إذا كنت من ضمن الأسر التي تقطن محافظة الجيزة وتعتمد في احتفالها بعيد الفطر المبارك على زيارة حديقتي "الحيوان" و"الأورمان"؛ إذاً فأنت على موعد مع أنصار الرئيس المعزول في اعتصام ميدان النهضة والذي حتمًا سيفسد عليك احتفال العيد وبهجته. فعندما تقرر بداية احتفالك بأول أيام العيد أنت وأسرتك البسيطة التي لا تقدر بحسب الظروف الاقتصادية السيئة للبلاد الذهاب إلى المتنزهات الخاصة عالية الأجر بزيارة حديقة الأورمان التي تطل بوابتها الرئيسية على مدخل شارع المساحة بالدقي فستجده مغلق بأمر أنصار المعزول الذين قرروا احتلال الحديقة منذ أواخر شهر يونيو الماضي وجعله مقرًا رئيسيًا لمبيت الاعتصام. ففي هذه الحالة سيكون أمامك مشقة جديدة وهو السير حول أسوار الحديقة للبحث عن بوابة الدخول لإسعاد أسرتك التي عانت طوال الفترة الماضية من تردي حالة البلاد النفسية جراء الأحداث السياسية، وبعد البحث والتحري تكتشف أن هناك بوابة جديدة للدخول من وسط اعتصام النهضة صنعها الإخوان عن طريق تهشيم جزء كبير من الأسوار لإنشاء بوابة خاصة لزوار الحديقة لابد لكل زائريها أن يتعرضوا لمرحلتين من التفتيش؛ الأولى عند مرورك أحد منافذ الاعتصام والثانية عند دخولك إلى الحديقة حيث يتفحصك مسئولو تأمين الاعتصام والتأكد من هويتك التي منحتها لك الدولة أنت ومن معك والتأكد إذا كنت تابعاً لأحد الجهات تحسباً إلى أن يندس عليهم أحدًا من غير المرغوب بهم. وفي داخل اعتصام النهضة ستكتشف أن داخل أحد المدن السكنية التي بها حمامات عامة ذات الروائح النفاذة!! وفي الواجهة المقابلة لجامعة القاهرة ستجد مطبخ الاعتصام الذي يكتظ بأبشع الروائح الكريهة والأواني التي يصعب عليك أن تطعم بها الحيونات الآليفة. "أفران النهضة ترحب بكم" هذه كانت أحد اللافتات الكبيرة في مدخل الاعتصام للتنويه عن وصول "كحك مرسي" للاحتفال بعيد الفطر، والذي حصل على رواد الاعتصام مجاناً ابتهاجاً بالعيد. وعندما تقتادك قدمك بضع الأميال أمام كلية الهندسة جامعة القاهرة فستجد ملاهي للأطفال جهزت خصيصاً لأطفال الاعتصام ضمن استعداد أنصار المعزول بالعيد. وعندما تنهي جولتك بالبحث عن بوابة حديقة الأورمان "الإخوانية" فسترى بداخلها درس أنصار المعزول الديني، حيث ترى أعدادًا كبيرة من "الإخوان" في حلقة دراسية واسعة يتوسطها شيخاً كبير السن يقدم درساً دينياً للحاضرين. وفي مشهد مفاجيء للعين سترى داخل حديقة الأورمان أحد أنصار المعزول الذي يدعى أحمد الفنجري وشهرته "عنترة النهضة" يعرض التدريبات القتالية الشاقة التي تدرب عليها في معسكرات "الجامعة" أمام أعين الحاضرين وفي وضح النهار مستخدماً "جزع" نخلة تم قطعها من الحديقة، ضاربين أموال الحديقة المملوكة للدولة والمواطنين. أما الصدمة الكبرى ستقع عليها عينك عند دخولك حديقة الحيوانات التي ستكشف أنها خالية على عرشها مقارنة بالإقبال الذي يتجاوز 100 ألف مواطن في الأعياد، والذي لم يتجاوز ال 2000 زائر، خشية المواطنين من الاحتكاك باعتصام المعزول بالنهضة. أكدت الدكتورة فاطمة تمام رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان أن الأعداد هذا العام قليلة مقارنة بالأعوام السابقة والذي كان يبلغ عدد الزائرين بها ما لا يقل عن 100 ألف زائر علي مدار أيام عيد الفطر المبارك، نتيجة وجود اعتصام "النهضة" المجاور للحديقة، مشيرة إلي أن الأعداد سيتم تحديدها في أخر أيام عيد الفطر. اضافت "تمام" أنه تم التنسيق مع مديرية أمن الجيزة لتنظيم المرور خارج الحديقة من خلال خطة أعدتها محافظة الجيزة بالتنسيق مع وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية وهي إغلاق الباب الرئيسي لحديقة الحيوان وفتح 3 أبواب فقط من 5 أبواب وهي المطلة علي شارع مراد بالجيزة وفصل المنطقة التابعة لميدان النهضة من داخل الحديقة و خارجها وزيادة عدد الأسوار المزدوجة، تجنبًا لوجود أي اشتباكات بين الزائرين ومعتصمي "النهضة". وأوضحت رئيس حديقة الحيوان أن الحيوانات انتباها حالة من الهياج نتيجة أصوات مكبرات الصوت والهتافات التي يرددها المعتصمين ليلًا، فضلا عن اشتعال بعض الأشجار داخل الحديقة بعد أن ألقي المعتصمون شماريخ داخل السور، مشيرة إلي أن هناك بعض الحيوانات انتابتها حالة من الهياج نتيجة قلة عدد الزائرين وفاة الشمبانزي "مشمش" الذي أصابه حالة من الاكتئاب وتوفي علي إثرها قبل عيد الفطر بأيام وهي خسارة للحديقة لأنه يعد من الحيوانات الأساسية التي يُقبل عليها الزوار. وأشارت "تمام" إلي أن الحديقة وصلت الخسائر بها ما لايقل عن مليون ونصف خلال الشهرين الماضيين نتيجة قلة عدد الزوار، خوفًا من الاعتصام المتواجد وحدوث أي اشتباكات، موضحة أن وزارة الزراعة قررت توفير ميزانية تصل إلي 6 ملايين جنيه لتوفير الطعام للحيوانات.
