمر على الشعب الذى أصبح يعانى من الظلام وسط أكوام القمامة فى كل شبر من أرض مصر، ونقص الوقود، وزاد اطمئنانى لقرب رحيل مرسى والإخوان بعد أن وقّع أكثر من عشرين مليون مصرى على ورقة تمرد مطالبين بعمل انتخابات رئاسية مبكرة، ولكنى لم أكن أتوقع أن يرحل مرسى وأن يزول حكم الإخوان بهذه السرعة. لماذا لم نستطع اقناع الغرب بثورة 30 يونيو هل كان للاعلام دور فى ذلك؟ لم نستطع إقناع الغرب بأن خروج الشعب المصرى إلى الشوارع يوم 30 يونيو بأعداد فاقت فى تقديراتها الأعداد التى خرجت فى ثورة 25 يناير 2011، هو الذى أقنع الفريق السيسى بأن الشعب قد أعلن عن رفضه للإخوان محمد مرسى، فخرج على العالم يوم 3 يوليو ليعلن عزل محمد مرسى بناء على رغبة الشعب، ولم نستطع إقناعهم بأنها ثورة وليست انقلابا لسببين: أحدهما.. أن مصر كانت دائما لديها تقصير مع الآلة الإعلامية فى علاقتها بالخارج، وقد ظهر هذا القصور فى وقت كان من الضرورى أن نكون على اتصال مسبق بالعالم بشكل دائم حتى لا يحدث سوء الفهم الذى وصل إلى كثير من الشعوب. السبب الثانى هو أن الحكومات فى الدول الغربية وأمريكا وتركيا وقطر ودول أخرى كانت تعرف حقيقة ما حدث، وأن الجيش المصرى لم يقم بانقلاب، وأن حكومة مصر لم تفض اعتصاما سلميا بالقوة، وتعلم جيدا إجرام هذه الجماعات التكفيرية المسلحة وعانت منه قبلا، ولكنها لاتحب أن تعلن ذلك لأن فى قوة مصر خطورة كبيرة على أمن إسرائيل التى يمثل وجودها فى هذه المنطقة أهمية كبرى لهم. كنت من المعارضين لحكم من ينتمون للمؤسسة العسكرية هل مازلت على رأيك؟ إذا كنت تقصد اننى أرفض الحكم العسكرى بشكل عام فهذا صحيح، أنا مازلت عند موقفى، وأتمنى أن يكون الحكم فى مصر مدنيا ويتفرغ الجيش لمهمة الدفاع عن الوطن وحمايته فى الداخل والخارج وهذا هو الشىء الطبيعى إذا كنا نريد أن ننتقل إلى دول العالم المتحضر. ما حقيقة ما فعلته قناة الجزيرة بأغنيتك التى غنيتها لشهداء يناير؟ عندما قامت ثورة 25 يناير اعتقدنا أن قناة الجزيرة قد غيرت من سياستها تجاه مصر وأنها مع الثورة، وتحمست لاهدائها عددا من أغنياتى الوطنية ولكن عندما قام الشعب بثورة 30 يونيو ضد حكم مرسى والإخوان انكشف النقاب عن الجزيرة واتضح أنها لم تكن مع ثورة الشعب المصرى، وبدأت تزيّف الحقائق لكى تظهر للعالم أن فصيل الإخوان الإرهابيين هم شعب مصر الذى يتظاهر سلميا لاستعادة رئيسه الذى أتى لحكم مصر بالشرعية، وأن الجيش والشرطة هم الأشرار الذين يقتلون الشعب. وبدأوا يستعينون بأغانى المطربين الذين عرفوا بمواقفهم الثورية ليؤكدوا على رؤيتهم بأن شعب مصر مازال يتظاهر من أجل الحرية. وبدأت أرى أنهم يتعمدون إذاعة أغنيتى «الشهيد» على مشاهد تخص توجههم وهو ما أزعجنى بشكل كبير. هل انت مع اقامة المهرجانات. واين حفلات دعم مصر التى اعلن عنها؟ تعودنا كمصريين أنه عندما يكون عندنا جار متوفى أن نخفض صوت الراديو أو التليفزيون حتى تمر أيام الحداد لذلك ليس من اللائق إقامة حفلات غنائية فى الفترة الماضية فقد كانت هناك أحداث قتل 25 مجندا عزّل فى سيناء ومذبحة فى قسم كرداسة وحرائق لعدد من الكنائس كما أن هناك حظر تجوال. صحيح يجب على الفنان أن يكون لهم دور يتماشى ويتزامن مع كل تقلبات المجتمع، ولكن علينا أن نتمهل حتى تهدأ الأوضاع. أما عن فكرة إقامة مهرجانات فنية لدعم مصر فلن تكون لها مردود مادى ضخم إلا لو كانت ضمن خطة لإقامة مهرجان فنى دائم يشارك فيها فنانون عالميون وعرب على أن يقام بشكل دورى فى الأماكن الأثرية حتى يكون لها مردود آخر فى تنشيط السياحة تعودنا منك ان تؤرخ بأغانيك للأحداث السياسية ماذا اعددت لثورة 30 يونيو؟ أقوم مع الشاعر جمال بخيت والملحن فاروق الشرنوبى والموزع الشاب أحمد بدر والمخرج حاتم سيد بإعادة توزيع وإخراج أغنية «لم الشمل» وهى دعوة للم الشمل العربى وخاصة بعد الموقف المحترم الذى اتخذته بعض الدول العربية تجاه مصر ضد الإرهاب، وأيضا دعوة للعمل على أنفسنا وعدم الاعتماد على دول الغرب.. لم الشمل بلاش تفكيكة.. ياللى بتلعب بالبولوتيكا». صناع الكاسيت توقعوا انتعاشة لسوق الكاسيت هل انت معهم؟ سوق الكاسيت لن ينصلح حاله ويعود إلى حالته الأولى إلا إذا قرر المؤلف والملحن والموزع والمطرب والموسيقيون ومهندس الصوت تقليل أجورهم وأصبح سعر ال سى دى لا يزيد عن عشرة جنيهات. كما يجب إصدار قانون بشأن القرصنة. ماذا عن ألبومك العاطفى؟ وصلت إلى اتفاق نهائى مع شركة صوت القاهرة لفسخ التعاقد بيننا على ألبوم (معلش) والذى كان مقررا له أن يطرح فى الأسواق وقت ثورة 25 يناير وتوقفنا لهذا السبب، ثم أعدت توزيع بعض أغنياته كما بدلت أغانى بأخرى حتى وصلت إلى الشكل النهائى الذى سوف يطرح به الألبوم، كما أصبح اسمه (من الآخر ) وهو يضم 12 أغنية عاطفية وشعبية بتناول موسيقى حديث، كما تطرق الشعراء إلى أفكار لم يتناولها أحد من قبل، وأتمنى أن نصل إلى حالة من الهدوء النفسى حتى تكون لدى الجرأة لطرح الألبوم إن شاء الله. يعد المطرب الكبير على الحجار من أكثر المطربين المهمومين بقضايا الوطن، أعماله تعد تأريخا لكل الأحداث السياسية التى تمر بها مصر، فقدم خلال ما بعد ثورة 25 يناير ما يقرب من 25 أغنية جميعها تؤرخ لأهم الاحداث التى مرت بها مصر خلال تلك الفترة، سواء الذين استشهدوا مثل الشيخ عماد عفت أو جيكا أو الذين اصيبوا مثل أحمد حرارة، كما عبر عن رفضه للمحاكم العسكرية للمدنيين من خلال أغنيته ضحكة المساجين