ملايين المصريين يريدون «السيسى» رئيساً للجمهورية، لأنهم يرونه الأقدر والأجدر والأفضل والأشجع لإدارة البلاد فى هذه المرحلة الخطيرة، والأمين على ترابها، ولا يمنع الدستور الفريق أول عبدالفتاح السيسى النائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى من ترشيح نفسه للرئاسة إذا أراد، لكنه لا يميل إلى الترشح حتى لا يقال إنه استغل وقوف القوات المسلحة إلى جانب الشعب لإسقاط حكم الإخوان الفاشل ويريد الحصول على مقابل الواجب عندما انحازت القوات المسلحة إلى إرادة «30 مليون» مصرى نزلوا إلى ميدان التحرير يوم 30 يونية لإسقاط مرسى وإخوانه، لم يقبل الشعب عذر السيسى ولم يكف عن الإلحاح على بطله الشعبى لأن يكون رئيسه القادم، هناك لجان متطوعة لجمع توقيعات المواطنين المطالبين بترشيحه، المصريون لا يريدون السيسى بطلاً شعبياً فقط، إنهم يريدونه رئيساً لهم ليعبر بهم الطريق الصعب، والسيسى حتى الآن حائر، ليس طامعاً فى المنصب،ولكنه يفكر فى الشعب لا يريد أن يكسر خاطره، كما طالب هو الشعب فى حتفالات أكتوبر بألا يكسروا خاطر مصر، وأن يجدوا ويجتهدوا من أجلها، السيسى لم يزغلل منصب سيادة الرئيس عينيه، هو فى عيون الشعب المصرى أكثر من الرئيس هو الملك الذى تربع على قلوبهم، هو فارس هذا العصر هو فتى الأحلام، والمثل الأعلى،وسواء كان الرئيس، أو لم يكن فإن ذلك لن يغير من ثقة الشعب فيه شيئاً، لكن الشعب يريده الرئيس، فلابد أن يلبى طلب الشعب، لأنه قال للشعب أرجوكم انزلوا لمنحى تفويضاً لمواجهة الإرهاب، واستجابت الملايين له واليوم يقول ملايين المصريين للسيسى نرجوك اقبل طلبنا برئاسة الجمهورية. وآخر رد كان للسيسى على مطلب الشعب فى حوار الساعة الذى أجراه معه الأستاذ ياسر رزق رئيس تحرير المصرى اليوم عندما سأله: هل سترشح نفسك للرئاسة؟ فقال الوقت غير مناسب لهذا السؤال والله غالب على أمره، لقد ترك السيسى بهذه الإجابة الباب مفتوحاً لأنه مازال هناك وقت للتفكير، فلم يوافق ولم يرفض. هذا الإصرار الشديد من ملايين المصريين على ترشيح السيسى للرئاسة، والاعتذار المهذب من السيسى للشعب بأنه لا يسعى الى هذا المنصب يؤكد أن التسجيل الصوتى الذى أذاعه موقع رصد للفريق أول السيسى والكاتب الصحفى ياسر رزق مزيف ووراءه هدف حقير للتشويش على عمل لجنة الدستور وادخالها فى خلاف مع السيسى، الضغط الشعبى على السيسى للترشح أصاب الجماعة المحظورة بالقلق فلجأت إلى هذه الفبركات. فليس من المعقول ان يطلب السيسى من ياسر رزق اقناع المثقفين بالضغط على لجنة «الخمسين» لاستحداث مادة فى الدستور تحصن منصب السيسى وتجعله يعود وزيراً للدفاع مرة أخرى إذا أخفق فى الانتخابات الرئاسية! أى عاقل يصدق هذا الكلام، هل يصدق إنسان واحد على أرض مصر أن السيسى يطلب تحصينه دستورياً إذا لم يصل للرئاسة. فكيف تطالب الملايين السيسى بالترشح للرئاسة ويتعهد المرشحون المنافسون بالانسحاب إذا وافق، يعنى السيسى سينجح بالتزكية، ثم يطلب نصاً فى الدستور يجعله يعود وزيراً للدفاع إذا سقط فى الانتخابات، وأى لجنة تعد دستوراً تضع فيه مادة باسم شخص لتحصن منصبه إلا إذا كانت لجنة أم «للو» هذا كلام عن عزب وليس عن رئاسة الجمهورية، هذا الكلام لن يصدر عن بطل لوأشار بأصبعه لأصبح رئيساً لمصر برغبة الملايين، هل يقبل المثقفون أو يقبل ياسر رزق هذه التوصية التى لم تصدر أصلاً من قائد القوات المسلحة المصرية، التسجيل الصوتى أعد بحرفية. لكن مهما كانت دقة الخدعة، إلا أن أى عاقل لن يصدق ذلك. انها محاولة خبيثة للوقيعة بين لجنة الدستور والقوات المسلحة قبل الاتفاق على وضع الجيش فى الدستور، لقد قال السيسى إننا نقبل الوضع الذى يرضى لجنة الدستور، الجيش المصرى مكانه فى العيون، والسيسى فى قلوب المصريين، ونريده رئيساً لمصر، ونرفعه فوق الرؤوس لأنه الوحيد القادر على إدارة هذه المرحلة رغم أنف القلة الفاشلة الإرهابية.