للمرة السادسة اكتب وادعو الله عز وجل أن يحفظ مصر، خاصة في هذه الأيام وهذه الساعات، حيث لم يبق سوى حوالي 24 ساعة وأنا اكتب هذا المقال على انتهاء المدة التي حددتها القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية لتنفيذ مطالب الشعب المصري العظيم، الذي خرج بالملايين إلى الساحات والميادين يطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. حتى الآن نرى الصورة غير واضحة وغير مشجعة وغير مريحة، فالمعارضة التي يساندها ملايين الشعب مصرة على تنفيذ مطلبها الوحيد بإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، بينما الرئيس ومؤسسة الرئاسة ترفض هذا المطلب وتصر على بقاء الرئيس حتى يكتمل ولايته الرئاسية.. بينما الجيش أسهل الطرفين حتى يوم غد وإلا سيضع خريطة طريق لمستقبل مصر وهذا الإنذار للطرفين يمكن أن يخرج مصر من أزمتها الراهنة، لأن الجيش المصري هو مفتاح بوابة الأمن والسلامة على شرط ألا ينفرد بالسلطة أو يتمسك بها طويلاً وبالتالي نعود إلى المربع الأول وتخرج الجماهير مرة أخرى وتطالب بإسقاط حكم العسكر كما طالبت بسقوط حكم المرشد وهكذا ستمر مصر بدوامة من الفوضى والدمار الذي لن تتحمله مصر بعد ذلك لأنه ذلك لو حدث لا سمح الله فإن مصر ستقع فريسة هذه الصراعات والمنازعات التي تهدد مستقبل وحياة مصر. أمام هذه الصورة القاتمة والمرعبة لما تمر به الشقيقة مصر نرى ضرورة أن يخرج لنا العقلاء والحكماء وهم كثر في مصر ويساعدوا الطرفين في الخروج من هذه الأزمة ويغلقوا الأبواب والنوافذ أمام أعداء مصر وأعداء الأمة العربية، خاصة العدو الصهيوني ومعه الغرب والإدارة الأمريكية خاصة لأن هؤلاء يتربصون بمصر ويتربصون بالأمة العربية ويحاولون زرع الفتنة ويدفعون إلى الحرب الأهلية وفقاً لسياستهم المعروفة في رسم خريطة للشرق الأوسط الكبير بزرع الطائفية والعرقية والمذهبية وإشعال الحروب الأهلية. ومكمن الخطر في تلك الأصوات المتطرفة التي طالبت مؤيدي الرئيس مرسي بالخروج إلى الميادين المصرية لمواجهة تلك الملايين التي تطالب الرئيس بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهنا تكمن الخطورة لهذا نأمل ونرجو من هؤلاء ومن جميع المتظاهرين التزام السلمية والحفاظ ن صحيفة الشرق القطرية على حياة المواطنين المصريين لأنه لو حدث لا سمح الله أي مواجهة بين المؤيدين والمعارضين، فإننا سنشاهد حمام دم يراق على أرض مصر وسيخرج الجميع خاسراً بعد ذلك والرابح الوحيد هو العدو الصهيوني وأعداء مصر والأمة العربية. إن حل هذه الأزمة الآن بيد الرئيس محمد مرسي وعليه أن يستجيب لإرادة الشعب ويوافق على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يدخل بها المنافسة من جديد والشعب سوف يختاره أو يختار غيره وهذا أسلوب ديمقراطي طالما نادى به الرئيس مرسي، وبذلك يحافظ على مصر وشعبها الذي أكرر وادعو واقول يارب.. احفظ مصر. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية