البيان الذى أصدرته الهيئة العليا لحزب الوفد يوم «الاثنين» الماضى كان جامعاً مانعاً وشافياً تماماً لعلاج حالة الانهيار الشديد التى أصابت البلاد ووقف المزيد من الخراب السياسى والاقتصادى والاجتماعى الذى حل على رؤوس الجميع، لقد حدد بيان الوفد العلاج الشافى الناجح للأزمة السياسية التى تمر بها مصر، فلم يرصد البيان فقط حالة الخراب والدمار بالبلاد وإنما وضع طوق النجاة والحلول العملية التي تعبر بمصر إلى بر الأمان بعد خيبة الأمل التى أصابت الوطن الغالى فى ظل حكم جماعة الإخوان التى تنتسب زوراً إلى أنها «مسلمة» هى وأتباعها وأذنابها الذين جلبوا معهم العار على مصر. لقد طالب بيان الوفد الرئيس محمدمرسى بأن يخلع عباءة «الجماعة» التى ينتمى إليها قولاً وفعلاً ويستبد لها بعباءة مصر التى هى الأهم والأبقى من الجميع.. لقد أصاب الوفد الهدف عندما حدد خلع عباءة «الجماعة» عن الرئيس قولاً وفعلاً لأن الرئيس يزعم أنه رئيس لكل المصريين وهذا غير صحيح، فكل تصرفاته وأفعاله تؤصل لفكر الجماعة من محاولات مستميتة لأخونة الدولة ومفاصلها، بل إن الرئيس ينتصر لجماعته على حساب مصر والمصريين ولا يفعل سوى ما يحقق مصلحة الجماعة، لأنها فوق كل اعتبار ويرحم الله الزعيم خالد الذكر سعد زغلول فى ذكرى ثورة 1919 التى تحل الآن عندما قال: «الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة».. بخلاف الإخوان الذين جعلوا مصلحة الجماعة فوق الوطن والأمة!! فمصلحة الجماعة مقدمة أولاً على مصلحة المصريين، وأجندة الإخوان أهم من مصلحة الوطن. من هنا كان بيان الوفد صاحب القضية الوطنية الذى حدد العلاج الذى يقضي بخلع الرئيس عباءة الإخوان،لأنه لا يجوز أن يقسم البلاد بهده الطريقة التى أحلت الخراب فى كل شىء، وما يفعله الرئيس يفعله رئيس وزرائه الذى يزعم أنه لاينتمى إلي «الجماعة» وهو عضو أصيل بها، إنما الهدف الذى يفعله «مرسى» و«قنديل» والذى أثبت فشلاً ذريعاً، هو المضى قدماً فى تنفيذ مخطط الجماعة على حساب مصر.. ولذلك كان بيان الوفد واضحاً جداً عندما طالب الرئيس الذى فقد شرعيته السياسية والأخلاقية بأن يستبدل «العباءة» الضيقة للإخوان بعباءة مصر الأهم والأعم والأشمل.. بيان الوفد رصد أيضاً المحاولات المستميتة لإسقاط الشرطة والدور الوطنى لهذا الجهاز الأمنى الذى يحفظ الأمن الداخلى للبلاد، وهذا ما تحدثت عنه أمس عندما وجهت حديثى إلى وزير الداخلية الذى ردد عن قصد أو دون قصد كلام «الجماعة» بأنه لا يمانع فى انهيار الشرطة.. فى حين أن عصيان الأمن ومحاولتهم الانقلاب على الوزير الإخوانى، بهدف تحقيق المصلحة الوطنية والتصدى بكل قوة لمحاولة أخونة الجهاز، واستبداله بالميليشيات.. وجاء بيان الوفد الرائع الذى يحمل روحاً وطنية خالصة لوجه الله ليطالب رجال الأمن بالتمسك بدورهم الوطنى فى حماية الجبهة الداخلية، وعدم الزج بالشرطة فى المعترك السياسى الذى تفتعله «الجماعة» بعنادها وتسلطها وسياسة الإقصاء والاستئثار التى تنتهجها..لقد حيا بيان الوفد الدور الوطنى للشرطة ورجالها الذين تعرضوا لقهر طويل على مدار عقود طويلة، ولا يزالون يتعرضون لهذا القهر بسبب السياسة الإخوانية التى يتبعها الوزير الحالى المعين من «الجماعة» ونبه بيان الوفد لضرورة بالغة الأهمية،وهى محاولة إسقاط الشرطة ليحل محلها الميليشيات الإخوانية أو غيرها ممن يتبعون سياسة الإخوان من الأتباع والأذناب وحذر البيان من عملية استبدال الشرطة بأى شىء آخر.. الوفد صاحب التاريخ الوطنى على مدار التاريخ الطويل منذ نشأته عام 1919، يدرك تماماً أن إسقاط الأمن يعنى تشكيل فرق وميليشيات لتحل محله وهنا تكون الكارثة والمصيبة الكبرى. ما يفعله الوفد الآن ليس بغريب على أحد، فهو صاحب الريادة فى الوطنية ويعمل فقط من أجل الوطن والمصريين.. ومن هنا جاءت روشتة الوفد الوطنية للعبور بالبلاد إلى بر الأمان والنجاة للمصريين من هذا الخراب الذى فاق الحدود، بشكل لم يسبق له مثيل.