أكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن لجنة الخمسين لوضع الدستور عبرت بصدق عما يراه كل مصرى فى أن الدستور مرآة يجد فيها نفسه وأن الاختلافات فى وجهات النظر من أجل هذا الوطن وحتى يخرج دستور يليق بشعب مصر وثقافته وتاريخه وحضارته التى لايقارن بها شعوب العالم حيث تمكن خلال ثلاثين شهرا من أن يصنع ثورتين أدهشت العالم. جاء ذلك خلال لقاء البدوى بأعضاء الوفد بالبحيرة مساء الخميس بقاعة المؤتمرات بفندق دمنهور السياحى بحضور فؤاد بدراوى سكرتير عام الحزب واللواء سفير نور مساعد رئيس الحزب وأعضاء الهيئة العليا محسن نوار، محمد السنباطي، محمد الزاهد، وحسنى حافظ النائب الوفدي. وقال "البدوي" أتحدى أن يأتى أى شخص بنص مخالف للشريعة الإسلامية بالدستور الجديد، مضيفًا أن لجنة الخمسين حققت الوحدة الوطنية التى كانت تهدد الوطن حيث كانت الفتنة الطائفية تهديدًا لسلامة وأمن المواطن المصري، وتم إعطاء المسيحيين حق الاحتكام لشرائعهم فى شئونهم الدينية، معللًا أن هذا ليس تفضلًا من الدستور ولكن الشريعة الإسلامية طالبتنا بذلك. وأضاف البدوى كنت فى قلق شديد أثناء عمل لجنة الخمسين من أن نخذل هذا الشعب وأن يخرج دستور لايجد فيه الفقراء أنفسهم وكانت العدالة الاجتماعية شاغلنا الأول والمسكن الصحى الملائم والغذاء الكافى والصحى الذى يكفى المواطنين والتزام الدولة بالتأمين الصحى والضمان الاجتماعى للعمال ولذوى الاحتياجات الخاصة والمزراعين. وأشار البدوى إلى أن التعليم والصحة كان لهم نسبة ضئيلة من الدخل القومى ولكن فى الدستور الجديد سوف ترتفع هذه لنسب لتصل إلى المعدلات المرضية مؤكدا أن هناك مخصصا لتحقيق العدالة الاجتماعية من تعليم وعلاج مجانى حيث كانت موازنة الصحة مرتبات للأطباء والعاملين أصبحت بنسبة 3%. وأكد البدوى أن المواطن أصبح سيدًا فى وطنه وأصبح كل مواطن سيدًا للحاكم وسبق لى أن قولت فى أحد مؤتمرات الحزب فى الدقهلية أثناء حكم النظام السابق أن الحاكم خادم للشعب وللشعب حق خلعه إذا أفسد او استبد كنا نقول ذلك على امل ان يتحقق ولكنه اصبح واقعا الآن. وأشار رئيس الحزب إلى أن الدستور يقابله الكثير من التشكيك والقول إنه يسب الصحابة والانبياء ونصوص تخالف الشريعة الإسلامية وأننى اعلنها من محافظة البحيرة أتحدى أى إنسان فى مصر والعالم مهما بلغ علمه أو تطرفه أن يأتى بنص واحد من هذا الدستور مخالفًا للشريعة الإسلامية. وأضاف البدوى أن المواطنة كانت شعارًا نردده جميعا وأصبحت المواطنة إلزاما وإلتزاما على الدولة وأصبح التمييز بين المصريين على أساس الدين والجنس واللون جريمة لاتسقط بالتقادم ولن نرى تمييزا بعد الآن سلبيا على المستوى الاجتماعى أو الجغرافى سواء أهل النوبة وسيناء وأهل الصعيد. وأكد رئيس حزب الوفد أن المرأة أصبح لها نص دستورى وهى المادة 11 تعمل الدولة على ضمان تمثيل المرأة تمثيلا مناسبا فى البرلمان وسوف تحصل المرأة والشباب على نسبة 50% من المجالس المحلية بعدد 27ألف مقعد وأن المجالس المحلية هى الحضانة التى تتخرج منها النائبات بعد أن يتعلمن كيفية ممارسة الحياة النيابية. وأشار البدوى فى الحكم المحلى أصبح هناك لامركزية فى مصر وأصبحت المجالس لها سلطة المسائلة والاستجواب والمحاسبة وسحب الثقة وسوف يكون لدينا برلمانات فى محافظات مصر وقراها . وأكد البدوى قبل الانتهاء من أعمال الدستور لم يكن لدى قدرا من التفاؤل وعشت 3أشهر كنا نناقش مواد الدستور واستغل الفرصة واقدم التحية إلى السيد عمرو موسى رئيس اللجنة التأسيسية للدستور والذى بذل مجهودا كبيرا وأدار هذه اللجنة باقتدار أذهل الجميع والذى أعلن عن سعادته البالغة من وضع اسم مصطفى النحاس والزعيم سعد زغلول فى ديباجة الدستور وهو مايخلد اسميهما وأشكر عمرو موسى وأعضاء لجنة الخمسين التى مثلت كل فئات وطوائف الشعب وأشكر لجنة الخبراء التى ساهمت بجهود كبيرة فى خروج هذا الدستور. وأضاف البدوى نحن أمام استحقاق مهم وهو الاستفتاء على الدستور وخروجه بالكيفية التي تعبر عن 30/6 وهو الكفيل لتحقيق التفاؤل وسوف يقطع مسافات طويلة نحو مستقبل مصر وفور الانتهاء من أعمال الدستور تعافت البورصة وبعد انتخاب رئيس مصر ومجلس النواب ستكون خطوة كبيرة نحو مصر المستقبل، وأنه يجب أن نضع نصب أعيننا أن مصر قادرة على أن تكون فى مصاف الدول المتقدمة والشعب المصرى يستطيع أن يتجاوز لحظات اليأس وأنه قادر على تحقيق أهداف ثورتى 25يناير و30يونيو. وأشار البدوى إلى أن أمامنا خلال النصف الأول من يناير الاستفتاء على الدستور يليه إما انتخابات رئاسية أو برلمانية وعلينا الاستعداد الجدى للانتخابات البرلمانية ومرشح رئاسى نتفق عليه جميعا كقوى سياسية. وأكد رئيس حزب الوفد أن جيش مصر من أقوى جيوش العالم وانه إذا كان هناك أمل فى الاستقرار بالوطن العربى هو استقرار جيش مصر وأن دعم العرب لمصر هو دعم لأمنهم القومى. وأضاف البدوى أن الدستور أحدث توازنا بين سلطات الرئيس وسلطات مجلس الوزراء وأن رئيس الجمهورية لايملك أن يعين سوى وزراء العدل والدفاع والداخلية والخارجية ولن يكون فى مصر فرعون جديد ولابد أن تكون الأحزاب قوية قادرة على تشكيل الحكومة. وأكد البدوى أن هناك اتجاهات تعتبر الأحزاب عبئا على الدولة يروج له البعض ويشكون من ضعف الأحزاب وأقول لمن يتحدثون عن الأحزاب ناضل الوفد من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان وكانت صحيفة (الوفد) منارة للحياة السياسية حتى ثورة يناير ولاننكر زعماء الوفد ومنهم فؤاد سراج الدين واللواء عبد المنعم حسين فى دمنهور وكانت استجوابات الوفد منذ عام 1984تهز النظام والوفد عنوان للحركة الوطنية منذ عام 1919ولن تفرط فى مصالح المواطنين وظل فى ذاكرة المواطن ولن تمحى لأنه لايتخلى عن مطالبهم وينحاز إلى مايحقق مطالبهم ومصالحهم وبعد ذلك دار حوار مفتوح بين البدوى واعضاء الوفد بالبحيرة حول الأحداث الجارية وكيفية عبور المرحلة الحرجة إلى أفاق المستقبل المزدهر. وفى نهاية كلمته فوجئ البدوى بتورتة عيد ميلاده وعليها صورته حيث تصادف أن اللقاء جاء فى يوم ميلاده.