لن أتوقف عن الدعاء، وسأكرر للمرة السابعة هذه الدعوات إلى الله عز وجل أن يحفظ مصر ويحفظ الوطن العربي من كل مكروه وأن يجنب مصر شر الفتنة ويحفظ الأمة العربية من شبح هذه الفتنة الطائفية والعرقية والمذهبية التي يخطط لها أعداء مصر وأعداء هذه الأمة. أتوجه بالدعاء خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات. أقول للمرة السابعة يارب احفظ مصر واحفظ شعبها وابعد عنها شر الفتنة، لأن مصر تمر اليوم بأخطر مراحلها بعد ثورة 30 يونيو التي جاءت لتصحح مسار ثورة 25 يناير المجيدة. نشاهد اليوم في مصر الشقيقة تجاذبا وصراعا بين أصحاب ثورة شاملة وحقيقية وتيار الأخوان المسلمين الذين لم ينجحوا في قيادة ثورة 25 يناير بل انهم ارتكبوا أخطاء عديدة وقاتلة دفعت ملايين الشعب المصري للخروج إلى ميادين مصر لتصحيح مسار الثورة، ولعل آخر الأخطاء القاتلة تلك التي منعت الرئيس محمد مرسي عن الموافقة على طلب هذه الملايين بالذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكرة يكون فيها السيد مرسي والأخوان المسلمون رقماً مهماً فيها. نحن نعلم أن قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر قرر التنحي عن الحكم والعودة إلى صفوف الجماهير بعد نكسة 1967 وأعلن تحمله المسؤولية والمحاكمة أمام الشعب عن هذه النكسة لكن الشعب المصري رفض هذه الاستقالة ورفض هذا التنحي بل إنه طالب القائد عبدالناصر بالاستمرار في الحكم وقيادة المرحلة المقبلة لمواجهة العدو الصهيوني وأعداء الأمة العربية وقبل القائد هذه البيعة الجديدة بعد أن شاهد ملايين المصريين والعرب معهم تطالبه بالقيادة من جديد. وهنا أعتقد بل وأجزم لو أن الرئيس مرسي استجاب لمطالب هذه الملايين وأعلن قبوله بالذهاب إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة نزولاً عند رغبة هذا الشعب وتحقيق مطالبه لكان لديه الفرصة الكبيرة في حال ترشيحه في هذه الانتخابات بالفوز بها أو على الأقل لن يخسر ويخسر حزبه حزب الأخوان المسلمين تعاطف الشعب المصري، لكنه لم يفعل وهذه من الأخطاء القاتلة التي تضاف إلى أخطائه العديدة وأخطاء حزب الأخوان المسلمين وهذا لا يعني أن نتوجه إلى القيادة الجديدة لمصر بعدم تهميش أو إلغاء أو اجتثاث الأخوان المسلمين وأن تحترم وتشارك هؤلاء في صنع القرار السياسي والاقتصادي لأنهم من نسيج هذا المجتمع الوطني ومرة أخرى نقول: يارب احفظ مصر. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية