هل فعلاً جماعة الإخوان المسلمين خائفة من يوم 25 «يناير» الحالى؟!.. هل فعلاً «الجماعة» تتخبط فيما تفعله في هذا اليوم؟!.. والحقيقة أن الشعب المصرى قرر النزول إلي الميادين بالقاهرة والمحافظات، للاحتفال بذكرى الثورة المخطوفة منه علي طريقته الخاصة، وليس علي طريقة «الإخوان» الذين سرقوا الثورة منه.. لن تستطيع قوة أن تمنع المصريين من النزول إلي الشوارع للتعبير عن رأيهم في المهازل السياسية التي تجري علي أرض الواقع حالياً، فخروج المصريين في الاحتفال بالذكرى السنوية للثورة المخطوفة، سيكون تعبيراً حقيقياً عن الرفض التام لسياسة «الجماعة» الحاكمة بعدما جنحت عن تنفيذ متطلبات الثورة في العيش والحرية والكرامة الإنسانية. نزول المصريين في هذا اليوم التاريخي سيكون لإسقاط الدستور المشوه الذي تم إجراء استفتاء باطل عليه، سيقرر المصريون مصيرهم في هذا اليوم، لأن الأمة لن تقبل أن تضام في كرامتها أو تسكت عن حقوقها التي قامت من أجلها الثورة، لن تهدأ ثائرة الناس حتي ترضخ «الجماعة» الحاكمة لرغبة الجماهير الغاضبة التي ضاع حلمها بين عشية وضحاها دون جريرة ارتكبوها سوي اتباع الإخوان الذين اعتلوا سدة الحكم في غفلة من الزمن، أضاعوا خلالها في فترة قليلة حلم الثوار في الحياة الكريمة والتحول الديمقراطى الحقيقى. من حق شعب مصر أن يخرج جميعاً يوم 25 «يناير» للإعلان عن رفضه الشديد لسياسة الإخوان، والمصريون بذكائهم الفطرى يدركون تماماً كل الألاعيب والخطط الشيطانية لإرهاب الناس، وكل محاولات «الجماعة» لتخويف الناس وإرهابهم خلال الفترة الماضية لن تنطلى أبداً علي أي مصرى، وسيرد المصريون على ذلك من خلال غضبتهم العارمة يوم 25 «يناير»، سيقولون لا لإرهاب «الجماعة»، ولا للدستور الباطل، ولا لمؤسسة الرئاسة التي تلتزم الصمت في الوقائع الخطيرة، ولا لحكم الجماعة ولا لولاية الفقيه، ولا لتحويل الدولة المصرية إلى دولة دينية، ولا لحكم يريد الهوان والذل للناس.. وألف لا لكل ما يتعارض مع رغبة الشعب المصرى. تخطئ الجماعة تماماً عندما تتصور أنها بتسببها في انهيار الأجهزة الأمنية بالبلاد من الممكن أن تتمكن من فرض سيطرتها علي البلاد وضياع الهوية وحلم الدولة المدنية.. لا أحد يرضى بديلاً عن الدولة المدنية وهي الوحيدة القادرة علي تحقيق حلم الديمقراطية الحقيقية والعبور بالبلاد إلى بر الأمان.. وتخطئ الجماعة عندما تتصور أنها يمكن أن تضحك علي هذه الأمة الصابرة، فالذكاء المصرى الفطرى يمنع «الجماعة» من أن تسوق المصريين كالنعاج لتنفيذ مخططاتها التي لا تسعي إلا لما فيه تنفيذ أجندة «الجماعة» وأتباعها.. والمصريون بلغوا الفطام السياسي منذ زمن وإلا ما استطاعوا أن يسقطوا نظاماً ظل كاتماً علي الصدور لعقود طويلة، في الوقت الذي كانت فيه «الجماعة» وأنصارها يخططون للانهيار الأمني والفوضى واقتحام السجون والأقسام. المصريون الآن قادرون علي خلع «الجماعة» من الحكم بتماسكهم وصلابتهم، وستشهد مصر فعلاً الثورة الثانية يوم 25 يناير الحالى، فالمصرى لم يعد ينخدع لأي إرهاب تمارسه التيارات الدينية، أو التلويح بتخويف المصريين بالحرس الثورى الإيرانى. وإن غداً لناظره لقريب. وإن موعدكم 25 يناير.