ليس جديداً على الرئيس محمد مرسى الذى وصل إلى سدة الحكم صدفة أن يخدع الشعب، فالذى انقلب على الشرعية والديمقراطية وحشد عشيرته وأنصاره وأذنابه والموالين له للحرب على الوطن والمواطنين، أن يقوم بالكذب على شعبه.. ليس جديداً على مندوب «الجماعة» فى الرئاسة أن يفعل ما يشاء طالما أن شرعيته يستمدها فقط من العشيرة وأهل الثقة فى جماعته. مؤخراً أقامت الحكومة الإخوانية ومرسى الأفراح والليالى الملاح فى مسألة اكتفاء مصر من القمح، وقفت أمام هذه الاحتفالات أتعجب وأضرب كفاً على كف، عندما شاهدت «البروباجندا» الإخوانية، بأن مصر حققت الاكتفاء من القمح.. وقلت لنفسي قد أكون «مت سنوات» طويلة وأحياني الله، وتحقق على يد الإخوان هذا الحلم فى الاكتفاء الذاتى من القمح.. ولكن لم يحدث لى شىء من هذا علي الاطلاق.. إنما الحقيقة المرة هى أن الرئيس يخدع الشعب ويقدم له أرقاماً مضللة، سواء تلقاها من عشيرته أو أذنابه فى الحكومة الإخوانية.. الرئيس الذى أعلن الحرب على المصريين، لا تتوقع منه أبداً سوى تضليل الأمة التى يحكمها وفى مسألة الأرقام التى أعلنها الرئيس، قضية غاية فى الخطورة وكارثة حقيقية وهى أن دول العالم التى نستورد منها القمح، سوف تستغل أرقام «مرسى» الوهمية، لتكون سيفاً على رقاب المصريين.. بمعنى أن نصف القمح الذى يستهلكه المصريون جاء بالاستيراد من الخارح، ومصر لا تنتج سوى النصف وعندما تنفد الكمية المنتجة بالداخل، ستضطر الدولة الى الاستيراد من الخارج.. هنا تقوم الدولة المصدرة إلينا برفع الأسعار بطرق مبالغ فيها، وستضطر أى حكومة أن تقبل الأسعار بالزيادة.. وكأن مصر أصبحت دولة غنية ولديها أموال وفيرة لتوفير احتياجات المصريين من القمح. تصرفات الرئيس المخيبة للآمال سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى باتت فضيحة بكل المقاييس، وانغلاق «مرسى» على نفسه وجماعته جعله أضحوكة بين الأمم فى سابقة لم تحدث لأى رئيس مصرى منذ نشأة مصر فى فجر التاريخ.. حتى فى عصر الدويلات المصرية لم يبتل الله البلاد بحاكم بهذا الشكل وبهذه التصرفات.. ولقد آن الأوان لأن يرحل «مرسى» ويترك الحكم.. وكفى ما حدث للمصريين وللوطن من مهازل. لقد بلغت قلوب المصريين الحناجر، والجميع ينتظر يوم «30 يونية» بفارغ الصبر حتى تتخلص البلاد من هذا الجحيم وتلك الفوضى،فيا جماعة الإخوان غادروا الى غير رجعة أو كما قال مندوب شيخ الأزهر خلال لقائه مع المثقفين الرافضين حكم الجماعة، عندما وجه حديثه للإخوان، «يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم، ليحطمنكم سليمان وجنوده». فعلاً جنود سليمان الآن هم المصريون الغاضبون الذين تجرعوا الويلات خلال حكم الإخوان.. ولم يعد المصريون يطيقون أكثر من هذا أمام هذه المهازل والمساخر التى فاقت الحدود وتعدت التصورات. يا جماعة الإخوان غادروا الى مساكنكم كما كنتم، فلا الشعب يرغب فيكم، ولا الله سبحانه وتعالى يرضى تصرفاتكم العجيبة والمريبة.