يمر غدا الخميس 11 عاما علي رحيل سندريللا السينما المصرية في كل العصور الرائعة سعاد حسني ولا نبالغ إذا قلنا إنها فنانة «فلتة» وموهبة فذة، وجه شديد الجمال والحضور والحيوية والتألق وفنانة استعراضية من طراز فريد، وأيضا مطربة تتميز بصوت يبعث علي التآلف، يعني ببساطة فنانة شاملة وماركة مسجلة لنجاح أي عمل فني تشارك فيه. عمر سعاد حسني الفني لم يتعد 32 عاما، بدأت 1959 حينما اكتشفها عبدالرحمن الخميسي ورشحها لبطولة فيلم «حسن ونعيمة» وان عمرها يناهز في ذلك الوقت 17عاما فقط وتألقت تماما في دور الفلاحة البسيطة الساذجة وأصبحت سعاد بعد هذا الفيلم إحدي نجمات السينما ومنذ عام 60 حتي عام 68 تألقت سعاد حسني في مجموعة من الأفلام الكوميدية والمرحة والاستعراضية أحيانا، وحققت معظمها نجاحا كبيرا منها أفلام: «الساحرة الصغيرة - إشاعة حب - بابا آخر من يعلم - الثلاثة يحبونها - شباب مجنون - الزواج علي الطريقة الحديثة - البنات والصيف - السفيرة عزيزة - غصن الزيتون - الجريمة الضاحكة - ليلة الزفاف» ولا ننسي «صغيرة علي الحب» وكيف استطاعت إقناع المشاهد بأنها فتاة صغيرة في الرابعة عشرة من عمرها. ومع بداية عام 1968 وصلت سعاد لمرحلة النضج الفني وبدأت في تجسيد أدوار مختلفة تماما وأدوار شبه معقدة تحتاج لفنانة ذات مواصفات خاصة جدا، وتألقت بشدة في أفلام «الزوجة الثانية - القاهرة 30 - بئر الحرمان - نادية - الحب الضائع - غروب وشروق - زوجتي والكلب - اللقاء الثانى - شيء من العذاب». وفي عام 1972 قدمت سعاد أشهر أفلامها «خللي بالك من زوزو» مع حسين فهمي وتحية كاريوكا وحقق الفيلم نجاحا أسطوريا وقدمت في العام التالي 1973 فيلم «أين عقلي» في دور مختلف تماما، وفيلم «الغرباء» وفي عام 1974 تألقت في فيلم «أميرة حبي أنا» وغنت فيه أحلي أغانيها «الدنيا ربيع» و«بمبي». وفي عام 1975 وصلت سعاد حسني لأعلي مستوي وقامت ببطولة فيلم «الكرنك» وأصيبت بانهيار عصبي في هذا الفيلم بسبب مشاهد العنف، وقدمت في نفس العام أيضا فيلم «علي من نطلق الرصاص» وحقق نجاحا أيضا. وقل انتاجها السينمائي بعض الشيء وأصبحت تقدم تقريبا فيلما واحدا ففي عام 1978، قدمت فيلم «شفيقة ومتولي» وغنت فيه أغنية «بانوا علي أصلكوا» وفي عام 1979 قدمت فيلمي «المتوحشة» و«موعد علي العشاء» وفي عام 1981 قدمت سعاد واحد من أجمل أدوارها في فيلم «أهل القمة»، وفي عام 1982 قدمت دورا مختلفا تماما في فيلم «حب في الزنزانة»، وبعده مباشرة قدمت فيلم «المشبوه» وكان الفيلمان مع عادل إمام، وفي عام 1983 عادت للأدوار الكوميدية وقامت ببطولة فيلم «غريب في بيتي» مع نور الشريف. وفي عام 1985 اتجهت لأول مرة للدراما التليفزيونية وقامت ببطولة مسلسل «هو وهي» في 15 حلقة منفصلة متصلة مع أحمد زكي وحققت نجاحا مدويا وغنت مجموعة كبيرة من الأغنيات: «الشيكولاتة - خالي البيه - عيد ميلاد سعيد يا نسمة» وفي عام 1987 قدمت فيلمين لم يحققا النجاح المطلوب هما «الجوع» و«الدرجة الثالثة» وأصيبت بنوع من الحزن والاكتئاب وبدأت متاعبها الصحية وتحاملت علي نفسها وقدمت 1991 فيلم «الراعي والنساء». وحقق الفيلم نجاحا معقولا وبعد هذا الفيلم تعرضت سعاد حسني لمتاعب صحية شديدة وزاد وزنها واضطرت للسفر للندن للعلاج ولم تحظ بالرعاية المطلوبة من الدولة وعاشت سنوات كئيبة وتعرضت لحملات صحفية كاذبة ساهمت في سوء حالتها ولكي توفر نفقات العلاج سجلت بصوتها أشعار صلاح جاهين بإحدي الإذاعات في لندن، وكان رحيلها الغامض في التاسعة مساء الخميس 21 يونيو 2001 لتنهي حياة أحد أجمع الفنانات في تاريخ السينما المصرية وأكثرهن قبولا ومازالت مثلا أعلي للفنانة الشاملة تميزت الفنانة الراحلة بجمال من نوع خاص ربما كان جمال الروح، وامتلأت حياتها بالأسرار، أشهرها علاقتها العاطفية بالعندليب الراحل عبدالحليم حافظ وشاء القدر أن تموت سعاد في نفس يوم ذكري ميلاد العندليب، وكان رحيل سعاد صدمة هائلة للمصريين وربما كان الحزن مضاعفا بسبب التجاهل وعدم تقدير تاريخ تلك الفنانة التي أثرت السينما، سعاد حسني ستظل بحق سندريللا السينما في كل العصور رحمها الله بقدر ما أسعدت الملايين.