أوضح المخرج الكبير علي عبد الخالق، مخرج فيلم "أغنية علي الممر"، والذي قدم عام 1971 قبل الحرب، أن السينما اقوي من الإعلام في الوصول للجمهور والتأثير فيهم، واستشهد بالجيش الإمريكي الذي قدم دعما ضخما جدا للسينما لمجرد تصوير الجيش الأمريكي علي إنه جيش لا يقهر في الوقت الذي هزموا فيه بفيتنام والصومال، وذلك لإدراكهم أهمية السينما وتأثيرها في الشعوب. وأشار عبدالخالق خلال الندوة الرئيسية لمهرجان الإسكندرية السينمائية، والتى أقيمت تحت عنوان "حرب أكتوبر والسينما"، مساء اليوم الخميس، وأدارها الكاتب والسيناريست مجدي صابر، إلي أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان أكثر الرؤساء إيمانا بدور الفن ودعما له، حيث أنشىء في عصره معهد الفنون المسرحية والمعهد العالي للسينما وغيرها، والقيادة السياسية في عصر مبارك لم تدرك جيدا أهمية السينما وتأثيرها علي المواطن والشعوب، لدعم عدد من المشاريع تجسد البطولات الحقيقية للجيش المصري. ولوح عبد الخالق إلي الأفلام التي تم إنتاجها عن حرب أكتوبر، ورفضه نبرة التهكم علي تلك الأفلام وضعفها الفني، نظرا لإنتاج تلك الأفلام بشكل متسرع وبدون تحضير جيد لعنصر المفاجأة الذي اتبعه الجيش المصري في إستراتيجية الحرب، وهو الأمر الذي انعكس بفرحة علي السينمائيين كسائر المصريين بهذا النصر، وبعد مرور الوقت لم نجد دعما من القيادات السياسية لتجسيد الصورة الحقيقية لبطولتنا من خلال الشاشة، متمنيا أن تدرك القيادة السياسية الجديدة بعد ثورة 30 يونيو أهمية السينما في توثيق تاريخ مصر، مطالبا الجيش المصري بقيادته الحالية تقديم التسهيلات المطلوبة لدعم السينمائيين في تقديم مشاريع لإحياء الروح الوطنية لدي الأجيال المقبلة. وأشار عبدالخالق إلي أن أي منتج لن يستطيع تحمل إنتاج فيلم حول انتصارات اكتوبر، خاصة أن هناك أفلاما قد تحتاج إلي عامين من التصوير، وبالتالي دعم الدولة هو الحل الوحيد للخروج من هذا التقصير غير المبرر تجاه انتصار عظيم حققه الجيش المصري. فيما أكدت المخرجة إنعام محمد علي، أن الفيلم الروائي "حكاية الغريب" والتي قدمته عام 1991 يعد أكثر الأفلام اقترابا من أحداث حرب أكتوبر، وأحوال مصر عقب أحداث نكسة 1967، والمقاومة الشعبية خلال تلك الأحداث، نظرا لواقعيته التي كتبها جمال الغيطاني. وأضافت إنعام، أنها واجهت العديد من الإشكالات في تصوير فيلم حكاية الغريب، خاصة أن مسرح الأحداث قد تغير تماما، واستعنت خلال العمل بالعديد من الأعمال التسجيلية، بالإضافة إلي الاستعانة بقصص حقيقية من صناع الحدث العظيم. وقال محمود عبدالسميع المصور السينمائي، إنه أول مخرج أفلام تسجيلية يدخل الجبهة عام 1969 وكان بصحبة المخرج فؤاد التهامي، قد واجهوا صعوبة شديدة جدا في تصوير المادة الفيلمية لصعوبة الأوضاع بالجبهة، بالإضافة إلي عدم إدراكنا إستراتيجيات المواقع العسكرية، خاصة أن دخول المواقع العسكرية كان يحتاج إلي تأمين شديد لنا من قبل قوات الجيش، موضحا أنه تم تبادل النيران بين الجيش المصري والإسرائيلي بسبب ظهور الكاميرا في إحدي المواقع وقتها، ودارت اشتباكات عنيفة، ولذلك كانت هناك ندرة في الأفلام التسجيلية. وأشار الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، إلي أن المبدعين شديدي الحماس لتصوير أعمال تجسد بطولات جيش مصر في حرب أكتوبر، والخروج من تلك الإشكالية يحتاج إلي العودة للأرشيف العسكري والمعلومات الموثقة حول هذه الحرب، وهو أمر غير متاح أو مسموح به لصناع السينما. وأضاف محفوظ أن هناك وثائق لم تخرج للنور حتى الآن، بالرغم من مرور عشرات الأعوام، بالإضافة إلي أن القيادة السياسية في عصر مبارك كانت تتدخل، لوجود عدد كبير منهم مشاركين في الحرب، وبالتالي الحقيقة كانت منقوصة.