ينافس الفنان السوري باسم ياخور في الماراثون الرمضاني هذا العام بمسلسل «المرافعة» الذي يعتبر عودة قوية للأعمال المصرية بعد آخر أعماله «زهرة وأزواجها الخمسة». ياخور صاحب أعمال تاريخية متميزة سطرت تاريخ نجوميته في العالم العربي، فرغم كونه شخصية مسيحية إلا أنه قدم شخصيات إسلامية حققت نجاحاً كبيراً من بينها «الناصر صلاح الدين، وخالد ابن الوليد، وربيع قرطبة» رغم حالة التوهج الفني التي يعيشها وإصراره علي تقديم عمل يناقش الواقع السياسي في مسلسل اجتماعي، إلا أن حزنه الشديد علي سوريا جعله يعيش في حالة نفسية سيئة.. سألناه عن أعماله واستعداده للدور.. فكان هذا الحوار: لماذا اخترت سيناريو «المرافعة» لتعود به للدراما المصرية بعد آخر أعمالك «زهرة وأزواجها الخمسة»؟ - كنت أبحث عن عمل اجتماعي يجمع بين السياسة والواقع الاجتماعي الذي نعيشه الآن، وعرض علي المؤلف تامر عبدالمنعم مسلسل «المرافعة» منذ أكثر من 3 سنوات وكنت أتمني تجسيده لكنه واجه العديد من التأجيلات وعندما سنحت الفرصة لتقديمه انتقلت للعيش في مصر للانتهاء من تصويره قبل قدوم شهر رمضان، وأتمني أن تكلل التجربة فنياً بنجاح جماهيري عال وجيد، لأننا تعبنا في كواليس التصوير لإخراج عمل متميز، خاصة أنه يجمع عدداً كبيراً من النجوم ومخرج متميز. وماذا عن شخصيتك في المسلسل؟ - أجسد دور جمال أبوالوفا شخصية تجمع بين رجل الأعمال الغني والسياسي، ورجل الحزب الوطني الذي تدخله الظروف الانتخابية أمام مرشح حزب الإخوان المسلمين، وتضطره السياسة إلي الدخول في صراعات مع شقيقه الذي يجسده دوره الفنان الكبير محسن محيي الدين، كما يتناول العمل صراعات داخلية للأسرة المصرية، وصراعاً مع الجهات الخارجية علي الصعيد الاقتصادي والسياسي والعمل مكتوب بعناية بخط درامي واضح، فهو عمل متنوع يقدم صراعات نوعية بين المؤسسات بعضها سياسي وبالتالي الكاتب جمع بين الأوضاع التي يمر بها العالم العربي الثوري وبين الواقع. ما سبب غيابك عن الدراما المصرية كل هذا الوقت؟ - الغياب كان بسبب الظروف السياسية التي مرت بها بعض الدول العربية، حتي أنني الآن أقيم في دبي وتركت سوريا نهائياً، والظروف التي مرت بها الدول العربية أثرت علي الجميع، وأتمني أن تمر الظروف بخير علي بلدنا وعلي كل الدول العربية، وأنا عرض علي أعمال كثيرة في مصر لكني أنتظر عملاً يعجب الجمهور المصري فهو جمهور مختلف عن الجميع، عريض وذواق لا يشاهد إلا عملاً جيداً، لذلك أركز في اختيار أعمالي، ومن الخطأ أن يستهلك الفنان نفسه في أعمال غير ناجحة، خاصة أنني لست «تاجر شنطة» لكنني فنان أقدم قضية أؤمن بها، وأنا متفائل أن تستقر الأوضاع في بلدي سوريا وتحل الأزمة لتقديم أعمال مصرية سورية. رغم ديانتك المسيحية إلا أنك قدمت أدواراً تاريخية إسلامية حققت نجاحاً؟ - العمل الفني لا علاقة له بالأهواء الشخصية أو الديانة أو حتي الجنسية لكن ما يتحكم فيه فقط هو الأداء الجيد للشخصية، خاصة أن السيناريو دائماً كنت أشترط أن يكتبه كتاب كبار حتي ينصف هذه الشخصية التي أقدمها لأن الأخطاء التاريخية في الأعمال الدرامية تضر الجميع، وتجعلنا جميعاً مسئولين فنياً وتاريخياً أمام المجتمع، ولذلك كل شخصية كنت أقدمها كنت أدرسها وأقرأ كتباً عنها ولا أكتفي فقط بالسيناريو، وهذا ما فعلته مع شخصيات خالد ابن الوليد سيف الله المسلول والناصر صلاح الدين وغيرهما، وهذه الشخصيات أعتبرها من أهم الأعمال التي قدمتها في حياتي وعلي مدار 20 عاماً من تقديمي للأعمال الفنية كنت أسعي فقط لتقديم أعمال تحتوي علي موضوع محترم. ما العمل الأبرز في حياتك الفنية من وجهة نظرك؟ - هناك العديد من الأعمال علي الصعيدين الاجتماعي والسياسي قدمتها وتركت رد فعل قوياً وأعتقد أن الأعمال الساخرة الكوميدية، كانت لها رد فعل قوي، واليوم أعمالي أصبحت معروفة منذ تخرجي في المعهد العالي للفنون المسرحية، والحالة الفنية التي وصلت لها في مصر ومسيرتي الفنية ليست مسيرة جاءت بالعمل لكنها تراكمية، فهناك أعمال قدمتني وأخري شهرتني. كيف تري الأزمة السورية الآن؟ - الدول العربية كلها الآن تفتقد إلي الإدارة، وفي سوريا هناك غياب فكري، ونحن مجتمعات لا تتقبل وجهات النظر المختلفة، وهذه هي الأزمة الحقيقية التي تعيشها سوريا والدول العربية كلها، فلنحتفظ بحق الاختلاف ونختلف معاً ونحترم بعض فكرياً، دون أن نهدد بعض أو نلغي بعض، اليوم هناك حالة من الاستبداد الفكري الخطير في الشارع، الميليشيات تعيش بيننا شكل الدم والقتل والذبح أصبح هو السمة المبينة، حالة مؤسفة حقيقية نعيشها ولا يمكن أن تكتمل إلي هذا الحد. وماذا تتمني لسوريا؟ - أتمني أن يقف نزيف الدم في بلدي ويكفي أنني ممنوع أن أدخلها وأبحث عن دول أخري كي أعيش فيها بعدما دمرت سوريا، أتمني أن يكون لأولادي حالة من الهدوء والطمأنينة أن يستطيعوا أن يدخلوا بلدهم ويعيشوا فيها وهذا يبدو بعيد المنال حالياً، يكفي أنني أربي ابني بدبي ولا أستطيع أن أجعله يسير في أراضي دمشق ويشتم ريحها ويعيش حياته كأي طفل مع أسرته في حياة هنيئة، وأتمني لسوريا أن تتجاوز هذه المحنة وأتمني أن ينتصر القانون والسلطة الشرعية في سوريا علي كل هؤلاء الدهماء الذين قدموا من دول لا يعلم بها إلا الله من أفغانستان وغيرها، واليوم يقومون بالذبح والقتل تحت شعارات كاذبة وغير حقيقية وليس لهم أي تاريخ سياسي. لماذا لم تقوموا كفنانين سوريين بمبادرات لحل الأزمة؟ - للأسف قدمنا مبادرات كثيرة كلها باءت بالفشل، واليوم الأزمة في الوضع السوري أكبر من أي مبادرة، لأن هناك أيادي خارجية تلعب في سوريا وهناك حالة خطيرة سيطرت علي الشعب السوري بالكامل، حتي الفنانين أنفسهم الآن أصبحوا تحت هجوم دائم ومستمر وهناك تخوين حقيقي نعانيه، وإذا تأملنا حجم التهديدات التي يقابلها الفنانون الآن فهي شيء محزن ومجرد شئنا أم أبينا لمجرد أن أبدينا وجهة نظرنا أصبحنا مهددين بالقتل، والفنان الذي يتمني الموت هو من يقرر أن يبدي بوجهة نظره الآن. كيف تري الانتقادات الموجهة لك من بعض الفنانين؟ - النقد عموماً سواء في الحياة الفنية أو السياسية مهم لأنه دائماً ما يطور الفنان، علي الصعيد الشخصي فموقفي السياسي هو حريتي الشخصية، وهو وجهة نظري تجاه بلدي وهذا من حقي كإنسان، أما الانتقادات الفنية فأري أنه مهما كان قاسياً لكن النقد الموضوعي المنهجي بطريقة جيدة يرتقي بي، ما يهمني الآن أن يكون الانتقاد فقط عن كلام أكدته بالفعل لا عن طريق ما ينشر علي المواقع أو مواقع التواصل الاجتماعي، المهم ألا يتبني أحد موقفي السياسي باسمي، هناك ظاهرة واضحة الآن وهي محاولة التشويه عبر أي وسيلة لإسقاطنا. هل تري أن الفن السوري تأثر كثيراً بالأحداث في سوريا؟ - سوريا سقطت فنياً بسبب ما يحدث فيها وهذا طبيعي فأي صراع سياسي أو حالة سياسية يتأثر بها الواقع الاجتماعي، وبالتالي الحالة الفنية متأثرة، وفي اعتقادي لابديل عن الاستقرار السياسي والسلطة الشرعية هي الحل لتعود الحياة كما كانت مستقرة، وتعود سوريا فنياً تنافس العالم كله.