خالد جلال مخرج مسرحى لفت الأنظار اليه فى الآونة الأخيرة بعدة أعمال أثبتت نجاحه ووضعت اسمه بين أشهر مخرجى المسرح، كان آخرها أوبريت «أم الدنيا» الذى أعاد حفلات انتصارات أكتوبر إلى الأضواء من جديد، سألناه عن كواليس خروج هذا العمل للنور. قال خالد جلال: إن مدة التجهيز للأوبريت استمرت شهرين وهى فترة ضئيلة جدا لتقديم عمل كبير مثل أوبريت «أم الدنيا». وعن كيفية اختياره، قال: كان آخر أوبريت لى «حبيبى يا وطن» قبل ثورة 30 يونية، وأعتبره عملاً تاريخياً لأن الفريق أول عبد الفتاح السيسى قال فيه جملته الشهيرة «مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا»، وبالتالى كنت سعيدا لاختيارى لأخراج الأوبريت الثانى وبالفعل تحدثت إلى الشاعر جمال بخيت وفكرنا فى تقديم أغنية واحدة وهى الأغنية التى تجمع العرب فقط، ولكن فوجئنا بأن الجميع يريدون الاشتراك فى العمل وفنانون كثيرون اتصلوا بنا للمشاركة فى الأوبريت وبالتالى زودنا عدد الأعمال. وعن اختيارهم لفقرات الحفل قال: فكرة جمال بخيت هى أن نقدم «مصر ما حدش يقدر ينتصر عليها» وبالتالى فكرنا فى رصد التاريخ بداية من الفراعنة بين أحمس والهكسوس وحتى التتار والمماليك والاسرائيليين، وبالفعل كتبه بخيت فى 3 أسابيع وبدأ وليد سعد فى التجهيز له، وبعدها فكر وليد فى إضافة أغان جديدة خاصة، أن الفنانين كانت لديهم رغبة فى تقديم أى شىء من أجل الوطن فبدأ مع جمال فى كتابة كلمات وتلحينها. وعن اختيار المطربين، قال: الملحن وليد سعد رشح الفنانين العرب لأنه لحن لهم جميعا ولم يرفض أحد منهم وكانت هناك ترشيحات أخرى من الفنانين حيث اتصل بعضهم بأصدقائه فى الدول العربية وطلبوا منهم المشاركة وظهر الأوبريت يجمع أكبر عدد من الفنانين وبينهم من لم يأت إلى مصر منذ فترة طويلة مثل رابح صقر وعمر عبداللات والشاب جيلانى، أما الفنانون نجوم الدراما فكان من اختيارى أبرزهم الفنان محمود ياسين وهو «أيقونة الشعر فى مصر» ويسرا التى لم تشارك فى أى أوبريت لأكتوبر، وكانت ترفض على مدى السنوات الماضية فوجئت أنها وافقت وأتت من سفرها خصيصا مساء الحفل، أيضا صلاح عبدالله وأحمد بدير، وهانى رمزى عندما اتصلت به حضر بمجرد أن أخبرته أنه حفل، وكانت الصورة المسيطرة على الجميع أن مصر عاشت احتفالا مخزيا العام الماضى بحضور قاتلى السادات، وكان الشرف الأكبر بجلوس جيهان السادات فى المقصورة بجانب الرئيس عدلى منصور تشاهد نصر زوجها. وعن كواليس العمل أكد جلال أن التأثر كان السمة الواضحة على الجميع بداية من الفريق أول عبد الفتاح السيسى، ففى الوقت الذى تعرض فيه مشاهد الأوبريت على المسرح، كنا نعرض مشاهد لقتل جنود شهداء رفح على الشاشة الخلفية فأدمع السيسى وظهر متأثرا وهو ما لم يظهر على شاشة التليفزيون، أيضا الفنان صلاح عبدالله بكى كثيرا تأثرا بكلمة أحمد بدير عن أول شهيد من رفح، والفنان محمود ياسين تأثر كثيراً حين عرضت مشاهد من أفلام حرب أكتوبر التى شارك مثل: «بدور» و«الرصاصة لاتزال فى جيبى»، كل من على المسرح دمعوا عندما ألقى هانى رمزى وصلاح عبدالله قصيدة «مسلم ومسيحى» وحظيت بتصفيق كبير، أيضا اخترنا الفنان حسين فهمى لما له من بريق على المسرح وكان من المشاركين فى أفلام 6 أكتوبر، ولديه مصداقية دولية فهو سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة. وعن تصميم الاستعراضات، قال: إنها للمصمم مجدى صابر، وديكور عمرو عبدالله ومحمد الغرباوى، وشارك المخرجان عمرو عرفة ومحمد عاطف كمشرفين على نقل الهواء، وهيثم الخميسى موسيقى تصويرية، وياسر شعلان إضاءة وأحمد عصام ألعاب نارية، ومروة عودة للملابس، وعلا فهمى مخرج منفذ، والرواة الممثلون طلاب من مركز الابداع، الاشتراك مع أشرف طلبة ومحمد دسوقى ومريم السكرى وكانت مهمتهم صعبة لأن استاد الدفاع الجوى مساحته 45 متراً وهذا كان صعباً فى تقديم استعراضات فكانت كل رقصة يشارك فيها 80 راقصاً حتى يظهروا على هذه المساحة الكبيرة، بعدد 320 راقصا بالاضافة إلى أن الإضاءة والصوت لأشرف عبد المحسن ومحمود عبداللطيف أخذا وقتا طويلا لضبطهما لأنها مساحة مفتوحة، واخترنا فكرة جديدة وهى وضع الديكور فى بروجيكشن يعرض على الهرم مواد حقيقية من الأفلام التى تناولت معركة عين جالوت والمشاهد الفرعونية وحرب 73 كاملة ووفاة الجنود كاملة. وعن الصعوبات التى واجهتهم قال: الوقت، فكان يمكن تقديم أوبريت أفضل من ذلك حيث تضمن 26 رقصة منها 2 كبار فى 9 دقائق وتم تنفيذها جميعا فى شهر واحد فاضطررنا أن نختار حركات سهلة لكى يستطيع الراقصون حفظها سريعا لأن كل رقصة كان لها يوم واحد، بالاضافة الى أن الأغانى كلها سجلت فى استوديو واحد. وعن كلمة الفريق السيسى، قال جلال: لم يكن مقرراً أن يلقى كلمة فى الاحتفال لكنه أراد تقديم الشكر لوزراء دفاع الدول العربية وضيوف مصر وقال كلمة قوية كعادته فهو شخص لديه كاريزما طاغية و الناس تنتظره، وبالفعل قال للشعب «أنتم نور عنينا» والناس بحاجة إلى القائد الذى يلم شمل العرب. وعن جديد مركز الابداع قال: سنفتتح معرض قسم الديكور بعد عيد الأضحى المكون من 22 طالباً تحت اشراف ناجى شاكر ونعيمة عجمى مصممة الأزياء وسيتم عرض ماكيتات لمسرحية «حلم ليلة صيف»، وملابس مسرحية ماكبث. وعلى الصعيد السينمائى أكتب فيلماً جديداً بطلته ياسمين عبد العزيز من انتاج كريم السبكى واخراج وائل احسان.