احتشد آلاف الإسلاميين في شوارع تونس يوم الجمعة للدفاع عن حكومتهم في مواجهة دعوات شعبية لها بالاستقالة بعد اغتيال معارض علماني الخميس. وفي حين خرج أنصار حركة النهضة الإسلامية وخصومهم العلمانيون في مظاهرات أشار وزير الداخلية بإصبع الاتهام إلى إسلامي متشدد قائلا إن السلاح الذي استخدم في اغتيال السياسي المعارض الخميس هو نفس السلاح الذي قتل به سياسي آخر قبل نحو ستة أشهر في حادث أشعل فتيل مظاهرات عنيفة. وردد المحتجون الإسلاميون هتافات قالوا فيها "الشعب يريد النهضة من جديد" و"لا للانقلاب على الديمقراطية" رافضين دعوات لاستقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وتزايدت الخلافات بين الإسلاميين ومعارضيهم منذ إسقاط الرئيس زين العابدين بن علي في 2011 في أولى انتفاضات الربيع العربي. وفي ثاني اغتيال لسياسي علماني في تونس هذا العام قتل محمد البراهمي العضو في الحركة الشعبية عندما أطلقت عليه 14 رصاصة. وتجمع آلاف المحتجين المعارضين للحكومة ايضا في العاصمة تونس يوم الجمعة بينما أغلقت البنوك والمتاجر ابوابها وألغيت جميع رحلات الطيران من وإلى تونس. وردد المتظاهرون المعارضون للحكومة هتافات تدعو إلى سقوط حكومة الاخوان المسلمين في اشارة إلى حركة النهضة التي تستلهم مبادئ جماعة الاخوان المسلمين. وربط وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو بشكل مباشر بين اغتيال البراهمي واغتيال زعيم الحركة الشعبية شكري بلعيد في السادس من فبراير شباط والذي ادى الى اندلاع اسوأ أعمال عنف تشهدها تونس منذ الاطاحة ببن علي. وقال بن جدو في مؤتمر صحفي "نفس قطعة السلاح - وهي سلاح اتوماتيكي من عيار 9 ملليمتر - التي قتل بها بلعيد هي التي قتلت ايضا البراهمي." واضاف ان المتهم الرئيسي في قتل المعارضين بلعيد والبراهمي هو سلفي متشدد يدعى بوبكر الحكيم. وقال إن السلطات تلاحق الحكيم بالفعل للاشتباه في تهريبه اسلحة من ليبيا.