بدأت المهازل الفعلية للميليشيات أو ما يطلقون عليها الشرطة الإسلامية البديلة فى أسيوط.. لقد استعرضت «الجماعة» قوتها فى الشوارع وارتدت ثيابًا شبيهة بزى الشرطة.. بدأت الكارثة التى كنا حذرنا منها مرارًا، فخطة «الجماعة» الحاكمة بدأت تظهر على الأرض، هنا وقعت «الكارثة» التى لن تحمد عقباها، فاليوم فى أسيوط وغدًا فى قنا وأسوان وبعده فى الوجه البحرى وهكذا.. هذا هو الانهيار الذى تتعمد «الجماعة» أن تحدثه.. مصر بهذا بدأت خطوات تحويلها إلى دولة دينية على غرار إيران وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً. فعلاً عصيان الأمن كان فى محله ومن حق الجهاز الأمنى أن يقف بالمرصاد للوزير الإخوانى الذى ينفذ سياسة الجماعة عن ظهر قلب سواء عن قصد أو بدون قصد وإن الواجب الوطنى فرض على العاملين فى جهاز الشرطة أن يعلنوا تمردهم واحتجاجهم بعدما أيقنوا أن هناك مخططًا إخوانيًا يهدف إلى انهيار الجهاز الأمنى، حتى تنفذ الجماعة سياستها فى استبدال الشرطة الوطنية فى الدولة المدنية المصرية بالميليشيات المسلحة.. وتصريحات قائد الجماعة الإسلامية فى أسيوط وإعلانه استعراض قوته فى المحافظة لم يأت من فراغ ولا من تلقاء نفسه، فمع عظيم الأسف فإن الجماعة الحاكمة لا تختلف كثيرًا عن باقى التيارات الدينية الأخرى، وكله فى سلة واحدة والمعروف أن نشأة الجماعة الإسلامية جاءت من رحم الإخوان وتعتبرها الذراع العسكرية لها.. وقيادات «الجماعة» الإسلامية الأوائل كانوا قيادات بارزة فى الإخوان. مصر الآن فى خطر بشع لأنها تواجه مخططًا جهنميًا لنزع المدنية والهوية المصرية المعتدلة المعروفة عالميًا.. لقد فتح الرئيس محمد مرسى الباب على مصراعيه أمام كل القوى الدينية لأن تفعل ما تشاء بإرادته، سواء بصمته المريب أو تغاضيه عن المهازل التى تحدث، ولذلك لم يعد هناك أمل فى إصلاح هذا الرئيس الذى ارتدى عباءة الجماعات الدينية متصورًا بذلك أنه يطبق الشريعة الإسلامية. فى حين أنه لا يوجد أحد على الإطلاق يرفض تطبيقها، لكن سياسة الحكم يجب أن تكون مدنية عصرية.. والدولة الإسلامية على مر تاريخها الطويل، عرفت سياسة الحكم المدنى.. حتى محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم»، عندما حكم الأمة وبلغ رسالة ربه اختار أن يحكم بطريقة مدنية، والدليل ما حدث عند الاعداد لمعركة بدر الكبرى، واختار مكانًا لعسكرة جنوده، ووقف صحابى جليل وأشار عليه بمكان بدر حيث البئر ليرتوى الجنود، فرجع الرسول عن موقفه واستجاب لرأى الصحابى واعتقد أنه كان الحباب بن المنذر.. أما ما تفعله الجماعة وأتباعها وأذنابها فإنما هو متاجرة باسم الدين، وهو من أفعالهم وتصرفاتهم براء. ظهور الجماعة الإسلامية واستعراض قوتها فى الشوارع يحتاج إلى وقفة حاسمة وفى أسرع وقت، وعملية اجهاض هذه المخططات الشيطانية باتت ضرورة ملحة بدلاً من أن تنتشر هذه الفكرة الشاذة.. وقد يسأل سائل ومن بيده مقاومة هؤلاء؟!.. الشعب نفسه هو القادر على أن يمنع هذه المهازل، ولا أعتقد أن أى وطنى يعيش على أرض الوطن يرضى بهذه المسخرة التى يطلقون عليها «الشرطة الإسلامية»، وكأن الجهاز الأمنى المصرى لا ينتمى إلى الإسلام أو يدين به.. إنها مسخرة بكل المقاييس. الحل الآن ليس فى ظهور هذه الجماعات، إنما الحل هو ازاحة «مرسى» عن الحكم الذى اختار لنفسه طريقًا خاطئًا بمعاداة الشعب المصرى ويصر على ارتداء «عباءة الإخوان» الضيقة أو التيارات الدينية التى تزعم زورًا وبهتانًا أنها تنفذ تعاليم الدين.. مصر التى تنهار الآن على يد «مرسى» وجماعته، لن يسكت الوطنيون بها وشرفاء الأمة عن السماح له بالمزيد من التدهور، بل سيواصلون جهادهم حتى تتحرر مصر من قبضة هذه التيارات الدينية الذين خربوا البلاد وأفسدوا العباد، ويتفرجون على ما جنته أياديهم. لن يستمر كثيرًا على هذا الحال المايل، ولابد للفجر أن يبزغ وأن تشرق الشمس من جديد على أرض الكنانة وإن غدًا لناظره لقريب، أما يحدث من مساخر ومهازل فلن تدوم طويلاً، نهايتها تقترب من الانقشاع، وستظل مؤسسة الشرطة هى درع حماية المصريين داخليًا، وسيظل جيش مصر العظيم هو الحامى للجميع داخليًا وعلى الحدود.. وإن غدًا لناظره لقريب.