يمر اليوم 12 عاماً على رحيل إحدى أبرز النجمات في تاريخ السينما المصرية إن لم تكن أبرزهن على الإطلاق «السندريللا» سعاد حسني الفنانة الشاملة التي عشقها الصغار والكبار رحلتها مع السينما بدأت عام 1959 حينما اكتشفها عبد الرحمن الخميسي لتقوم ببطولة فيلم «حسن ونعيمة» مع محرم فؤاد وكان عمرها لا يتجاوز 17 عاماً، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً لتصبح سعاد حسني وهى في هذا السن إحدى نجمات السينما في وجود فاتن حمامة وشادية ونادية لطفي ومريم فخر الدين وبدأت رحلة التألق الحقيقية منذ عام 1960 في أدوار كوميدية وخفيفة نسبياً في أفلام «اشاعة حب» مع عمر الشريف و«غصن الزيتون» مع أحمد مظهر، و«الساحرة الصغيرة» مع رشدي أباظة، و«الثلاثة يحبونها» مع أحمد رمزي وشكري سرحان، و«جناب السفير، عائلة زيزي، البنات والصيف، للرجال فقط، الزواج على الطريقة الحديثة، الأشقياء الثلاثة، وصغيرة على الحب». وفي النصف الثاني من الستينيات بدأت سعاد حسني مرحلة جديدة في أدوار جادة تبرز موهبتها ومقدرتها على تقديم اشكال مختلفة، وكانت البداية في فيلم «القاهرة 30» ثم قدمت أحد أبرز أدوارها دور «فاطمة» في فيلم «الزوجة الثانية» وتعتبر احدى علامات السينما 1968 وفيلم «نادية» و«بئر الحرمان» و«غروب وشروق» و«الحب الضائع» وهى مجموعة أفلام غاية في الروعة. وفي عام 1971 قامت سعاد حسني ببطولة فيلم «خللي بالك من زوزو الذي حقق نجاحاً اسطورياً، واستمر عرضه قرابة عام، وغنت فيه يا واد يا تقيل وقدمت بعده أفلام «الغرباء»، و«أين عقلي»، وتألقت مرة أخرى في فيلم «أميرة حبي أنا» 1975 وغنت فيه الأغنية الشهيرة «الدنيا ربيع» وأغنية «بمبي». وقدمت بعده فيلم «الكرنك» وهذا الفيلم كان يحمل هدفاً سياسياً وهو تشويه عصر الزعيم الراحل عبد الناصر، وتنوعت أدوارها مرة أخري في أفلام «على من نطلق الرصاص»، و«موعد على العشاء» و«شفيقة ومتولي» التي غنت فيه أغنية «بانوا على أصلكوا» ومن يسمع هذه الأغنية حالياً يشعر أنها موجهة لجماعة الاخوان، وفي عام 1979 قامت ببطولة فيلم «المتوحشة» مع محمود عبد العزيز. واعتباراً من بداية الثمانينيات قلت أدوارها في السينما نسبياً، لكنها قدمت في عام 1981 فيلم «أهل القمة» الذي عرض بموافقة خاصة من الرئيس السادات، وقدمت عام 1982 فيلم «حب في الزنزانة» وعام 83 «غريب في بيتي» وفي 84 «المشبوه». وفي عام 1985 قامت سعاد حسني ببطولة المسلسل التليفزيوني «هو وهي» مع الراحل أحمد زكي وكان عبارة عن 15 حلقة منفصلة وغنت فيه العديد من الأغنيات منها «خالي البيه»، «الشيكولاتة»، «عيد ميلاد سعيد يا نسمة» وفي عام 1986 قامت ببطولة فيلمين لم يحققا النجاح وهما «الجوع» و«الدرجة الثالثة» مما أصابها بحالة من الحزن. وفي عام 1991 كان الموعد مع آخر أفلامها «الراعي والنساء» وكان المرض يبدو عليها وبعد هذا الفيلم انقطعت سعاد حسني عن الفن وداهمها المرض واضطرت للسفر الى لندن للعلاج كما تواجه ظروفاً غاية في القسوة، وترفض الدولة تحمل نفقات علاجها الى أن تعاقدت مع اذاعة BBC لتلقي شعر صلاح جاهين وترحل في ظروف غامضة ولا نعرف هل انتحرت أم قتلت، كان ذلك مساء الخميس 21 يونية 2001 وتبكي مصر كلها رحيل السندريللا وترحل أبرز نجمة في تاريخ السينما. سعاد حسني حالة فنية جميلة مجرد أن تراها أو تسمعها تشعر بالسعادة، حياتها مليئة بالحكايات والألغاز أبرزها علاقتها العاطفية مع العندليب الراحل عبد الحليم حافظ والتي رحلت في نفس يوم ميلاده، والحقيقة ستظل غائبة في هذه العلاقة التي جمعت بين أشهر مطرب وممثلة في تاريخ مصر والعالم العربي وستبقى السندريللا معشوقة الكبار والصغار.