أدان الفنانون المشاركون في ندوة "حرب أكتوبر والسينما" والتي أقيمت على هامش فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي جميع قيادات الدولة لتقصيرهم في عدم توثيق انتصارات أكتوبر. وقال الكاتب والسيناريست الكبير محفوظ عبدالرحمن، إن المبدعين متحمسون لتصوير أعمال تجسد بطولات جيش مصر في حرب أكتوبر، والخروج من تلك الإشكالية يحتاج إلي العودة للأرشيف العسكري والمعلومات الموثقة حول هذه الحرب، وهو أمر غير متاح أو مسموح به لصناع السينما. وأشار إلى أن هناك وثائق لم تخرج للنور حتى الآن، بالرغم من مرور عشرات الأعوام، بالإضافة أن القيادة السياسية في عصر مبارك كانت تتدخل، لوجود عدد كبير منهم مشاركين في الحرب، وبالتالي الحقيقة كانت منقوصة. ومن ناحيته قال المخرج علي عبد الخالق، مخرج فيلم "أغنية علي الممر"، والذي قدم عام 1971 قبل الحرب، إن السينما اقوي من الإعلام في الوصول للجمهور والتأثير فيهم، مستشهدا بالجيش الإمريكي الذي قدم دعما ضخما جدا للسينما لمجرد تصوير الجيش الأمريكي علي إنه جيش لا يقهر في الوقت الذي هزموا فيه بفيتنام والصومال، وذلك لإدراكهم أهمية السينما وتأثيرها في الشعوب. وأشار عبدالخالق إلى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان أكثر الرؤساء إيمانا بدور الفن ودعما له، حيث أنشىء في عصره معهد الفنون المسرحية والمعهد العالي للسينما وغيرها، مضيفا أن القيادة السياسية في عصر مبارك لم تدرك جيدا أهمية السينما وتأثيرها علي المواطن والشعوب، لدعم عدد من المشاريع تجسد البطولات الحقيقية للجيش المصري. وطالب عبدالخالق خلال كلمته القيادة السياسية الجديدة أن تدرك أهمية السينما في توثيق تاريخ مصر، مطالبا الجيش المصري بقيادته الحالية تقديم التسهيلات المطلوبة لدعم السينمائيين في تقديم مشاريع لإحياء الروح الوطنية لدي الأجيال المقبلة. وأشار عبدالخالق إلي أن أي منتج لن يستطيع تحمل إنتاج فيلم حول انتصارات اكتوبر، خاصة أن هناك أفلاما قد تحتاج إلي عامين من التصوير، وبالتالي دعم الدولة هو الحل الوحيد للخروج من هذا التقصير غير المبرر تجاه انتصار عظيم حققه الجيش المصري. ومن ناحيتها أكدت المخرجة إنعام محمد علي خلال كلمتها أن الفيلم الروائي "حكاية الغريب" والتي قدمته عام 1991 يعد أكثر الأفلام اقترابا من أحداث حرب أكتوبر، وأحوال مصر عقب أحداث نكسة 1967، والمقاومة الشعبية خلال تلك الأحداث، نظرا لواقعيته التي كتبها جمال الغيطاني. وأشارت إنعام أنها واجهت العديد من الإشكالات في تصوير فيلم حكاية الغريب، خاصة أن مسرح الأحداث قد تغير تماما، واستعانت خلال العمل بالعديد من الأعمال التسجيلية، بالإضافة إلي الاستعانة بقصص حقيقية من صناع الحدث العظيم. وشهدت الندوة التي أدارها السيناريست مجدي صابر تواجد كبير من الفنانين والإعلاميين حيث حضرها الفنان إيمان البحر درويش والفنانة سميرة عبدالعزيز والمصور السينمائي محمود عبدالسميع والسيناريست الكبير محفوظ عبدالرحمن.