قبل إجراء الجولة الثانية من الانتخابات المصرية كتبت مقالاً بالشرق القطرية تحت عنوان "لا شفيق ولا مرسي يستاهل هذا الكرسي" قناعة مني بأن الفريق أحمد شفيق لا يمثل روح وضمير وأهداف ثورة 25 يناير، وكذلك الدكتور محمد مرسي الذي يمثل الإخوان المسلمين الذين التحقوا بالثورة في 28 من يناير ولكنه يبقى الأفضل من بقايا الرئيس المخلوع. الآن وبعد أن قال الشعب العربي المصري كلمته بصناديق الاقتراع واختار الدكتور مرسي رئيساً لجمهورية مصر العربية، فعلينا نحن الشعب العربي أن نبارك وندعم هذا الاختيار الشعبي. وبعد فوز الدكتور مرسي بالرئاسة أعلن والتزم أمام الشعب بأنه "سيكون رئيساً لكل المصريين" في دولة "مدنية" ديمقراطية وأعطى وعوداً للشعب بما يجعله يطمئن للمستقبل. أما نحن الشعب العربي فلم نطمئن بعد ولم نشعر حتى الآن بانتصار ثورة 25 يناير المجيدة وطمأنة العرب بوعد قاطع من رئيس مصر أن يكون رئيساً لكل العرب وليس رئيساً لكل المصريين فقط لأن مصر هي "القيادة والريادة" ولأنها كذلك فقد كتبت مقالاً في الشرق أيضاً وقبل إجراء الجولة الأولى من الانتخابات كان تحت عنوان "نريد رئيساً عربياً وليس مصرياً"، وقصدت بذلك أن من سيأتي رئيساً لمصر يجب أن يكون قائداً عربياً لكل العرب تماماً كما كان قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر الذي حمل الحلم العربي وعمل على تحقيق هذا الحلم واستطاع بقيادته أن يحرر أغلب الدول العربية من الاستعمار الفرنسي كما حدث بالجزائر ومن الاستعمار البريطاني كما حدث لمصر وغيرهما من الدول العربية الأخرى واستطاع عبدالناصر رحمه الله أن يفرض على العالم احترام الأمة العربية واستطاع المواطن العربي أن يمشي بالحياة مرفوع الرأس مصان الكرامة وكان أعداء الأمة العربية يحسبون ألف حساب لهذه القيادة، بل أنهم كانوا يخافون المساس بسيادة أو كرامة أي قُطر عربي. لهذا نتمنى من الرئيس مرسي أن يكون رئيساً لكل العرب لأنه رئيس مصر، ومصر هي قلب العروبة وقوتها، فإذا نهضت مصر، نهضت معها الأمة العربية، وإذا ضعفت أو سقطت مصر لا سمح الله ضعفت وسقطت معها الأمة العربية والتاريخ يشهد على ذلك عندما ضعفت مصر وخرجت من محيطها العربي بعد معاهدة كامب – ديفيد المشؤومة كيف استطاع العدو الصهيوني أن يحتل عاصمة عربية عام 1982م، وهي بيروت وكيف استطاعت أمريكا وبريطانيا احتلال العراق عام 2003م، وكيف تشرذم السودان وتقسّم.. وكيف تحلل الصومال.. وكيف دخل لبنان في حرب أهلية أحرقت الأخضر واليابس.. بل كيف أصبح أعداء الأمة العربية يسرحون ويمرحون بالوطن العربي، يحتلون هذا البلد ويقسمون هذا البلد وهذه المخططات لا تزال مستمرة وخاصة المشروع الصهيوني – الأمريكي برسم خريطة الشرق الأوسط الكبير الذي من خلاله برزت مشاريع أعداء الأمة العربية ومنها المشروع الإيراني والمشروع التركي والآن يدخل علينا المشروع الروسي والصيني أيضاً. هذه المشاريع الاستعمارية لا يمكن أن يقف في وجهها إلا المشروع العربي وهذا المشروع لا يمكن أن يكون إلا إذا مصر حملت قضايا الأمة العربية ودافعت عنها لأنها هي "القيادة والريادة" لهذا نقول للرئيس مرسي نريدك قائداً ورائداً عربياً يا ريس نقلاعن صحيفة الشرق القطرية