لا أشكُ أبداً فى قدرة الدكتور احمد جلال وزير المالية على إدارة ملف وزارته، ورغم ذلك فليس هناك ما يمنعنى من أن أقدم له فكرة بسيطة قد يكون العائد من ورائها عظيماً.. والفكرة باختصار تتلخص فى التنسيق بين وزارتى المالية والأوقاف وعدد من القنوات الفضائية والصحف المصرية لتنظيم حملة خلال اسبوع أسميه «ادعم بلدك» تتم خلاله التوعية بأهمية سداد الضرائب، وتوضيح النفع من ورائها على الجميع، وتقوم المساجد والكنائس بدورها فى بيان حُرمانية التهرب من أداء مستحقات الدولة.. ولعلنا قد تابعنا تلك الدعوات الاخوانية لعدم سداد قيمة استهلاك الكهرباء والماء والغاز، ورسوم المرور على الطرق، وأيضاً عدم سداد الضرائب المستحقة.. وتلك الدعوات قد صادفت هوى بعض مرضى النفوس، فاستجابوا لها.. وقد أثرت سلباً إلى حد كبير على ايرادات شركات الكهرباء والمياه والغاز، وأثرت أيضاً على متحصلات الضرائب.. وليس خفياً أنَّ 15% من المستهلكين قد امتنعوا عن سداد فواتير مستحقة عليهم لشركات الكهرباء، تجاوزت قيمتها خمسة مليارات جنيه، وامتنع 6% آخرون عن سداد قيمة استهلاك المياه، وامتنع أيضاً حوالى 3% عن سداد قيمة استهلاكهم من الغاز الطبيعى تجاوزت قيمتها جميعاً خمسة مليارات أخرى.. وزاد عدد الذين امتنعوا وتهربوا والراغبين فى الامتناع عن سداد الضرائب بنسبة خطيرة جداً. والتهرب الضريبي أعتبره خطراً داهماً على الاقتصاد المصرى، بل على كيان الدولة كله، فالاقتصاد هو العمود الفقري لأي دولة، والتهرب الضريبي يمثل معولاً يهدم هذا العمود، ويُصِيب ذلك الكيان بالانهيار، ومفهوم التهرب الضريبي يتمثل في سعي المُكلَفين بوسائل غير مشروعة قانوناً للتنصل كلياً أو جزئياً من التزاماتهم القانونية بسداد مايستحق عليهم من ضرائب.. ويسمي البعض صور التهرب بالغش الضريبي لاعتماده على طرق احتيالية تخالف القوانين الضريبية المعمول بها.. وقد أثرت سلباً دعوة «أنا مش دافع» التى أطلقها الاخوان المُخربون لحث من ينتمون ويتعاطفون معهم على عدم سداد الضرائب، وعدم سداد فواتير استهلاكات الكهرباء والمياه والغاز.. وهذه الدعوة الشيطانية لا يجب الاستهانة بها أبداً، ولابد من مواجهتها من خلال حملة اعلامية فى الصحف والقنوات الفضائية، ومن فوق المنابر بالمساجد والكنائس، لحث الخارجين على العودة لرشدهم وتوضيح أنَّ الضريبة فريضة مالية تحصلها الدولة وفقاً للقانون بصورة إلزامية ونهائية، وهى مفروضة على المكلفين وفقاً لقدراتهم المالية والعوائد على ايراداتهم، وسداد هذه الفريضة يوفر الأموال اللازمة لتغطية نفقات الدولة وتحَقيق أهداف مالية واقتصادية واجتماعية، بدونها لاتقوى الدولة على البقاء، والامتناع أو التحايل على عدم أداء تلك الفريضة يخالف شرائع الله ولا يخرج عن كونه سرقة حرمها الله.. ولايبقى أمام وزير المالية إلا البدء فوراً فى التنسيق مع كل الجهات لبدء الحملة التى تستمر خلال اسبوع «ادعم بلدك»، خاصة أننا على أعتاب موسم تحصيل الضرائب، التى نُعلق عليها آمالاً كبيرة لزيادة الدخل القومى..