استضاف مؤخرا مركز "مهدى عامل" بلبنان حلقة حوارية ضمت إثنين من شباب الثورة فى كل من مصر و تونس. وتباينت ردود الافعال فى هذه الحلقة حيث أقر بعضهم بعجز جيل الستينيات والسبعينيات عن إحداث التغيير الذي انجزه الشباب التونسي والمصري في أقل من شهر، والذي وصفه المفكر التونسي الطاهر لبيب بثورة الممكن .فيما عبر آخرون عن اعتزازهم بما حدث ، مشددين على أنه أظهر مفاهيم جديدة ينبغي على اليساريين أن يستفيدوا منها. لكن كثيرين تعاملوا مع عفوية الشارع وتلقائيته بنوع من الاستعلاء الفكري، سواء عبر التشكيك في استحقاق الحدثين التونسي والمصري لصفة "الثورة " أو عبر إسداء نصائح بديهية على جبهات مختلفة، متناسين أن الشعوب العربية قد سبقت منظريها. ووصف "الطاهر لبيب" الذي تولى إدارة الحلقة الحوارية ما تشهده المنطقة العربية بأنه ثورة الممكن التي ضحى من أجلها جيل اليسار العربي في الستينيات والسبعينيات، مشيرا إلى أن العرب تبين لهم أنهم قادرون على أن يثوروا، وأنهم إذا ثاروا أنجزوا بأقل التكاليف. وقال إن الثورات العربية افتتحت القرن الحادي والعشرين بطريقة غير معهودة في الثورات الكبرى، من جملة ما ليس معهودا غياب القيادات. وأشار الفاهم إلى أن الثورة التونسية حملت في البدء شعارات مطلبية، كالحق في العمل ومحاكمة عصابة السارقين، لكنها رفعت في ما بعد شعار إسقاط النظام، بعدما تبين للمحتجين أن واقعهم المتردي سببه النظام مباشرة.