تعظيم سلام لكل أب وأم، وكل أخ وأخت، وكل ابن وابنة.. تعظيم سلام للفريق عبدالفتاح السيسي وكل قادة وضباط وأفراد القوات المسلحة المصرية.. تعظيم سلام للواء محمد إبراهيم وقيادات وضباط وجنود الشرطة المصرية.. تعظيم سلام لكل مصري ومصرية حمل العلم وخرج ليبهر العالم، ويعيد تسطير التاريخ من جديد، ويؤكد أن حضارته وإعجازاته منذ آلاف السنين لم تأت محض صدفة أو من فراغ.. وليؤكد أيضا ان الجين المصري ممتد في العروق والعقول عبر كل الأجيال.. قد يخمل أو يكسل، ويعاني ويصبر إلا أنه يبقي حتي لا يموت. لحظة تاريخية أحمد الله عز وجل أني أدركتها وعشتها.. قد تكون ساعات أو أياماً قليلة إلا أنها توازي العمر كله.. فلا شيء أهم وأعز من الوطن، ولا شيء يعلو فوق مصر، ولا شيء أسعد وأعظم من أن تكون وسط طوفان من البشر لا يدركه البصر في كل الاتجاهات وجميعهم علي قلب رجل واحد.. يرفعون مصر إلي عنان السماء، تشعر أن صدي صوتهم يأتي من السماء.. نعم هي أم الدنيا بأبنائها وتخليد المولي عز وجل لها في قرآنه الكريم وفي كل رسالاته السماوية. سوف يبقي الجين المصري كما هو، ينقل عبقريته من جيل إلي جيل، كما فعل شباب تمرد من رائدهم سعد زغلول في توكيلات سنة 1919.. تحولت تمرد إلي طوفان يدخل كل بيت، كانت تنفذ وتكاد تختفي حتي يعيد الناس تصويرها وتوزيعها علي نفقتهم الخاصة مع التأكيد علي الخروج يوم 30 يونية حتي يعرف الإخوان ومن يواليهم حجمهم الحقيقي أمام الشعب المصري.. استقبل القابضون علي السلطة وبعض الساسة والمنتفعين من النظام وكل نظام الأمر في بدايته بالاستخفاف، وقالوا إن مؤيديهم ومنتفعيهم جاهزون في أي وقت للشحن إلي القاهرة، والأمر لن يكلفهم أكثر من مجموعة أتوبيسات وبعض الوجبات، وتوجيه ميليشياتهم لتخويف المصريين.. استفزوا عامة الشعب فجاء الرد عنيفا ومذهلا للعالم أجمع عندما شاهد حشودا بشرية هي الأكبر في تاريخ الكرة الأرضية. قلت مرارا وتكرارا إن مصر أكبر من الجماعة ومن كل الفصائل السياسية.. وقلت إن مصر أكبر من الإملاءات الأمريكية والعمالة القطرية ومن شيوخ الدينار والدولار وكل المتاجرين بالدين لأنها بلد الأزهر الشريف، وبلد العمامة والكاب وبلد المحبة والتسامح والوحدة الوطنية.. هي بلد كل المصريين والعرب، ولا يمكن لفصيل واحد أن يحتكرها بعد أن سرق ثورتها من الشباب.. وأبعدها عن أشقائها العرب وانزلق بها إلي الهاوية. الآن وبعد ان قال الشعب كلمته واستعاد المصريون ثورتهم، لم يعد أمام الإخوان وكل مؤيديهم إلا احترام الإرادة الشعبية وعدم المكابرة حتي يعودوا إلي أحضان الوطن والانخراط في الهوية المصرية بكل مكوناتها السياسية والثقافية لأننا الآن في مفترق طرق، والشعب المصري بطبيعته متسامح ويمكن أن يغفر للإخوان كل أخطائهم خلال فترة حكمهم، ويمكن أن ينسي كل المشاكل والمعاناة التي لاقاها في العامين الأخيرين.. إلا أنه لا يمكن أن يغفر أبدا خيانة هذا الوطن أو ارتكاب أفعال تؤدي إلي حرب أهلية إذا تمسكت الجماعة بمصالحها الضيقة علي حساب مصلحة هذا الوطن الغالي.