يجب أن تكون كل الخيارات مطروحة للحفاظ على حصتنا من مياه النيل، أمن مصر المائى فى خطر، والمفاوضات حوله دون قوة داعمة سوف تفشل إذا استبعدنا الخيار العسكرى، لابد أن يكون خيار القوة موجوداً، حتى فى حالة عدم احتياجنا له، لأن الضعيف لا أحد يسانده. عزم أثيوبيا على إقامة سد النهضة لم يكن مفاجأة لمصر، هذا توجه كان معروفاً ولم نأخذ الخطوة الاستباقية، وتركناها للقضاء والقدر، كل مشاكلنا نتعامل معها بنفس السيناريو، دائماً ننتظر رد الفعل، ولا نكون الفعل، فى عالم الأقوياء لا أحد يساند الضعيف. هل العيب فى أثيوبيا أن تقوم بإنشاء مشروعاتها التنموية أم العيب فينا لأننا لم ندافع عن حقوقنا فى مياه النيل، نقطة المياه حياة، قال الله تعالى: وجعلنا من الماء كل شىء حى، مياه النهر الأزرق مشتركة بين مصر وأثيوبيا والسودان، ونقضت أثيوبيا الاتفاقية وشرعت فى إقامة سد النهضة دون إذن مسبق من الشركاء، ونفذت «20٪» من المشروع دون انتظار للتقرير الثلاثى الذى ستعلن نتائجه اليوم، وهناك صعوبات تواجه انجاز التقرير لنقص المعلومات المطلوبة من الجانب الأثيوبى، الخبراء يؤكدون أن هذا التقرير غير ملزم لأثيوبيا، وهو مبنى على دراسات أجرتها أثيوبيا. الجانب الأثيوبى تعهد بعدم المساس بحصة مصر من المياه، لكن السوابق مع كينيا تثير المخاوف، كانت أثيوبيا قد وعدت كينيا بعدم الإضرار بمصالحها المائية من وراء إقامة أحد سدودها فأقامت ثلاثة سدود مرة واحدة، وقطعت عنها المياه تماماً، وسد النهضة هو رقم «14» الذى تقيمه إثيوبيا بهدف استثمارى، لأن أثيوبيا ليست فى حاجة إلى مياه أو كهرباء. هذا السد كارثى، ويمس الأمن المائى والغذائى لمصر، وينتقص من حصتنا من المياه بحوالى «9» مليارات متر مكعب، ويفقدنا «30٪» من الكهرباء. لماذا تنفذ إثيوبيا مشروعها الآن، هل هو استغلال للحالة السياسية المصرية، مصر فى أضعف حالاتها، هناك صراع على السلطة، وتحييد للجيش، هل شروع أثيوبيا فى تنفيذ السد حالياً هو جس نبض لمصر، الصحف الأمريكية تشجع أثيوبيا، وتصفها بأنها نمر إثيوبى قفز على جيرانه، هناك مؤامرة ضد مصر تديرها إسرائيل، خصوصاً فى وجود شركة إسرائيلية تدير كهرباء سد النهضة، هناك مخطط أثيوبى لإدارة الكهرباء، وتوريدها إلى «53» دولة، وقيامها بطرح «15» مليون فدان للاستثمار الخارجى منها نصف مليون فدان لإسرائيل. الذى يريد أن يسيطر على مصر يسيطر على النيل الأزرق الذى يمدنا ب«80٪» من المياه، إثيوبيا تصدر لنا الجوع والعطش، فما نحن فاعلون، لا يجب التهوين من قضية المياه، ماذا سنفعل إذا جاء التقرير ضد مصالحنا، أثيوبيا تحتفل بإنجاز المرحلة الأولى من المشروع؟ لازم نعرف قيمة كل نقطة مياه، وكيف ندافع عنها. الرئيس مرسى قال فى لقائه مع ممثلى الجمعيات الأهلية: أنا عارف مين بيقول إيه وإزاى وعلشان إيه هذا فى الداخل ياريت تكون هذه الخاصية شغالة فى الخارج.